إيطاليون يحاكمون “ميلوني” بالتواطؤ ضد غزة.. ومراقبون: محاسبة تنبغي لحكام العرب

- ‎فيعربي ودولي

تقدم عدد من المحامين والنشطاء الإيطاليين ببلاغ إلى المحكمة الجنائية الدولية في رئيسة وزراء بلادهم-  إيطاليا-  "جورجيا ميلوني" واتهموها بالتواطؤ مع "إسرائيل" في إبادة جماعية بغزة.

 

وكانت الشكوى قدمتها مجموعة "Giuristi e Avvocati per la Palestina" محامون وخبراء قانونيون من أجل فلسطين، بقيادة فابيو مارسيلي.

ويتهم المحامون في الشكوى ميلوني ووزراء آخرين بالتواطؤ في جرائم ضد غزة، مدعومة من 50 شخصية عامة وسياسية و6000 مواطن إيطالي.

وفقًا لتقرير رويترز وتصريحات ميلوني اليوم في مقابلة مع Rai  أحيلوا هي ووزيرا الدفاع والخارجية للجنائية الدولية بسبب دعم عسكري لـ"إسرائيل" وقد يفتح أبواب المحاسبة على قادة آخرين في أوروبا والتحقيقات قد تستمر سنوات، لكن التأثير فوري.

وأضافت ميلوني في مقابلة مع الشبكة التليفزيونية الحكومية، أن وزيرَي الدفاع جويدو كروزيتو والخارجية أنطونيو تاياني أُحيلا أيضاً، مشيرة إلى "اعتقادها" بأن روبرتو سينجولاني، رئيس مجموعة ليوناردو الدفاعية، سيواجه محاكمة كذلك.

وتعد الإحالة الرمزية إشارة إلى إجراء رمزي أو سياسي، مثل تقديم شكوى لمحكمة دولية للتعبير عن احتجاج دون قوة قانونية ملزمة فورية. بشكوى مقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في غزة، ووصفتها ميلوني بأنها "مدهشة" لأن إيطاليا لم تقدم أسلحة لإسرائيل منذ أكتوبر 2023. قد لا تؤدي إلى تحقيق رسمي.

محاسبة عربيا

ولكن مراقبين وناشطين عرب دعوا إلى محاسبة للحكام العرب،  وتساءل حساب "وهل هناك من الرؤساء والحكام العرب من يجب تقديمهم للمحاكمة بنفس التهمة؟".

https://x.com/3CoD4TR4znf7wHw/status/1975686568921997448

وأضاف @SouriAsseel، "الشكوى تأتي في سياق اتهامات دولية بجرائم حرب في غزة، حيث تُتهم إيطاليا بالمساعدة غير المباشرة عبر دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل. هذا يعكس توترات أوروبية حول النزاع، مع ميلوني (اليمين المتطرف) داعمة قوية لإسرائيل، مما يثير انتقادات من منظمات حقوقية مثل “ميديترانيا سافينغ هيومنز”. هذا الحدث يبرز التصعيد في المساءلة الدولية لقادة غربيين حول غزة، لكنه يظل في مرحلة الإبلاغ غير الرسمية حتى الآن.".

وقال الصحفي أحمد سليمان العُمري  @ahmadomariy إنه "تطور قانوني وسياسي بالغ الأهمية" معتبرا أنه "خطوة تاريخية، التي شملت أيضا رئيس مجموعة «ليوناردو» الدفاعية، تمثّل تصعيدا غير مسبوق للمساءلة القانونية على المستوى الدولي وتظهر تحولا جوهريا في التعاطف العالمي، حيث لم تعد قضية غزّة حكرا على الخطاب الإعلامي بل امتدت إلى أروقة القضاء الدولي، مما يضع حكومات الدول الداعمة لإسرائيل أمام اختبار قانوني وأخلاقي لم تشهد له مثيلا من قبل.".

https://x.com/ahmadomariy/status/1975659440474104181

وتساءل المستشار د. مراد علي @mouradaly ".. هل هناك من الرؤساء والحكام العرب من يجب تقديمهم للمحاكمة بنفس التهمة؟ .. وهل يجرؤ محامون ونشطاء لتقديم بلاغ فيمن تواطؤ سواء بحصار غزة، أو بتوريد الأسمنت والطعام والأسمدة للاحتلال، أو بدعم اقتصاد العدو وشراء منتجاته؟".

https://x.com/mouradaly/status/1975630973015662764

وأضاف الإعلامي والمذيع بقناة الجزيرة أحمد منصور @amansouraja، "قد يراه البعض  حلما بعيد المنال، لكن صدقوني سيكون واقعا نعيشه عما قريب كل من دعم إسرائيل أو ساندها في جرائمها في غزة سيُلاحق كمجرم حرب مثل النازيين والبداية من إيطاليا ".

وفي 25 سبتمبر الماضي قالت الباحثة الفلسطينية نائلة الوعري @Naylafayez معلقة على خطاب متعاطف من ميلوني رئيس حكومة ايطاليا مع الكيان : "خطاب رئيسة وزراء إيطاليا  ميلوني يكشف انحيازًا فاضحًا لإسرائيل وتجاهلًا صارخًا لمعاناة غزة. من يزعم الإنسانية لا يسلّم الإغاثة لمحتل يفرض الحصار منذ سنوات، ولا يبتدع وساطات وطرقًا مهزوزة لإبقاء غزة رهينة. هذه مواقف تخذل الضمير الحي وتستحق محاسبة شعبها، لأن من يتواطأ مع حصار المدنيين شريك في الجريمة.".

وأضافت "الوعري"، "غزة تحتاج ممرات آمنة وحرة لا تخضع لإسرائيل ولا لأجندات سياسية داخلية.. "

واعتبرت أن "..الإنسانية لا تُختزل بوساطات مشروطة ولا بإحراج حكومات. من يريد مساعدة غزة حقًا يضغط لفتح ممرات إنسانية آمنة لا تخضع لإسرائيل. تحويل المعاناة إلى ورقة سياسية داخلية تقزيم للقضية وتهرب من المسئولية الأخلاقية والقانونية.

https://x.com/Naylafayez/status/1971281358791000569

وفي 12 يوليو الماضي وبخ النائب الإيطالي أنجليو بونيلي رئيسة الوزراء ميلوني على ما حدث في غزة وقال مخاطبا إياها: "لم تتجرئي على إدانة ما حدث أمام العالم أجمع.. كيف تشعرين كأم وأنت تشاهدين 18 الف طفل يقتلون ؟"

وفي 30 سبتمبر، قال القائمون على "أسطول الصمود العالمي" إن الخارجية الإيطالية أبلغتهم أن "الفرقاطة المرافقة للأسطول ستطلب من المشاركين العودة".

وأضاف القائمون في بيان، "ما تقوم به إيطاليا ليس حماية بل تخريب ومحاولة لإفشال المهمة، حيث أنها تتصرف كأداة بيد (إسرائيل) بدلا من حماية المتطوعين".

وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن "الفرقاطة التي أرسلتها لمرافقة أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن قطاع غزة ستنسحب عند وصول الأسطول إلى مسافة 150 ميلا بحريا (278 كيلومترا) من الشاطئ.

 

من جانبها، قالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني "أحث أسطول المساعدات لغزة على التوقف الآن، وأي خيار آخر قد يشكل عقبة أمام السلام".