بعد اتفاق الفصائل الفلسطينية، على رفض مشروع قرار أمريكي أمام مجلس الأمن الدولي، أكد القيادي في حماس أسامة حمدان للجزيرة مباشر أنه لا يمكن لفلسطيني عاقل أن يقبل مشروع القرار الأمريكي بصيغته الحالية"، وسيمر مشروع قرار ترامب لإدارة قطاع غزة، في مجلس الأمن، مع امتناع الصين وروسيا عن التصويت، وسرّ ذلك بالطبع هو دعم الضامنين الثلاثة (مصر وتركيا وقطر)، وطبعا رغم تحفّظ "حماس" الواضح على القرار، ورغم رفض نتنياهو المُعلن للفقرة التي أُضيفت إليه، وربما لحيثيات أخرى.
الدور الجزائري
ومن جانبه، علق مصدر قيادي في حركة حماس، لقناة الأقصى: "شعبنا يتطلع إلى موقف جزائري مشرّف في رفض مشروع القرار الأميركي بشأن القوات الدولية.".، و"نثق بأن الجزائر ستقف ضد مشروع القرار الأميركي؛ لما يحمله من ظلم لتضحيات شعبنا وتطلعاته."، و"نعتبر الموقف الجزائري المرتقب أملًا لشعبنا في منع أي وصاية دولية جديدة على غزة.
واتفق القيادي بالجبهة الشعبية، ماهر الطاهر مع أن خطورة القوة الدولية في مقترح المشروع الأمريكي المقدم مجلس الأمن، تكمن في تحويل قطاع غزة إلى منطقة خارج الحكم الفلسطيني. وأن المرحلة الانتقالية قد تستمر لسنوات، ما يشكل خطرًا كبيرًا، ويبقى قطاع غزة تحت احتلال جديد.
واعرب "طاهر"عن امله "أن تكون هناك مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، وترفض مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن".
جدل حول توحد الفصائل
المحلل السياسي والأكاديمي د. ابراهيم حمامي علق على خطة العشرين بندا التي سبق وأقرتها الدول العربية والإسلامية المشاركة في خطة ترامب بحق القضية فأوضح أن "الموافقة التى سبق أن أعلنتها الفصائل لم تكن قبولًا كاملًا أو شاملًا لخطة ترامب، بل جاءت فى إطار التعاطى السياسى المشروط…".
وأوضح أن الفصائل وافقت "..على تسعة بنود فقط من أصل عشرين، وبقى أكثر من نصف الخطة موضع تحفظات واعتراضات…"، مضيفا أنه كان واضحًا آنذاك أن هذه الموافقة الجزئية جاءت كمقاربة تفاوضية تهدف لفتح باب النقاش حول البنود المتبقية، وليس التسليم بالخطة الأمريكية كحزمة واحدة.
وأشار إلى أن "..التطور الحالى، والمتمثل فى المشروع الأمريكى داخل مجلس الأمن، فيختلف جوهريًا عن سابقه، فهذا المشروع لا يعرض مجرد «أفكار» أو «بنود قابلة للتفاوض»، بل يسعى – وفق رؤية الفصائل – إلى تحويل خطة ترامب إلى إطار دولى مُلزِم من خلال تمريرها كقرار أممى…
وبذلك، يتحول ما كان يفترض أن يكون «مقترحات تفاوض» إلى إملاءات سياسية ذات شرعية دولية، بما يعنى فرض الخطة على الفلسطينيين دون نقاش حقيقى أو ضمانات".
ورأى أن الفصائل تتفق من "أن واشنطن، عبر هذا التحرك، تحاول إعادة تدوير الخطة القديمة وتقديمها فى ثوب «مشروع حل دولى»، على الرغم من أنها مرفوضة فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا فى صيغتها الأصلية…".
وشدد @DrHamami على أن الفصائل تُدرك أن تمرير مشروع كهذا سيُستخدم لاحقًا للضغط على الفلسطينيين وإجبارهم على القبول بما رفضوه سابقًا.
وعلق "من هنا، يصبح الرفض الحالى منطقيًا ومتسقًا مع المواقف السابقة، وليس تناقضًا كما يحاول البعض تصويره.. فالفرق كبير بين التعاطى مع بعض البنود كمسار تفاوضى، وبين محاولة فرض الخطة كاملة عبر مجلس الأمن ومنحها غطاءً دوليًا يقيّد الموقف الفلسطينى مستقبلًا.
