تخوّفات على حياة الشاعر عبدالرحمن يوسف .. غضب على “التواصل” لمقتل الناشط الإماراتي علي الخاجة بسجون أبوظبي

- ‎فيحريات

بعد وفاة المواطن الإماراتي علي عبدالله الخاجة، 59 عاماً، بسجون محمد بن زايد بأبوظبي، (بعد أسبوعين من وفاة والده وعدم السماح له بزيارته أو أخذ عزائه)، حذرت منصات على مواقع التواصل من تكرار ما حدث مع الشاعر المصري عبدالرحمن يوسف القرضاوي المحتجز في السجون ذاتها بوضع أشبه بالإخفاء القسري حتى من عين المنظمات لحقوقية.

وقالت منصة (الحرية للشاعر الثائر عبدالرحمن يوسف القرضاوي): إن "وفاة عبدالله الخاجة داخل سجون الإمارات تزيد القلق على مصير المواطن التركي والشاعر عبدالرحمن يوسف القرضاوي المختفي قسريًا منذ ما يقرب لعام دون أي تواصل أو معلومات.".
 

وأضافت المنصة عبر @saadsobhi4466 "هذه الوفاة تؤكد خطورة الوضع داخل السجون الإماراتية، وضرورة التحرك الفوري، ونطالب السلطات التركية بـ:  •الكشف العاجل عن مصير عبد الرحمن.

•ضمان الوصول القنصلي إليه. ".

ومن جانب آخر، اعتبر الناشط الحقوقي الإمارات حمد الشامسي أن وفاة الأستاذ الكريم علي الخاجة في سجن الرزين ليست حدثاً عادياً، ولا ينبغي أن تُعامل كأمر عابر، إنها رحيل محمّل بالألم والحسرة والوجع، رحيل يفتح سؤالاً كبيراً عن الثمن الذي تدفعه عائلات المعتقلين عاماً بعد عام.

ومن جانبه، قال مركز مناصرة معتقلي الإمارات في بيان: إن "هذه الوفاة تمثل دلالة خطيرة على تدهور أوضاع معتقلي الرأي وغياب الرقابة المستقلة، والضمانات الأساسية داخل مرافق الاحتجاز في الدولة".

 

وحمّل المركز، الخميس، 20 نوفمبر السلطات الإماراتية المسؤولية الكاملة عن أسباب وفاة معتقل الرأي علي الخاجة الذي كان رهن احتجازها وتحت عهدتها المباشرة منذ اعتقاله قبل أكثر من 13 عاماً، وتُوفي الأربعاء داخل زنزانته في سجن الرزين بأبوظبي".

 

 

وأدان المركز في بيان له وفاة الخاجة بأقوى العبارات، مشيراً إلى أنه كان رهن احتجاز السلطات الإماراتية وتحت عهدتها المباشرة، وهي التي تتحمل مسؤولية وفاته

ومن جانبه، قال التربوي الإماراتي المطارد من سلطات بلاده، أحمد الشيبة النعيمي: إن "وفاة الخاجة في معتقله شكل ألماً وفاجعة للجميع، تاركاً خلفه عائلة كانت تنتظر لحظة عودته بصبر ووجع لا يعرفه إلا من عاش الفقد وهو حي".

وكشف "النعيمي" أن "رحيل الخاجة ليست حادثة بسيطة، بل قصة وجع وألم يعيشها الشارع الإماراتي منذ 2012 باعتقال ثلة من المصلحين المواطنين الذين يشهد لهم القاصي والداني بصلاحهم وحسن سيرتهم ووفائهم لوطنهم الإمارات".

وأشار إلى أن "هذه الحادثة تزيد الخوف على حياة بقية المعتقلين الذين لا يزالون يواجهون واقعاً صعباً، ويذكر بما آل إليه الوضع بالتضييق على الأصوات السلمية، وتحويل البلد إلى مساحة يخشى فيها الإنسان على حقه في التعبير والكرامة الإنسانية".

