زياد بهاء الدين بين شجاعة والده والمسئولية الوطنية: هل يملك الجرأة للاعتراف بأخطائه بحق مصر؟

- ‎فيتقارير

 

 في الوقت الذي يواصل فيه زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق ووزير التعاون الدولي في أول حكومة للانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب، تقديم تحليلاته الاقتصادية عن العلاقات المصرية مع صندوق النقد الدولي، يُثار السؤال حول موقفه السياسي الشخصي: لماذا لم يعترف بالكارثة التي ساهم فيها عندما دعم السفيه المنقلب عبد الفتاح السيسي؟ ولماذا يكتفي بالنقد من بعيد، بعيداً عن جرأة والده، الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين؟.

 

ويرى مراقبون أن اختيار زياد هذا المسار السياسي يشبه إلى حد كبير ما فعله محمد مصطفى شردي، الذي أهان تاريخ والده، رئيس تحرير صحيفة الوفد، عندما كانت منبرًا رصينًا يدافع عن مصالح الشعب. وفي المقابل، بدا زياد بعيدًا عن مواجهة المسئوليات التي قادته إلى مواقف سياسية مثيرة للجدل، خصوصًا خلال فترة توليه المناصب الاقتصادية الحساسة بعد 2013.

 

وفي تصريحات حديثة لـ"العربي الجديد"، أكد بهاء الدين أن الحكومة لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي مع صندوق النقد الدولي حول المراجعة الخامسة من برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، المقررة خلال نهاية الخريف، مشيرًا إلى أن الاتفاق على ربطها بالمراجعة السادسة نهاية العام 2025 لا يزال قيد النقاش بسبب خلافات عميقة حول التزامات الحكومة ببرنامج التخارج من الأصول العامة والطروحات الحكومية، خاصة الأصول التابعة للجيش والجهات السيادية.

 

وأضاف بهاء الدين أن بطء الحكومة في بدء برنامج الطروحات يعود إلى "الظروف الاستثنائية التي عاشتها المنطقة"، وأن التعاون مع صندوق النقد ليس عيبًا، مؤكدًا أن مصر تمارس دورها من داخل مجلس المديرين لخدمة اقتصادها و9 دول أخرى، لكن رغم ذلك فإن السياسات القاسية فرضت على المواطنين والمؤسسات ضغوطًا مالية كبيرة.

 

المراقبون يشيرون إلى أن تصريحات بهاء الدين الاقتصادية، رغم قيمتها الفنية، لا تعكس الشجاعة في الاعتراف بالمسئولية السياسية، وهو ما يضعه في مواجهة مباشرة مع إرث والده الصحفي الكبير. فبينما يحذر من تراجع الحكومة عن إصلاحات اقتصادية دفعت تكلفتها من جيوب المواطنين، يظل السؤال عن الجرأة الأخلاقية والسياسية قائمًا: هل سيختار مواجهة التاريخ أم الاكتفاء بالملاحظات الاقتصادية من بعيد؟ فلماذا لم يُطالب بإقالة  السيسي  كما كان لسانه حساما ضد أول رئيس مدنى منتخب الأستاذ الدكتور محمد مرسى الذى كانت جميع المؤشرات الاقتصادية  فى عامه اليوم أفضل  من انهيار  الاقتصاد  فى سنوات السيسي السوداء أم أن كراهية زياد بهاء الدين  للتيار الاسلامي  تفوق حبه لمصر، لقد كشفت سنوات الانقلاب الفرق بين فرسان الحق وأصحاب الأهواء.