يبدو أن حماس أخضعت الرئيس الأمريكي ترامب، فوصفها بأنها "قوية جدًا، وذكية، ومفاوضة جيدة". في حين كان بالأمس والأمس الآخر البعيد يهدّد بأبواب جهنم، ثم بحربٍ لا تُبقي ولا تذر للقضاء عليهم، لكنه اكتشف أن تدمير حماس أو القضاء على المقاومة من مستحيلات الدنيا.
ولكل فولة كيال، فبحسب نظام المهداوي فإنه "حين تقف أمام ترامب كما يفعل السيسي، خاضعًا مذلولًا، سيصفك بـ "ديكتاتوره المفضل" ويسخر منك.. وحين تعطي تريليون دولار ضعفًا وتودّدًا(كما في دول الخليج)، فإن ترامب سيشيد بقوته التي تحمي مؤخرتك.
أما حين تقف أمامه قوياً شامخاً مثل الجبل، وبحسب @NezamMahdawi "كما فعلت طالبان، وكما تفعل حماس، فلا بد له أن يخضع لحقيقة أن قيادات حماس أصحاب حق، أقوياء، أذكياء، ومفاوضون بارعون".
ورقة الأسرى
وفي سياق هذه القوة الضاغطة، تتخلى حماس عن ورقة الأسرى مما يضعها برأي البعض في مهب الريح، إلا أن ذلك بحسب
الأكاديمي من غزة د.أيسر بني ضمره @aysardm يكشف عدة جوانب الأولى أن ورقة الأسرى انتهت عمليا وكانت تكتيك لإطلاق أسرى فلسطين وقال "أيسر": "يظن البعض انه بتسليم الأسرى أن المقاومة فقدت ورقة ضغط… لا ياسادة لم تعد ورقة الاسرى صالحة للاستعمال .. الهدف الاساسي لم يكن في الاسرى وانما تم استخدام هذه الورقة على مدار عامين والاهداف من هذه الورقة كانت كثيرة وقد تحققت جميعها …
أولا: كشف نوايا دولة الكيان الزائفه ان هدفها من الحرب ليس هو تحرير الاسرى .. فقد عجزت اسرائيل عن تحقيق هذا الهدف المعلن وهذا يوضح مدى قوة المقاومة …لكن مايكمن في داخل الورقة انها كشفت لشعب اسرائيل والعالم ان الاسرى غير مهمين بالنسبة لحكومة اسرائيل والتي قتلت منهم عددا كبيرا وجوعتهم وخسرت الاف الجنود في هذه الحرب …
العالم كله كشف حقيقة هذه الكيان المارق فتم فضحه وعزلته عن العالم باعمالة وجرائمة ..
ثانيا: الاسرى كانوا يشكلون عبء كبير على المقاومة واستمرارها بالحفاظ عليهم كان من اجل تمكينهم من تحقيق الهدف ولم تعد ورقتهم مهمة لهم بعد عامين ..لانه بعد الخلاص منهم وتسليمهم تريد المقاومة ان توضح للعالم الذي اصبح كفته في صالح المقاومة ان بعد تسليمهم فما هي حجة الكيان باستمرار الحرب …ولابد من فتح ملف القضية الفلسطينية ليبقى مفتوحا على الطاولة والا لن يهنى الكيان بالراحة …
ثالثا: سوف يقول الكيان من اجل القضاء على المقاومة التي جعلت من النتن يستجيب لمطالبها رغما عنه خاصة فيما يتعلق بعدم مفاوضة حماس وعدم اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين …وصلت المقاومة الى الاهداف التي ارادتها في السابع من اكتوبر .. ومن يريد معرفة الاهداف فاستمع لخطاب السنوار رحمه الله ..
رابعا: "نعرف جميعا ان الداخل "الاسرائيلي" يعترف بالهزيمة سواء بالحرب العسكرية او السياسية وانه خسر اضعاف اضعاف ماكسبه فلا هو أعاد الاسرى عن طريق تحريرهم بالحرب ولا هو قضى على المقاومة وكل خطابات النتتن ووزارءه وقادته العسكريين التهديدية ذهبت ادراج الرياح ..وانهم بدون الدعم الامريكي لا شيء ..".