 

وأكد أن الوفاة تذكر بأن سجون الإمارات لم تعد آمنة، وأن المعتقلين في خطر كبير"، مقدماً التعازي إلى أسرة الفقيد الخاجة".

الناشط الحقوقي الإماراتي عبد الله الطويل  وعبر @BotawilAbdullah قال: "هذا ما يلاقيه المعتقلون في سجون الإمارات، المعتقل الفقيد علي عبدالله الخاجة مُورست عليه مثل هذه الانتهاكات، يجب محاسبة الإمارات دولياً على جرائمها بحق المعتقلين، مخاطبا الأمم المتحدة @UNarabic

 ومنظمة هيومن رايتس ووتش @hrw_ar ومنظمة العفو الدولية @AmnestyAR . لإثبات الجريمة".

 

https://x.com/BotawilAbdullah/status/1991553522027098177

 

الإعلامي د. إبراهيم آل حرم @IbrahimAlharam قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله ورضوانه أخينا المعتقل في سجون أبوظبي الشهيد بإذن الله علي عبدالله الخاجة.".

وأشار إلى أن اعتقاله كان في 28/8/2012 وكان عمره 46 سنة، وقضى زهرة شبابه في السجون في ظل ظروف صعبة من الحبس الانفرادي والضرب والتعذيب النفسي والجسدي، توفي والده قبل أيام ومُنع من توديعه، انتهت محكوميته الأولى في 2022م، ولكن المستبد أعاد محاكمتهم هو وإخوانه بنفس التهم، وحكم عليه بعشر سنوات أخرى ليلقى ربه أمس في محبسه".

وأكد أن علي الخاجة رحل "في محبسه مظلوماً مقهوراً صابراً ثابتاً مؤمناً بقضاء ربه، نحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله أحد، كانت عائلته وأبنائه يتمنون لقاءه في حياته ولكن الظالم سلب منهم ابتسامتهم وفرحتهم وحضن أبيهم الدافيء، اللهم تقبله عندك في الصالحين وارزق أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وأعنا على نصرة إخواننا المعتقلين وتفريج كربهم، لاحول ولا قوة إلا بالله".
 

https://x.com/IbrahimAlharam/status/1991412975006069020

ومعتقل الرأي علي عبدالله فتح علي الخاجة الذي توفي في سجن الرزين في الامارات  هو والد خمسة من الأبناء الذكور وهو على التوالي؛  عبدالله الخاجة وسالم ومحمد وسلطان وعبدالرحمن الخاجة.

وقالت الناشطة الإماراتية نجـلاء الحمادي @najlaa_f "هنيئا للحر الشهيد #علي_عبدالله_الخاجة.. فهو الإماراتي الوحيد الذي أعرفه وقد فارق الحياة وهو لم يرض بالإبراهيمية، لم يرض بالشرك، لم يرض ببيع الأرض والدين، فارق الدنيا وهو المحظوظ، لم يساوم على دينه ووطنه،

لم يحرف القرآن ولم يشارك في فتنة الناس عن دينهم، اللهم ارضَ عنه وتقبل منه".

https://x.com/najlaa_f/status/1991439636250652998

وأضافت عبر @najlaa_f، #علي_عبدالله_الخاجة.. يا شاهدا على غيمة الظلم التي سودت سماء إماراتنا.. يا صابرا يا راضيا يا ثابتا..

اللهم تقبله في الشهداء وارزقه درجة الصديقين والصابرين والصالحين والشهداء.. اللهم اجعل شهادته وبالا على ظالمه،  حسبنا الله ونعم الوكيل.

