في وقت تتزايد فيه شكاوى المواطنين من موجة أعراض برد حادة تضرب البلاد، وتتأكد صحة ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعى حول ظهور فيروس جديد أو متحور خطير "ماربورج" فى مصر تتوالى البيانات الصادرة عن حكومة الانقلاب لتنفى ظهور المتحور فى البلاد فى تكرار سخيف لانتشار وباء فيروس كورونا قبل سنوات بين البشر وكذلك انتشار الحمى القلاعية بين المواشى .
كان عوض تاج الدين، مستشار السيسي لشئون الصحة والوقاية قد زعم أنه لا انتشار لأي فيروسات تنفسية خطيرة في مصر، مشيرا إلى أن العدوى تنتشر بسهولة بين أفراد المنزل الواحد، خصوصًا الأطفال، الذين يعدون بعضهم البعض بسبب التماس المباشر.
وقال تاج الدين فى تصريحات صحفية : الفيروس يؤثر بشكل مختلف على كل مريض حسب مناعته، وقد يسبب أعراضًا عامة مثل تكسير العظام والصداع، وأحيانًا يصل تأثيره إلى المخ أو أجزاء أخرى من الجسم.
وشدّد على أن استخدام المسكنات يعد جزءًا أساسيًا في علاج الأنفلونزا للتخفيف من هذه الأعراض وتحسين حالة المريض، محذرًا من الإفراط في تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب .
أنواع جديدة
واعترف تاج الدين بأن هناك أنواعا جديدة من الفيروسات التنفسية تظهر وتتطور كل موسم شتوي مؤكدا أن فيروس الإنفلونزا "أ" يعد الأكثر انتشارًا، موضحًا أن درجة أعراض الإصابة تختلف من شخص لآخر، وتتراوح شدتها حسب المناعة الفردية لكل مريض.
ولفت إلى أن التطعيم السنوي للأنفلونزا يتغير من عام لآخر لمواجهة الفيروسات الجديدة، مؤكّدًا أن الفيروسات التنفسية كثيرة وتشترك في معظم أعراضها، من بينها "إتش وان إن وان" و"إتش تو إن ثري"، الأكثر انتشارًا في الفترة الحالية.
وقال تاج الدين، إن تغير الفصول وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة في أوقات متقاربة يسهم في زيادة انتشار هذه الفيروسات.
التقلبات الجوية
وقال استشاري الحساسية والمناعة الدكتور أمجد حداد : لا يوجد أي فيروس جديد أو وباء مستجد في مصر خلال الفترة الحالية، موضحًا أننا نمر كل عام في هذا التوقيت بموسم انتشار الفيروسات التنفسية المعتادة، وعلى رأسها نزلات البرد والإنفلونزا والفيروسات التنفسية المختلفة.
وأرجع حداد فى تصريحات صحفية ما يشهده الشارع من زيادة في الإصابات إلى التقلبات الجوية الحادة التي تهيئ بيئة مناسبة لانتشار هذه الفيروسات، مؤكدًا أن الفيروس السائد هذا الموسم هو نفسه الفيروس المعتاد، دون ظهور أي سلالة جديدة حتى الآن.
وأكد أن الفيروسات المتداولة هذا العام قد تبدو أكثر شراسة أو قوة في الأعراض، موضحًا أن ذلك طبيعي ومتوقع بعد عدة سنوات من تراجع معدلات الحصول على لقاحات الإنفلونزا، ما تسبب في ضعف الجهاز المناعي لدى الكثيرين وغياب الأجسام المضادة التي كانت تخفف من حدة الإصابة.
وشدد حداد على أنه رغم ازدياد حدة الأعراض لدى البعض، لا يوجد دليل على ظهور فيروس جديد في مصر، مؤكدًا أنه حتى هذه اللحظة، ما يتم تداوله هو نفس الفيروس الموسمي، وربما تحور الفيروس بشكل يجعله أشد في الأعراض، لكنه ليس فيروسًا جديدًا على الإطلاق .
ضعف المناعة
وأكد الدكتور مصطفى المحمدي، مدير إدارة التطعيمات بالمصل واللقاح، أن مصر تشهد خلال هذه الفترة انتشارًا واسعًا لفيروسات البرد الموسمية، موضحًا أن ما يحدث أمر طبيعي ومتكرر كل عام نتيجة التقلبات الجوية الحادة التي تساهم في تنشيط الفيروسات التنفسية.
وقال المحمدي فى تصريحات صحفية إن المواطنين يتعرضون لنفس الفيروسات المعتادة دون ظهور أي سلالة جديدة أو خطيرة .
وشدد على أن التهويل المنتشر عبر مواقع التواصل يمثل مشكلة حقيقية، خاصة مع تداول معلومات غير دقيقة عن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا في البلاد، مؤكدا أنه لا يوجد أي متحور جديد لفيروس كورونا.
وأوضح المحمدي أن الفيروسات المتداولة حاليًا هي نفسها الفيروسات الموسمية التي تظهر كل عام، لكن قد تبدو أكثر شدة من السنوات السابقة بسبب تأثير مرحلة ما بعد جائحة كورونا.
وأشار إلى أن تكرار هذه الموجات يسجل سنويًا، وسيظل مستمرًا في الأعوام المقبلة، مع احتمالية زيادة حدتها ما دام هناك تغيرات سريعة في الطقس وضعف في المناعة العامة، وأضاف المحمدى : سنشهد هذه الفيروسات كل عام، وقد تكون أشد من السابق، وهذا أمر طبيعي لا يدعو للقلق طالما يتم الالتزام بالإجراءات الصحية الأساسية، مطالبا بضرورة الاعتماد على المعلومات الطبية الموثوقة، وتجنب نشر الشائعات التي تثير الذعر بين المواطنين، خاصة أن الفيروسات المنتشرة حاليًا لا تمثل تهديدًا وبائيًا.