“المشكلة في الانحطاط الديني ”و”انتظروا 100عام للتقدم “: تصريحات السيسي تكشف ضحالة تفكيره وكراهيته للإسلام؟

- ‎فيتقارير

مرة أخرى يخرج المنقلب السفيه عبدالفتاح السيسي بتصريحات تثير السخرية أكثر مما تُقدّم رؤية، وتصدم الرأي العام بقدر ما تكشف عن غياب أي تصور حقيقي لإدارة دولة تواجه انهيارًا اقتصاديًا واجتماعيًا غير مسبوق. فالرجل الذي يدير مصر منذ أكثر من عقد، ويشرف على أكبر موجات الاقتراض في تاريخها، عاد ليتحدث هذه المرة عن أن "تحول الدول من نامية إلى متقدمة قد يصل إلى 100 عام، وليس 5 أو 10 سنوات"، وهو تصريح اعتبره معلقون تبريرًا جديدًا للفشل، ومحاولة لإعفاء نفسه من مسؤولية الانهيار الذي صنعته سياساته.

 

100 عام للتقدم!.. تبرير الفشل المزمن

 

قال السيسي خلال جلسة تفاعلية مع طلاب يسعون للالتحاق بالأكاديمية العسكرية إن:

 

"تحول الدول من نامية إلى متقدمة يمكن أن يصل إلى 100 عام، وليس 5 أو 10 سنوات كما يتصور البعض."

 

لم يتساءل السيسي، كما يقول منتقدوه، كيف لدولة تقترض بالمليارات سنويًا، وتنفذ مشروعات بلا عائد، وتعتمد على "الشو" الإعلامي أكثر من التخطيط، أن تختصر هذه المئة عام. ومع ذلك يؤكد السيسي أن مصر “بشبابها قادرة على تقليص المدة”، دون أن يوضح من الذي يمددها باستمرار عبر سياسات الديون والجباية.

 

“الانحطاط الديني”.. تصريح فجّ أشعل غضبًا واسعًا

 

لم تمر تصريحاته بشأن الدين مرور الكرام، خاصة قوله إن:

 

"المشكلة في الانحطاط الديني الذي نعاني منه."

 

وهو التعبير الذي أثار موجة غضب واسعة على مواقع التواصل، حيث اعتبره كثيرون اتهامًا عامًا لمجتمع يعاني بالأساس من الانهيار الاقتصادي، وليس من “انحطاط ديني” كما يدّعي.

 

التعليقات الأكثر تداولًا جاءت على النحو التالي:

 

“الدين مش مشكلتنا.. مشكلتنا في الفقر والقمع والديون”

 

“هو كل ما يفشل في الاقتصاد يرجع يشتم الناس في دينهم؟"

 

“ده رئيس دولة ولا واعظ غاضب؟”

 

ضابط لكل مدرسة!.. عقلية حكم لا ترى إلا العسكر

 

وعندما اقترحت إحدى الطالبات تدريس مادة التربية العسكرية للمدارس من الابتدائي، لم يفوّت السيسي الفرصة لإظهار ذهنية عسكرة الدولة، إذ قال:

 

"عدد المدارس يتجاوز 60 ألفًا، وتدريس التربية العسكرية يحتاج 60 ألف ضابط."

 

ورغم أن المقترح بحد ذاته غريب، إلا أن السيسي تعامل معه بمنطق عسكري كامل، محولًا أي نقاش مجتمعي إلى “معادلة قوات وأفراد”. ثم تابع بنبرة الواعظ:

 

“عند طرح مطلب يجب مناقشته بأبعاده الكاملة.. تكلفته؟ واستعداد المجتمع لقبوله؟”

 

وهي مفارقة لافتة، إذ لم يسأل السيسي الأسئلة ذاتها عندما أنفق المليارات على العاصمة الإدارية، أو القطار الكهربائي، أو الأبراج العملاقة، أو قصور الرئاسة.

 

“فيتو الانتخابات”.. اعتراف ضمني بالتدخل

 

لم يكن المشهد ليكتمل دون تصريح آخر يكشف طبيعة “العملية الديمقراطية” تحت حكمه. إذ قال عن الانتخابات البرلمانية الجارية:

 

"اللي حصل مني كان فيتو.. اعترضت على بعض الممارسات لعدم رضاي عنها."

 

اعتراف يأتي ليؤكد ما يقوله معارضون منذ سنوات:

أن الانتخابات في مصر ليست إلا هندسة عسكرية – أمنية، تُدار من أعلى، وتُعاد صياغتها وفق رغبة السلطة.

 

تكرار التصريحات المثيرة للسخرية.. استراتيجية أم ارتباك؟

 

يرى محللون أن هذه التصريحات، التي يكررها السيسي بمناسبة أو بدون، ليست عشوائية بل جزء من:

 

خطاب تبريري للفشل

 

محاولة لخلق حالة دائمة من الإحباط الشعبي

 

تحويل النقاش من الاقتصاد والسياسة إلى الدين والأخلاق

 

إظهار الدولة وكأنها ضحية “واقع صعب” وليس ضحية قراراته

 

ويرى آخرون أن السيسي يفقد القدرة على تقديم خطاب مقنع، وأن كثرة الارتجال تكشف ضحالة في التفكير ورؤية مشوشة وافتقارًا لأي طرح حقيقي يواجه الكارثة الاقتصادية التي فاقمها بنفسه.