حساب محمود الخطيب  الفلسطيني وعبر @EngMahmoudKh93 قال: "لقد تم الإفراج عنه من سجن العالمين، إلى جنة ربّ العالمين

و تحرر من ظلم العباد ، إلى عدل رب العباد، هنيئاً له اليوم ، إفراجٌ و جنةٌ و رحمةٌ و مغفرةٌ و جوار الله، هو ضيفُ الله فلا تحزنوا عليه ، في جنةٍ عرضها السماوات والأرض، لا سجان فيها و لا جلاد ،  كان حراً في الدنيا و سيكون مدللاً في الآخرة، أما نحن فلنبك على أنفسنا، و ليتحسس كلٌ منا موضع قدمه؟".

مؤشرات خطيرة

 

ويرى المركز أن هذه الوفاة تمثل دلالة خطيرة على تدهور أوضاع معتقلي الرأي وغياب الرقابة المستقلة والضمانات الأساسية داخل مرافق الاحتجاز في الدولة.

 

وكان من المقرر الإفراج عن الخاجة في 28 أغسطس 2022 عقب انتهاء محكوميته في قضية "الإمارات 94"، غير أن السلطات استمرت في احتجازه، وأعادت محاكمته في عام 2024، ما أدى إلى بقائه خلف القضبان حتى وفاته.

 

وأمضى الخاجة فترات طويلة داخل سجن الرزين المعروف بظروفه القاسية، وفترات أخرى في مراكز احتجاز سرية خلال مرحلة التحقيق، وهي مواقع تفتقر للشفافية والرقابة المستقلة وفق ما أكدته تقارير حقوقية دولية.

 

تجدر الإشارة إلى أن والد الخاجة توفي قبله بـ11 يوماً في 8 نوفمبر الجاري، ولفت المركز إلى أنه لم يتم إبلاغه بوفاة والده إلا بعد مرور أكثر من أسبوع على دفنه، ولم يسمح له بالصلاة عليه أو المشاركة في حضور العزاء.

المركز قال: إن "وفاة معتقل رأي ضمن هذه الملابسات تثير مخاوف جدّية بشأن مدى احترام الدولة لالتزاماتها الدولية المتعلقة بحماية الأشخاص المحرومين من حريتهم وضمان سلامتهم البدنية والنفسية".

ودعا المركز إلى تحسين ظروف الاحتجاز بما يتوافق مع المعايير الدولية، والإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي دون استثناء، والسماح للمقررين الأمميين بزيارة سجن الرزين للاطلاع المباشر على أوضاع السجناء.

حالات بارزة موثقة

 

ووثقت منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش و العفو الدولية ومراكز محلية بعض الحالات الفردية على مدار السنوات الماضية. أغلبها ارتبط بـ الإهمال الطبي المتعمد أو ظروف الاحتجاز القاسية، وأحيانًا بغياب التحقيقات في مزاعم التعذيب.

أحمد صالح البلوشي – توفي في سجن الوثبة (أبو ظبي) عام 2015 بعد حرمانه من العلاج رغم إصابته بمرض مزمن، السبب: إهمال طبي.

 

علي العبدولي – ناشط إماراتي، توفي في مارس 2019 داخل السجن بعد تعرضه لمشاكل صحية لم يُعالج منها، السبب: حرمان من الرعاية الصحية.

 

محمد صالح الزعابي – توفي في 2020 داخل أحد السجون بعد تدهور حالته الصحية، السبب: إهمال طبي وسوء ظروف الاحتجاز.

 

تقارير حقوقية أشارت إلى وفيات أخرى غير معلنة بالأسماء بين 2012 و2025، معظمها لمعتقلين سياسيين من مجموعة "الإصلاح" أو سجناء رأي، لكن لم تُنشر تفاصيل دقيقة بسبب التعتيم الإعلامي.

وأنماط أسباب الوفاة

الإهمال الطبي: حرمان من الأدوية أو العلاج رغم أمراض مزمنة (القلب، السكري، السرطان).

 

سوء ظروف الاحتجاز: الزنازين الانفرادية، الحرارة المرتفعة، سوء التغذية.

 

غياب التحقيقات: في بعض الحالات، أُبلغت الأسر بوفاة ذويهم دون تفسير رسمي أو تقرير طبي مستقل.