واعتبر أن "النتن يعترف بالهزيمة بداخله ولكنه لن يتوقف ولن يرضى بهذه الهزيمة ولكن في المقابل ان اي فعل سيصدر منه ستكون الضربة القاضية على دولة الكيان امام العالم وشعوبها الحرة .." مشيرا إلى أن "ما نشرته الجزيرة لا يساوي 3٪ من جرائم الكيان فكيف عندما تدخل الصحافة والاعلام العالمي ليكشف حجم الجرائم التي ارتكبها العدو في غزة وماذا سيكون وضع دولة الكيان ؟..".
تأكد من انهاء صلاحية ورقة الأسرى
وأشار "أيسر بني ضمرة" إلى استشفافات عرفت بها المقاومة كيف انتهت صلاحية ورقة الاسرى فقال: "..لقد احتفظت المقاومة بالاسرى عاميين والاحتفاظ بهم كان يشكل عبء ومسؤولية تقع على عاتقهم وحيث كان هدف الاحتفاظ بهم لهذه المدة فهذه المدة كافية لاظهار اسرائيل على حقيقتها للعالم اجمع الذي غير من نظرته للكيان باعتباره الضحية على مدار عقود الى انه كيان مجرم لا يحترم العالم ولا المواثيق والقوانين الدولية ولا اخلاق له ولا لجيشه حتى الانسانية معدومة لديه …كما ارادت المقاومة ان توصل رسالتها للعالم ان النتن بحربه ليس هدفه تحرير الاسرى الذي تنازل عنهم وقتل منهم وجوّع البقية وخاصة ان المقاومة عرضت عليه منذ البداية الكل بالكل ولكنه رفض بل ان هدفه هو تدمير غزه واخراج اهلها منها …وقد شاهد العالم قمة الاجرام من قصف وحرق وتجويع وحصار وتمرد وبلطجة ومنع حتى الطير من الدخول الى غزة .. ".
وأضاف أنه "لم يعد الاسرى بتلك القوى الجسمانية وبالتالي جاء الوقت لتسليمهم احياء بدلا ان تسلمهم جثث وذلك من اجل كسب الراي العالمي وفضحا للنتن امام قومه المغضوب عليهم ..".
وعليه خلص إلى أنه ".. حققت ورقة الاسرى مقتضاها ولم يعد لها صلاحية ..ومن ناحية اخرى لتبين للعالم ان المقاومة لا مانع لديها من الاتفاق وتسليم الاسرى ولكن من ينكث بالمواثيق في كل مرة هو النتن …".
وأشار إلى أن "تسليم الاسرى بعد انتهاء صلاحيتهم وبهذه الطريقة هي ضربة قاسية للنتن فاذا توقفت الحرب فعلا فهو امام خيارين اما انتهاء تاريخه السياسي ومحاكمته داخليا ودوليا واما العودة للحرب وهذا مالا تريده أمريكا التي تسعى جاهدة لانقاذ دولة اسرائيل وليس من اجل النتن نفسه …الذي جعل اسرائيل في عزلة دولية …".
وفي كلمة مفتاحية ل7 أكتوبر شدد الأكاديمي من غزة "بني ضمرة" على السنوار وتحديده خريطة طريق لطوفان الأقصى "وكما قال السنوار سنفضحهم وليحكم العالم عليهم … كل خطوة تخطوها المقاومة محسوب الف خطوة للامام وهي تعي وتدرك ماهي الاحتمالات التي قد تحدث ولكل خطة هناك خطة بديلة …فالمقاومة فاوضت من منطلق القوة ومن يريد ان يزداد اكثر معرفة فليتابع الإعلام الاسرائيلي والامريكي والذي يشهد بقوة المقاومة سياسا وعلى رأسهم ترامب …".
