من “إسحاق بريك” إلى عبدالهادي المجالي مروروا بمأمون فندي .. رؤى تتقاطع في غزل المقاومة وطوفان “السنوار”

- ‎فيتقارير

ثلاث زوايا مختلفة لثلاثة كُتّاب يختلفون في أشياء كثيرة، لكن مقالاتهم تتقاطع في الإعجاب والدهشة من أداء المقاومة وصوفية المقاوم بديل صوفية الموالد، وتحديدًا شخصية يحيى السنوار.

ذهول عسكري صهيوني

ونقل الإعلامي أيمن عزام تصريحات الجنرال "الإسرائيلي" إسحاق بريك، الذي عبّر عن صدمة المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية" من سرعة استعادة حماس للسيطرة الميدانية.

وطرح عبر صحيفة صهيونية تساؤلات حول: كيف استطاعت حماس نشر 7000 شرطي خلال أقل من 24 ساعة؟ ومن فوضها لتأمين المساعدات وتنسيقها مع الأمم المتحدة؟ وكيف أعادت البلديات والمرافق الحيوية للعمل بهذه السرعة؟ كيف عادت الأسواق للعمل تحت رقابة اقتصادية صارمة؟ وكيف تجرؤ على مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق أحكام محكمة الجنايات الدولية ضد مسؤولين إسرائيليين؟

ويبدو أنه طرح الأسئلة من باب الإدانة، بل من باب الذهول والاعتراف الضمني بأن حماس ليست مجرد فصيل مقاوم، بل كيان منظم يمتلك أدوات الدولة.

وبحكم أنه عسكري صهيوني يستيقظ على استكمال التحريض ملمحا إلى أن ما يحدث لا يمكن تفسيره إلا بوجود "تفويض سري" من قوى دولية مثل ترامب وأردوغان، وهو ما اعتبره قراء المقال إشارة ساخرة إلى أن ما يجري يتجاوز التوقعات العسكرية والسياسية التقليدية.

وتساءل "بريك"ك هل هذه حماس التي كانت تحت الأنقاض طيلة حولين؟ هل هذه حماس التي قيل إنها استسلمت ورمت المنديل وسيتم دفنها قريبا جدا ؟ .. مضيفا "أعتقد أننا خدعنا مرة أخرى بأكثر فطاعة.".

وفسر قراء أن بريك مندهش وساق تحليلا واقعيا عن قدرة حماس على التنظيم والسيطرة رغم الحصار والدمار، وهو ما ينسحب أيضا إلى بقية الرأي العام داخل الكيان والمؤسسة العسكرية التي تراقب عن كثب قدرة حماس على استعادة السيطرة الميدانية بسرعة مذهلة بعد وقف إطلاق النار.

السنوار ما بعد الحداثة

الأكاديمي             والكاتب مأمون فندي المقيم بالولايات المتحدة وذو أصول مصرية طرح قراءة فلسفية ما بعد حداثية حيث يرفض تصوير السنوار كـ"بطل خارق"، لكنه يراه تجسيدًا لفكرة مقاومة السردية الإمبراطورية.

ويقارن فندي بين مقاومة غزة بمفاهيم "فوكو"، "دريدا"، و"ليوتار" حيث يقدم "فوكو": السلطة هي من تحدد ما يُعتبر عقلًا أو جنونًا ويمنح "دريدا"  اللغة والمعنى هشّان، وكل نص يحمل إمكانية تفكيكه أما "ليوتار" فإن السردية الكبرى انتهت، والمعرفة لم تعد مطلقة.

ومن مدخل فلسفي يقدّم مأمون فندي عبر @mamoun1234 قراءة فكرية عميقة تربط المقاومة الفلسطينية بمفاهيم ما بعد الحداثة. مستحضرا الفلاسفة الغربيين ليشرح كيف أن المقاومة – وتجسيدها في السنوار – تهدم سردية الاحتلال التي تربط القوة بالتكنولوجيا والدولة الحديثة.

