“دولة استعمارية فاشلة في القيادة والخيال” .. هل ترد مصر على إثيوبيا بعد بيان إهانة السيسي ؟!

- ‎فيتقارير

اعتبر مراقبون أن بيان إثيوبيا الرسمي بشأن سد النهضة، والتجني على مصر أقرب للفاحش البذيء وإساءة بالغة بحق مصر، فضلا عن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي الذي وقّع في 2015 ما يمسى اتفاق المبادئ الذي تنازل بموجبه عن حقوق مصر في مياه النيل، والتحكم في السد الاثيوبي الكبير الذي أسموه "النهضة" تجنيا منهم على الرئيس الشهيد د. محمد مرسي.

واقتحم الأثيوبيون اليوم بإهانتهم إلى السيسي مباشرة وبكلمات مباشرة طالته، متهمة له بالفشل في القيادة والخيال أو الأوهام إن صح التعبير.

 

إهانة جديدة

وكتب الصحفي خالد محمود عبر @khaledmahmoued1 تحت عنوان (إهانة إثيوبية جديدة لمصر) وصفتها بدولة "استعمارية فاشلة في القيادة والخيال".

وأضاف "اليوم وفي تصعيد  خطير، وجهت وزارة الخارجية الإثيوبية، إهانة متعمدة للدولة المصرية، جيشًا وحكومة وشعبًا، بوصفها «دولة استعمارية» و"فاشلة في القيادة والخيال".

ودعا ألا يمر هاذ البيان مرورا كما سبق من بيانات أثيوبية تطاولت على مصر ومنقلبها الأكبر، موضحا في بيانها هذا، الذي  لا يجب أن يمر مرور الكرام، ولا يجوز السكوت عنه تحت أي ذريعة، تتجاوز  أديس أبابا  حجمها، بإعلان صريح بانتهاء مرحلة التفاوض كما نعرفها.

واعتبر "يمثل هذا البيان محاولة لفرض أمر واقع قانوني وسياسي جديد، يقوم على إلغاء أي دور لمصر في حوض النيل.".

واستدرك أن " الأخطر في تقديري، أنه يسعى لتهيئة للرأي العام الإثيوبي  والمجتمع الدولي،   لتبرير الملء السادس بل والسابع للسد دون أي تنسيق، وربما لتبرير خطوات أكثر خطورة لاحقًا.".

وأكد أن "هذا الكلام غير المسئول يمهد لعدوان فعلي على حق مصر في الحياة". "  مشيرا إلى أنه "على نظام الحكم الإثيوبي  أن يدرك جيدا  أن صبرنا  الاستراتيجي، على هرائه وترهاته، لا يعني ابتلاع الإهانات والتهديدات ..".

 
وكرر أن الإثيوبيين أساءوا  عبر "هذا النظام المتعجرف، فهم دروس التاريخ والجغرافيا معًا وتجاهل عمدا موازين القوة علي الأرض، ما يعني أنه يجب وضعه  أمام خيار واحد فقط، وهو إجبار إثيوبيا على العودة إلى طاولة المفاوضات بضمانات ملزمة، أو تحمّل تبعات قراراتها، التي ستكون كارثية عليها قبل أن تكون على مصر…".

وعلى سبيل الوعيد وأمنيات خالد محمود قال: "نحن أقرب إليكم مما تظنون، وخيالنا وقدراتنا فوق استيعابكم".

https://twitter.com/khaledmahmoued1/status/1996248827192328389
 

ومن جانبه، علق الحقوقي هيثم أبو خليل @haythamabokhal1 قائلا: "إثيوبيا تسيء إلى مصر بصورة فاحشة، في بيان منذ قليل صادر عن وزارة الخارجية الإثيوبية وتصف النظام المصري بأنه يفكر ويتحرك بعقلية استعمارية" وعلق ساخرا "يا ويلكم من غضب مصر".
 

https://x.com/haythamabokhal1/status/1996276287577424202
 

قبل يومين، واصلت خارجية السيسي سواء من خلال سامح فهمي أو الحالي بدر عبد العاطي دأبهما في إعلان "رفض مصر لأي إجراءات أحادية في حوض النيل"، وأن "القاهرة ستتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية أمنها المائي، بما يتوافق مع قواعد وأحكام القانون الدولي".

فكان الرد الأثيوبي مفاجئا بتصريحات وصفها مراقبون على منصات التواصل الاجتماعي بالفاحشة في حق مصر، رغم أن التوجيه كان انتقاصا مما أسموه "فشل القيادة والخيال"،  فكان كما المثل "الابن العاص يجيب لأهله اللعنة".