https://x.com/aysardm/status/1976972610756825531
اعترافات صهيونية
وبحكم العادة، استلم المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة ملف متابعة الإعلام الصهيوني والكلمات الدالة في وسط الكمات الزائغة يقرأ كل الصحف العبرية وأخيرا فقرأ عبر @YZaatreh مقال بعنوان "لحماس أسباب وجيهة للاحتفال".. وكان تعليقا لافتا لكبير مُحلّلي "يديعوت أحرونوت" على الاتفاق ناحوم برنياع الذي كتب: "ستُحدث عودة الأسرى موجةً من الفرح في مدن الضفة الغربية، وهو ما ستحرص أجهزة الأمن الفلسطينية على احتوائه. سيُصبح العائدون مشكلةً لجهاز الأمن العام (الشاباك) وللسلطة الفلسطينية. لدى حماس أسباب وجيهة للاحتفال: فقد أعادت القضية الفلسطينية إلى مركز الاهتمام العالمي، وألحقت ضررا ب"إسرائيل" لم يلحق بها مثله منذ تأسيسها، سواء من حيث جوهرها أو قوتها الرادعة أو أمنها أو مكانتها العالمية. ورغم أن الحركة كانت أضعف أعداء "إسرائيل"، فقد نجت من حرب استمرت عامين".
وفي متابعة ثانية أشار @YZaatreh إلى ما كتبه اللواء (احتياط) إسحق بريك في "معاريف" السبت " بعنوان: "نتنياهو كاد أن يقود إسرائيل إلى الهلاك فأوقف ترامب الانهيار". وكان مما قاله: "فشل هدف "تدمير حماس".. في نهاية المطاف، لن تُسلّم أسلحتها ولن تُهزم هزيمة كاملة على يد الجيش الإسرائيلي". وأنه "لم يكن الضغط العسكري هو ما دفع حماس إلى الاتفاق الحالي".
وأضاف "بريك"، "نتذكر جميعا تصريحات رئيس الأركان إيال زامير عند تعيينه رئيسا للأركان بأنه سينجح في هزيمة حماس وتحرير الرهائن بالضغط العسكري، بينما فشل سلفه، اللواء هرتسي هاليفي .. وكما ذُكر، فقد فشل في كل ما قاله: لم تُهزم حماس، ولم يُفرج عن أي رهينة بالضغط العسكري.. بل على العكس: قُتل ما يقرب من سبعين مقاتلًا في عملية "عربات جدعون"، وجُرح عدد أكبر بكثير".
وتابع "بريك": "قال زامير في اجتماع الحكومة قبل بدء العملية في غزة: "لو واصل الجيش الحرب في مدينة غزة، لما تمكنّا من هزيمة حماس، ولواصلنا خسارة العديد من المقاتلين، ولما نجحنا في إطلاق سراح الرهائن تحت الضغط العسكري، مع وجود خطر مقتل العديد منهم في الأنفاق".
وأوضح أن "استمرار القتال في مدينة غزة (لو لم يوقفه ترامب) كان سيؤدي إلى انقطاع كامل للعلاقات مع العالم، ومع الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات سلام معنا، ولكانت عملية انهيار في مناطق عديدة داخل البلاد. لكنا وصلنا إلى نقطة اللاعودة".
وختم بن بريك قائلا: "لو استمرت الحرب وفق نوايا نتنياهو، لكانت دولة إسرائيل قد وصلت إلى طريق مسدود في وقت قصير".
أنقذهم ترامب
تعليق ياسر الزعاترة أن ترامب أنقذهم بدفع من صهاينة أمريكا، وسيعايرهم بذلك لاحقا، لكن نتنياهو يتحدّث بلغة أخرى لأهداف الشخصية.
وأضاف "الزعاترة"، "الحقّ أنها كتبت (7 أكتوبر) بداية النهاية للمشروع الصهيوني، باعتراف كثير من رموز اليهود، وهذا إنجاز تاريخي، رغم ألم التضحيات.".
وأضاف، "إحصاء الجثث"، بالتعبير العسكري، بجانب مستوى التدمير، ليس عنوانا للتقييم في حالات المقاومة ضد محتلّين أو مستعمرين. ولو كان الأمر كذلك، لما رحل محتلٌ ولا مستعمرٌ في التاريخ.
وعن جانب العرب (اللجان)، أشار الكاتب المقيم بالأردن، إلى أن " ..لا تحاوروا العبيد (المستمتعين بعبوديتهم) بهذا المنطق، فهم لن يفقهوه، ولا "مرضى متلازمة الإسلام السياسي" الذين يفضّلون الصهاينة على "الإسلاميين".