بعد 14 شهرا .. تل أبيب مستمرة بتشويه صورة السنوار .. ومتطوعون عربا ينوبون عنها

- ‎فيعربي ودولي

بعد أن وصفه رئيس حكومة الاحتلال بمن يحاول أن يخرج من بين الفلسطينيين صلاح الدين جديدا، تركز الوحدات العسكرية الأمنية على منصات السوشيال والمعروفة بوحدة 8200 في تشويه صورة أبو إبراهيم يحيى السنوار و"طوفان الأقصى" في نهاية 2025 مركّزين على محاولات طمس صورة السنوار كقائد صامد في أنفاق رفح، مقابل إحياء حركة حماس لذكراه الأولى باعتباره "قائد الطوفان" الذي ختم حياته في قلب المعركة، وأكدت أن دماءه ستظل وقودًا للمقاومة.

وقالت  تقارير حديثة (ديسمبر 2025) إن "إسرائيل" تسعى إلى استبدال صورة السنوار وهو يقاتل حتى الرمق الأخير بصورة أخرى لمقاتلين يخرجون من الأنفاق رافعين الراية البيضاء، في محاولة لتحقيق نصر إعلامي بعد الفشل في تحقيق أهداف الحرب.

ووضع أسير سابق لدى حماس صورة السنوار هدفًا لرصاصه، بعدما نشر رميه صورة السنوار أثناء استخدامه السلاح في ميدان رماية.

هذا في الوقت الذي كشف فيه محللون أن هروب المقاتلين من أنفاق رفح كان معقد عسكريًا وأمنيًا، وأن مقاتلي القسام استطاعوا التسللل من بين أذرع الاحتلال كما فعل السنوار وببطانيته الصوف الرمادي .

ورصد المحلل الفسلطيني والطبيب سعيد الحاج أن الطوفان لم يكن حرب التحرير النهائية ضد الاحتلال كما أوحى تقييم البعض كما رفض اعتبار أن "الحسابات الخاطئة" هي السبب المباشر لما جرى في غزة، مؤكدًا أن هناك خططًا معدة مسبقًا من قبل الإحتلال الصهيوني كانت ستنفذ سواء وقع الطوفان أم لا.

وأشار إلى أن بعض الوثائق المسربة توحي بأن حسابات الخارج كانت محسوبة بالفعل، موضحا أنه في الوقت ذاته فإن من اتخذوا قرار الطوفان ليسوا أنبياء، ويصح عليهم الخطأ في التقدير أو التنفيذ، دون أن ينقص ذلك من قدرهم.

وانتقد "الحاج" منهج الاجتزاء، ورفض حملات الهجوم والتحريض، مؤكدا أن القضية الفلسطينية والمقاومة ليست ضعيفة لتُحسب كل كلمة عليها، وأن الدفاع عن الكرامة واجب حتى مع وجود اختلافات في الرأي.

استعلاء غير مبرر

وفي ظل استعلاء واستحقار موجّه ضد يحيى السنوار والقادة الشهداء، والإدانة الضمنية لعملية طوفان الأقصى والتبرير غير المباشر للاحتلال بمجازره، يعتبر مراقبين أن تصوير قادة الطوفان كـ"حالمين أغبياء" هو ترويج لرواية فتحاوية أو روايات أجهزة مخابرات، وأن هذا إساءة لدماء الشهداء.

ويهزأ حساب نحو الحرية @hureyaksa من حالة الغيظ من المقاومة وقرار طوفان الأقصى قائلا: "قبل إطلاقه عملية طوفان الأقصى كان على يحيى السـنوار أن يزور الرياض يستأذن محمد بن سلمان في العملية ويطير إلى أبو ظبي يستشير محمد بن زايد، ثم القاهرة يأخذ رأي السيسي قبل أن يقرر أن يدافع عن مسرى النبي ﷺ وحرائر المسلمين وتوحش الاحتلال!.. هذا ما يدور في عقل عالم السلطان والمنافق.".

ويعيدهم يونس البحري @YounisBahari إلى "..الوقت الذي كانت حماس تبني قاعدة بيانات لـ 100 ألف جندي "اسرائيلي" ، وتكشف سير الميركافا ، وتحاكي المواقع العسكرية "الاسرائيلية" ، وتحدد مواقع الأرتال والأسلحة "الاسرائيلية" لمدة 7 سنوات قبل هجوم 7 اكتوبر ، كان الغالبية مشغولين بمشاكلهم الداخلية، والتنظير على المقاومة الفلسطينية، ونسوا "اسرائيل"، حتى تفاجاءوا بها واكتشفوا أنها لا تزال موجودة !

