الكلمات المفتاحية لوقف الحرب على غزة

- ‎فيمقالات

عادل الأنصاري

"لن تتمكن من محاربة العالم ".. هذه هي الكلمات المفتاحية لإنهاء الحرب في قطاع غزة ، تلك الكلمات التي قالها الرئيس الأمريكي ترامب لبنيامين نتنياهو ، ليؤكد له أن العالم اليوم بات في مواجهة حقيقية مع الاحتلال الصهيوني ، ويرى أنها حرب إبادة جماعية.

بل وتحمل هذه الكلمات تأكيدات بأن العالم اليوم أصبح أكثر قناعة بالرواية الفلسطينية التي تؤكد على وجود احتلال صهيوني غادر لأرض فلسطين ، وأن هذا المحتل الذي يمارس أبشع صور القتل والدمار لابد أن يرحل عن تلك الأرض التي يحتلها.

لقد كانت هذه الحقائق الواضحة هي أول ما دفع الولايات المتحدة والرئيس ترامب للضغط على الحكومة الصهيونية بما فيها بن غفير وسوميتريتش ليصدر القرار من الكابينت الصهيوني ثم من الحكومة الصهيونية بالإجماع بالموافقة على الانسحاب من غزة وإنهاء الاحتلال.

 الحديث الذي دار بين بن غفير مع ويتكوف في اللحظات الأخيرة قبل قرار الانسحاب ، يؤكد أن الولايات المتحدة جدت نفسها في مواجهة مع العالم وأن هذه الحرب لابد أن تنتهي قبل أن تخسر الحكومات الغربية مزيدا من التماسك مع شعوبها وتفقد السيطرة عليها.

وبلغ الاهتمام الامريكي إلى مشاركة ويتكوف في اجتماع الحكومة الصهيونية ، وعندما أبدى بن غفير اعتراضه على الصفقة وقال إنه "لا يمكن عقد صفقة مع حماس" ، رد عليه ويتكوف بإن ابنه توفي بسبب جرعة زائدة من المخدرات، وإنه بعد أن التقى بوالدي المشتبه الذي أعطى ابنه المخدرات في المحكمة، قرر أن يسامحهما.

ويحمل هذا الحوار دلالة واضحة بأن ويتكوف جاء بقرار ليفرضه على بن غفير وقومه ، ولم يحضر للنقاش أو الحوار ، وأن السياسة الأمريكية أدركت أن استمرار الحرب تمثل خطورة على الكيان الصهيوني نفسه وربما يمتد أثرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وإذا استمعنا لكلمة "نحميا شتراسلر" في صحيفة "هأرتس" الصهيونية علمنا أن هناك متغيرا بات واضحا ليس لدى الإدارة الامريكية وحدها ولكن لدى النخب الصهيونية التي أدركت خطورة الواقع على مجمل المشروع الصهيوني ، حيث يقول أن " حرب عام 2023 كانت أسوأ من حرب عام 1973، فبعد المجزرة المروعة، جرنا نتنياهو إلى أطول حرب في تاريخنا، وحوّل "إسرائيل" إلى دولة منبوذة ومقاطَعة، تواجه خطرا اقتصاديا حقيقيا ، وإذا كانت غولدا مئير قد استقالت بعد فشلها، فمن المستحيل أن يبقى أكثر الأشخاص دناءة في تاريخ الشعب اليهودي على كرسيه."

ولعل ما جاء في " هآرتس " يدل دلالة واضحة أن هناك تغييرات متوقعة في الداخل الصهيوني بعد أن تضع الحرب أوزارها ، وأن بداية الأزمة لدى الكيان الصهيوني ستكون بعد الحرب وليس أثناءها.

ولا يعني هذا أن الموقف الأمريكي كان العامل الوحيد في الدفع بوقف الحرب ، إلا أنه كان عاملا رئيسا تشابك مع عوامل أخرى رئيسة ، تحتاج إلى مزيد من التفصيل والتوضيح للوقوف على دلالات الحدث وأبعاده ودواقع وقوعه.