https://twitter.com/DrHamami/status/1990326886161842377
مآلات مقترح ترامب غير الواضح
وشهدت الساحة الفلسطينية خلال الساعات الماضية حالة من اللغط بعد إعلان الفصائل الفلسطينية رفضها مشروع القرار الأمريكى المطروح فى مجلس الأمن، الرفض الذي فتح الباب أمام تساؤلات عديدة، أبرزها ادعاء البعض بأن الفصائل كانت قد وافقت سابقًا على «خطة ترامب ذات البنود العشرين»، متسائلين: لماذا تغيّر موقفها الآن؟
وعلق المحلل السياسي الصحفي "ياسر الزعاترة" على مُقترح ترامب و"شياطينه" ومآلاته! مشيرا إلى أنه "إذا لم تحدث مفاجأة، فإن مشروع قرار ترامب لإدارة قطاع غزة، سيمرّ في مجلس الأمن، مع امتناع الصين وروسيا عن التصويت، وسرّ ذلك بالطبع هو دعم الضامنين الثلاثة (مصر وتركيا وقطر)، وطبعا رغم تحفّظ "حماس" الواضح على القرار، ورغم رفض نتنياهو المُعلن للفقرة التي أُضيفت إليه، وربما لحيثيات أخرى.
وأضاف أن "مجلس السلام" الذي هو جوهر المشروع لا ينطوي على كثير من الوضوح في التفاصيل، لكن التمعّن فيه سيفضي إلى قناعة بأن المطلوب هو "انتداب" مرحليّ بقيادة توني بلير، يليه تسليم الأمر لمحمد دحلان، وصولا إلى فصل القطاع عن الضفة الغربية المُستهدفة بالضمّ لاحقا.
وأكمل أن الصهاينة لا يعتبرون القطاع جزءا من "يهودا والسامرة"، ولا مشكلة لديهم في أن يبتلعه البحر، كما تمنّى إسحق رابين ذات يوم. وإذا توفّر من يديره بعيدا عنهم، وبروحية "التنسيق الأمني" الفتحاوي، فلن يُمانعوا.
وخلص إلى أن "ترامب يريد الاتفاق محطة للهيمنة على المنطقة، ومن يقرؤون عليه المزامير (ويتكوف وكوشنر، وربما آخرين)، يريدونه محطة "صهْينة".".
ورغم الغموض الكبير الذي يحيط بالوضع الإقليمي والدولي، عبر الزعاترة عن تفاؤله من أن قناعتنا أن الخيْبة هي مآل المشروع، والسبب أن تصفية القضية لن تكون مُتاحة في أيّ يوم، ولا بد من انفجار فلسطيني جديد ينسف ذلك كله، يُسنده رفض شعبي عربي وإسلامي لمشروع التطبيع الجديد.
https://twitter.com/YZaatreh/status/1990318240917066055
رد الفعل الصهيوني
واشار المحلل السياسي الزعاترة أيضا إلى موقف حكومة الاحتلال الصهيوني من البنود الجديدة، ونقل @YZaatreh بعض الاتهامات ..حتى الإشارة التافهة لمسار "دولة فلسطينية" رفضها "اليمين".. هكذا ردّ رموزه..
ومن فقرات الاتفاق: "بعد أن تُنفّذ السلطة الفلسطينية الإصلاحات المطلوبة وتبدأ إعادة إعمار غزة.. قد (لاحظ كلمة قد) تتهيّأ الظروف أخيرا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة".
وأردف أن سموتريتش نتنياهو هاجم قائلا: "لقد اخترت الصمت والإذلال السياسي". وأضاف: "بادِر فورا بصياغة ردٍّ مناسب وحاسم يُوضّح للعالم أجمع أنه لن تقوم دولة فلسطينية على أرض وطننا أبدا".
وأشار إلى أن "بن غفير"، قال: "لا وجود لما يُسمى "شعبا فلسطينيا". هذا مُختلق لا أساس له تاريخيا ولا أثريا ولا واقعيا. إن هجرة المهاجرين من الدول العربية إلى أرض إسرائيل ليست شعبا. وهم بالتأكيد لا يستحقون مكافأة على الإرهاب والقتل والفظائع التي زرعوها في كل مكان، وخاصة من غزة، المكان الذي نالوا فيه الحكم الذاتي. الحل الحقيقي الوحيد في غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية، وليس بالتأكيد حالة سلام ستكون أساسا لاستمرار الإرهاب".
ورأى أنه "ليس واضحا، فقد يُسكت شركاءه بكلام عن المقابل الذي سيأخذه بدل الصمت على الفقرة إياها، وفي المقدمة تطبيع سعودي، إذا كان ذلك مُتاحا، وقد يطلق تصريحا يردّ من دون الإشارة إلى القرار إياه.".
واعتبر أن الفجاجة ميزة في هذه الحالة حيث ميز ".. المتطرّفين أنهم واضحون، لكن الحمقى وباعة الأوهام، هُم فقط من ينسون أن قرار رفض الدولة الفلسطينية قد مرّ بالإجماع في الكنيست، وأن الاستيطان والضمَّ يتسارع على الأرض، ولا ينتظر قرارا من أحد.".