ويؤكد أن حماس لم تبن وهما ولا قصورا من خيال، و لم تقلل يوما من "اسرائيل" وقوتها، بل بذلت من الجهد ما بذلت لعل وعسى أن تكون هذه المعلومات في خدمتها و خدمة غيرها !

وأضاف "ليس ذنب حماس أن الأمة إما غارقة باليأس أو مشغولة بالثأر من التاريخ ووهم القوة المفرطة !.. نأت حماس بنفسها عن الصراعات "الدونكشوتية" ، بعيدا عن طواحين الهواء التي لا توجد أصلا في بلادنا ، ولكن البعض أوجدها في خياله ليحاربها عوضا عن "اسرائيل "!.. عقد وأكثر من الاقتتال الداخلي الذي لم يخدم سوى "اسرائيل"، وحين حان موعد قتالها قالوا "لا طاقة لنا باسرائيل وجنودها …. لك الله يا غزة !".

 

الوحدة 8200

وعلى سبيل التشويه لا يكف التحليل عن وضع السنوار نموذجا للاختلاف عما يريدون، فأخيرا قال الوزير عميخاي شيكلي على القناة 14 الصهيونية إنّه لا يمكن عقد أي اتفاق سلام مع الجولاني، مؤكداً أنّه لا يختلف عن يحيى السنوار، في إشارة إلى أنّ حكومة الجولاني تُعامل كتنظيم معادٍ لا يمكن الوثوق به أو التعويل عليه سياسياً.

وبعد تحديث منصة "إكس" كشف أن 95% من الحسابات التي تهاجم الإسلام والعرب مصدرها من داخل الكيان الصهيوني وأن وراءهم الوحدة 8200: التي تُعرَف عالميًا بأنها الذراع الإلكترونية الأخطر للمخابرات الإسرائيلية، وهي التي تدير هذه الحسابات.

 

وكشفت تحديث إكس عن حسابات بواجهات عربية وإسلامية تظهر وكأنها سنّية أو شيعية أو خليجية أو مصرية أو مغربية، لكنها في الحقيقة تُدار من مصدر واحد بهدف إشعال الفتن وتفتيت الأمة.

 

وأوضح ان أهداف الحرب الإلكترونية، من قبل الاحتلال نشر الكراهية المذهبية والقومية وإثارة الفتن بين الشعوب، وإسقاط الرموز والدول، وزرع الشك في الدين والهوية.

وكشف التحديث أن أكبر الحملات ضد الجمهوريين والديمقراطيين مصدرها روسيا والهند والكيان الصهيوني، ما أدى إلى حذف مئات الآلاف من الحسابات دفعة واحدة.

الذكرى الأولى لاستشهاده (أكتوبر 2025)

في 16 أكتوبر 2025، أصدرت حركة حماس بيانًا في الذكرى الأولى لاستشهاده، أكدت فيه أن دماء القادة الشهداء تعزز طريق المقاومة وتورث الأجيال عهد الثبات حتى التحرير.

 

أشارت الحركة إلى أن السنوار ختم حياته في قلب معركة "طوفان الأقصى"، وأن مرور عام على استشهاده تزامن مع اتفاق أفشل مخططات الاحتلال وأثمر عن صفقة تبادل أسرى بعنوان "طوفان الأحرار" حررت 1968 أسيرًا فلسطينيًا.

وقالت تقارير حقوقية وإعلامية في أكتوبر 2025 أبرزت أن السنوار انتقل من زنزانة العزل الانفرادي إلى قيادة المقاومة، وقاد شعبه من قلب النار، ليصبح أحد أبرز رموز التاريخ الفلسطيني المعاصر.

 

وُصف بأنه "ابن المخيم" الذي تحول إلى قائد تاريخي، فرض القضية الفلسطينية على أجندة العالم عبر عملية "طوفان الأقصى".

في اليوم الـ 377 لمعركة طوفان الأقصى، جاء الكشف عن استشهاد القائد المشتبك، وهي المعركة التي شاركت فيها كل القوى العالمية العظمى وبدعمٍ عسكريٍ واستخباريٍ توشك أن تغير وجه المنطقة، بما تخللها من بطولات وصمود شعبي في وجه أبشع جرائم الإبادة الجماعية في العصر الحديث.

في الخاتمة الأسطورية، التي تمثل بداية جديدة، يظهر السنوار بجعبته العسكرية ولثامه وشجاعته ورباطة جأشه وصموده، يُصاب في يده فيربطها بسلك حديدي ويقاوم حتى النفس الأخير، ليرحل شامخًا كما شعبه الصامد وجبال غزة الراسخة بصورة البطل المقدام.