تواصلت احتجاجات جيل زد (z) في مدن مغربية عدة الخميس، مع تسجيل أعمال تخريب لشباب ملثمين مقابل حدة التدخل الأمني الذي أفضى إلى مقتل شابين من المحتجين، وزعمت بيانات الداخلية أن الشباب أضرموا النار في سيارتي شرطة، وقاموا بتخريب محلات تجارية ووكالات بنكية دون تسجيل تدخل أمني.
إلا أن سمة المظاهرات السلمية كانت في الدار البيضاء وتطوان وبني ملال وسيدي سليمان ومراكش وطنجة والرباط وإنزكان وآيت عميرة وتيزنيت ووجدة.
ووزع المحتجون منشورات تدعو لإصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد.
ودعت مجموعات على فيسبوك تابعة لشباب المتظاهرين إلى التزام السلمية والأدب خلال الاحتجاج وأن العالم يريدهم أن يحققوا أهدافهم دون عنف.
ودعت المجموعات والمنشورات رجال الأمن إلى ترك الشباب ليعبروا عن رأيهم بحرية وسلمية وفق ما تكفله القوانين والمواثيق الحقوقية "لا للمس بالثوابت الوطنية ولا لتخريب الممتلكات أو الرشق أو السب والشتم
ودعت للتجمع في الحدائق والساحات لإبعاد حجة عرقلة السير عن السلطات الأمنية.
ماذا يحدث في المغرب؟
وتشهد المغرب منذ 27 سبتمبر 2025 موجة احتجاجات شبابية واسعة تُعرف باسم "جيل زد 212"، وهي من أكبر التحركات الشعبية منذ حراك الريف عام 2017.
ويقود شباب "جيل زد 212" احتجاجات وهم من مواليد أواخر التسعينات وبداية الألفية، عبر منصات مثل "تيك توك"، و"إنستجرام"، و"ديسكورد"، وهي المظاهرات التي انطلقت بعد وفاة 8 نساء أثناء الولادة في مستشفى بأغادير، ما فجّر الغضب الشعبي تجاه تدهور الخدمات الصحية.
وهناك مواجهات عنيفة في بعض الأحياء، شملت رشق بالحجارة، إحراق سيارات، واعتداءات على الممتلكات، ما دفع الحكومة إلى إصدار بيانات تدعو للتهدئة.
ورفع المحتجون شعارات مثل: "نريد مستشفيات لا ملاعب" "نريد التعليم لا كأس العالم" في إشارة إلى رفضهم لإنفاق الدولة على مشاريع رياضية مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وتركزت أبرز المطالب في؛ تحسين قطاعي الصحة والتعليم، وتوفير فرص العمل، ورفع الحد الأدنى للأجور، ووقف الفساد المالي والإداري.
وتعاملت وزارة الداخلية بقسوة مع المحتجين وأعلنت إصابة 263 عنصر أمن و23 مدنيًا في اشتباكات، واعتقال 409 شخصًا حتى الآن وعرضهم على المحاكم المغربية.
وعبرت حكومة الملك محمد السادس عن تفهمًا للمطالب، وأكدت استعدادها للحوار، لكنها شددت على التعامل بحزم مع أعمال الشغب،؟ وأخلت
مجموعة "جيل زد 212" مسؤوليتها عن الشغب، وأصدرت بيانًا ترفض فيه التخريب، وتدعو إلى الاحتجاج السلمي الكامل.
وتتردد شائعات بهروب الملك من المغرب، في حين قال مراقبون: إن "كل ما يُتداول حول "هروبه" أو مغادرته البلاد في ظل احتجاجات "جيل زد 212" هي شائعات غير مؤكدة ولم تصدر أي جهة رسمية أو موثوقة تؤكدها".
ومحمد السادس معروف بسفره المتكرر إلى فرنسا أو الغابون لأغراض شخصية أو علاجية، لكن لا توجد أي تقارير رسمية أو إعلامية تؤكد مغادرته البلاد خلال الاحتجاجات الحالية.
وفي فيديو متداول لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران دعا الشباب إلى وقف الاحتجاجات لتجنب "العنف والعنف المضاد"، مؤكدًا على حقهم في التعبير السلمي.
ويصل معدل البطالة بين الشباب المغربي متجاوزا 35.8%، أي أكثر من 1.5 مليون عاطل، ويحتل المغرب المرتبة 94 من أصل 99 في مؤشر الرعاية الصحية، والمرتبة 101 عالميًا في جودة التعليم.
وتشير الصورة العامة إلى أزمة اجتماعية عميقة يقودها جيل من الشباب، يطالب بحقوقه بعيدًا عن الأحزاب التقليدية، وسط تحديات اقتصادية وضغوط سياسية.
في الأزمات السابقة، مثل زلزال الحوز، تأخر ظهوره العلني، ما يُغذي الشائعات أحيانًا، لكن لا دليل على "هروب" أو مغادرة مرتبطة بالأحداث الأخيرة.