وأصدرت وزارة الخارجية الإثيوبية بيانًا رسميًا مساء الأربعاء، جاء حاد اللهجة وواضح الرسائل، لتسجل موقفها من النزاع القائم حول سد النهضة، وتصف ما صدر عن القاهرة مؤخراً بأنه تجاوز صارخ ورفض للحوار المسؤول.

 

واعتبرت "الخارجية الإثيوبية" في بيانها "التصريحات المتكررة للمسؤولين المصريين، التي ترفض الحوار رفضا قاطعا، وتوجه تهديدات مبطنة وغير مبطنة، هي مظاهر فشل الحكومة المصرية في التصالح مع حقائق القرن الحادي والعشرين".

وزعم البيان أن مصر لا تزال متمسكة بـعقلية استعمارية قديمة، تحاول فرض الهيمنة على دول حوض النيل وحرمانها من حقها الشرعي في التنمية. وأضاف البيان أن القاهرة تتبع سياسة التظاهر بالتفاوض، بينما ترفض أي حوار هادف، مؤكدة أن هذا الأسلوب لن يثني إثيوبيا عن التمسك بحقها المشروع في استخدام مياه النيل الأزرق (الأبّاي) للتنمية الوطنية.

وأدعت إثيوبيا أن أي ضغوط أو محاولات لتقييد هذا الحق تمثل تدخلًا مرفوضًا في سيادتها، ولن توقف مسيرة التقدم والازدهار، وشدد البيان على أن الحلول الحقيقية تكمن في الحوار المباشر والتعاون المثمر بين دول الحوض، بعيدًا عن التهديد والمواجهة.

 

واختتمت الوزارة الأثيوبية للخارجية بيانها بتوجيه رسالة واضحة إلى العالم: "ما تحتاجه المنطقة الآن هو الحوار البناء والتعاون المشترك، لا الصراع والتهديدات، معتبرة أن احترام سيادة إثيوبيا وحقوقها المائية شرط أساسي لأي اتفاق عادل ودائم بين دول حوض النيل".

رد ناعم

وعلق "بكري مان" الصحفي المنحاز للانقلاب قائلا: "البيان الذي أصدرته الخارجية الأثيوبية ضد مصر أقل ما يُوصف بأنه بيان تعدى كل حدود اللياقة والحكمة، واتسم بالخروج على  كل الأعراف الدبلوماسية، ذلك أن البيان حمل تجنيا  علي موقف مصر من الدفاع عن حقها في مياه النيل، ورفضها للسيطرة الأثيوبية، وعدم الاعتراف بالاتفاقات الدولية . ".

وأضاف، مصطفى نائب العسكر، "وعندما يتهم البيان الحكومة المصرية بأنها تسعى إلى زعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي، للتأثير علي أثيوبيا من خلال دول تابعة ومنقسمة، فهذا تطاول وكذب وادعاء، يمثل استمرارا لخطاب الزيف والأباطيل الذي تتبناه أثيوبيا، في محاولة لكسب الرأي العام بداخلها، خاصة مع ازدياد حالات السخط تجاه ممارسات حكومة أبي أحمد ، مصر لن تفرط في حقوقها المائية، وعلى أثيوبيا أن تراجع نفسها.

بالمقابل قال الأكاديمي د. محمد الشريف @MhdElsherif "أثيوبيا تقول: إن "اتفاق المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان تنص على التفاوض على التعاون بشان تشغيل سد النهضة فقط وليس على الحصص، ومناقشة حصص دول المصب لها إطار آخر لمناقشتها هو اتفاقية عنتيبي، ومصر رفضت مناقشتها في هذا الإطار وهي عضو أصيل في الاتفاقية، كما تقول إن مصر تتمسك بحصص تاريخية واتفاقيات لم تكن إثيوبيا طرفا في أي منها، تقول أيضا إن الرئيس ترامب نفسه أشار إلى اتفاق بين جميع الدول على نهر النيل".

وأوضح "يعني إثيوبيا تستند الآن إلى اتفاقية المبادئ للتنصل من الالتزام بتمرير حصة مصر في سنوات الجفاف والجفاف الممتد وإلى اتفاقية عنتيبي لإعادة توزيع المياه، اتفاق المبادئ كان فخا تتذرع به إثيوبيا الآن".