وبرأي فندي فإن "السنوار"، هو من فجّر هذا "التطبيع المعرفي"، وقال إن الاحتلال ليس طبيعيًا، وإن الحرية هي الأصل. صورته وهو ينزف، يواجه الدرون بالعصا، هي بحد ذاتها تفكيك رمزي للسردية التي تربط القوة بالتقنية. المقاومة هنا ليست مجرد فعل عسكري، بل فعل فلسفي يهدم مفاهيم القوة والهيمنة ويعيد تعريف الحقيقة من خلال التجربة اليومية للناس.

وأشار إلى أن قراءة فكرية عميقة، تضع السنوار في قلب معركة المفاهيم، وتمنح المقاومة بعدًا فلسفيًا يتجاوز الجغرافيا والسياسة بعدما قدم المقاومة كفعل فلسفي يهدم مفاهيم الهيمنة والاحتلال.

وسحب فندي ما أثبته السنوار إلى التجربة اليومية للمقاومين التي تخلق معرفة تتحدى الإعلام والدولة.

https://twitter.com/mamoun1234/status/1982636246725022032

 

غزل صوفي بالمقاوم

الكاتب عبد الهادي المجالي، وصف المقاوم كـ"ملاك" يترجم الآية الكريمة على أرض الواقع (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون).

ويشبّه المقاومة بـ"طريقة صوفية غزاوية"، حيث الجهاد هو الصلاة والطريق إلى الله، ويقترح نصب تماثيل لعبوات المقاومة، ويعلن ترك كل المدارس الفقهية والفكرية ليتبع "الطريقة الغزاوية".

ويقول في تعقيبه على مقطع لأحد مقاتلي "القســام" وهو يزرع عبوة أسفل آلية إسرائيلية قبل تفجيرها.. الكاتب الأردني عبد الهادي راجي المجالي يكتب:  "كنت أقرأ الآية التي تضعها "المقـاومة" على فيديوهاتها : مضيفا ".. حين شاهدت "المقــاوم" الذي فتح الباب ومن ثم وضع العبوة الناسفة وعاد للمنزل، شعرت أنه يطبق الآية الكريمة على أرض الواقع تماما..

 

هل هو من البشر؟ أنا أسال برسم الذهول هل هو مثلنا من البشر؟ له رقم على هوية أحوال وله فصيلة دم وله أشقاء وشقيقات وينام تحت الحر، ويشرب الماء مثلنا، أنا أسأل ولولا أني أخاف أن تقولوا عني جننت لقلت إنه ملاك من عند الله جاء لينصرهم ويقاتل معهم، صدقوني أنه لم يكن يضع عبوة، هو كان يترجم الآية الكريمة على أرض الواقع .

 

وأضاف "يا سيدي يا هذا "المقــاوم" أنا سمعت بالطرق الصوفية، قرأت عن مالك بن الريب عن البلخي، عن ابن عربي، عن الحلاج، عن عبدالقادر الجيلاني قرأت عن الأحمدية والشاذلية، قرأت كثيرا، ولكنني اليوم رأيت الطريقة (الغزاوية) أنا ابن الطريقة (الغزاوية)، وهي على ما يبدو طريقة باب الجنة فيها هو الأقرب، والرجولة فيها هي أعلى درجات التصوف، والجهــاد هو روحها، أنا اليوم فقط آمنت أن هنالك طريقة (غزاوية) لا تحكم القلب في الوصول إلى الله بل تحكم المفخخة والقذيفة والطلقة، هؤلاء صلاتهم هي الجهــاد، وطعامهم هو الجهــاد وأغلى أمانيهم لقاء وجه ربهم، وهؤلاء لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ".

ويقارن الكاتب الأردني بين المقاوم وبين صلاح الدين وقطز، ويقول: إن "هذا المقاوم صفَع الأمة كلها، وكشف عريها وهوانها، ويعلن أنه ترك كل المدارس الفقهية والفكرية، وتبع الطريقة الغزاوية، لأنها الوحيدة التي طبّقت الآيات على أرض الواقع، لا في كتب التفسير".

https://twitter.com/AbdulsalamTara1/status/1982200906193178711