في الوقت الذي شهر به إعلام الثورة المضادة متمثلة بقتاة العربية السعودية، والصحف المحلية على أنه داعية الإخوان في الفلبين، سارعت (جمعية طلبة الفلبين بالقاهرة (PHILSAC) إلى التعبير عن بالغ الأسى وأشد الاستنكار لواقعة مقتل الداعية المصري عبدالرحمن الشوادفي محمد الفقي، في مدينة زامبوانجا.
وتقدمت بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أسرته وذويه والمجتمع المصري كافة في هذا المصاب الجلل. ونسأل الله تعالى أن يتغمّده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهم أهله الصبر والسكينة.. غفر الله له ورحمه، وربط على قلوب أهله بالصبر والطمأنينة.".
ونفت عنه اتهام الإرهاب الذي وجهه له الإعلام المنحاز، وقال طلاب الفلبين بالقاهرة "لقد كان السيد الفقي رجلاً مسالمًا عاش في الفلبين سنين عدداً، وعُرف بين أهلها بحسن معاملته، واحترامه للناس، وطيب خلقه. وإن فقده لمصيبة فادحة، لا على أسرته وحدها، بل على كل من يؤمن بحرمة النفس الإنسانية وكرامتها.".
وأهابت " ..بالجهات المختصة في الفلبين أن تشرع في تحقيقٍ جادّ وشامل وشفاف، يُجلّي الحقائق ويُحاسَب بموجبه الجناة، وتُردّ من خلاله الحقوق إلى أهلها، تحقيقًا للعدل الذي أمر الله به".
وأضافت، "وبصفتنا فلبينيين نقيم وندرس في مصر، فإننا نقف وقفة تضامن صادقة مع الشعب المصري الشقيق، ونجدد عهدنا على تعزيز الروابط بين بلدينا على أساس الاحترام المتبادل، والرحمة، والعدالة.".
في جريمة اغتيال نفذت بدقة وبشكل علني، قُتل الداعية ورجل الأعمال الخيرية المصري الدكتور عبد الرحمن الشوادفي محمد (47 عامًا) مساء السبت 29 نوفمبر 2025، برصاص مسلح مجهول في مدينة زامبوآنغا جنوب الفلبين.
وكان الشوادفي شخصية بارزة في العمل الدعوي والإنساني بمنطقة مينداناو، ويُلقب بـ«معلم السلام» لدوره في تقريب المسلمين والمسيحيين والسكان الأصليين. أسس مدرسة إسلامية صغيرة في قرية بورفايرز بمدينة كوتاباتو، وشغل منصب المدير الإداري لمدرسة آسيا الأكاديمية، إلى جانب نشاطه المكثف في إغاثة الفقراء والدعوة إلى الله.
ووفق التحقيقات، كان يقود سيارته برفقة شخص آخر لم تُعلن هويته بعد، حين اقترب منه مسلح يستقل دراجة نارية وأطلق عليه عدة رصاصات من مسدس داخل السيارة مباشرة، قبل أن يلوذ بالفرار. سُجل الحادث عبر كاميرات المراقبة، ووصل الشوادفي إلى المستشفى متوفيا إثر إصابات متعددة.
وأكدت الشرطة الفلبينية تشكيل فرق خاصة لملاحقة الجاني، وصنفت الحادث رسميًا بأنه «اغتيال مُوجّه ومُخطط»، معتمدة على لقطات الكاميرات وشهادات العيان، دون إعلان عن دافع محدد أو هوية المنفذ حتى الآن.
حضور دعوي بارز
وقال الباحث والأكاديمي المصري د.رضوان جاب الله ناعيا له "استشهاد الداعية المصري عبدالرحمن الشوادفي في الفلبين على يد مسلحين بسبب حضوره العملي في قرى المسلمين النائية وتحركه النشط لتوعية المسلمين هناك بدينهم وتقديم العون لهم من خلال مؤسسات تضامنية وتعاونية.
وفي ظل استباحة المسلمين في العالم وغياب الدعم القانوني والدبلوماسي للدعاة المصريين المتطوعين منذ عقود وهم يقدرون بالآلاف في أفريقيا وآسيا ازدادت الهجمات عليهم بشكل لافت من العصابات الإجرامية المسيسة لجهات دولية مختلفة بهدف ترهيب الدعاة..
وعبر فيسبوك نشر المواطن الفلبيني والأكاديمي (ابو حيدر عبدالغفور) المحاضر في الدراسات الإسلامية في مسجد النور والمسجد الأزرق، في قرية مهارليكا – مدينة تاجويغ ومعلّم لغة عربية في برنامج تعليم اللغة العربية والقيم الإسلامية (ALIVE) قائلا: ".. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى إليكم وفاة أخينا الكريم عبدالرحمن الشوادفي، مدير المؤسسة الإنسانية – مكتب الفلبين، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذه الليلة.. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له، ويرحمه، ويجعل ما قدّم من أعمالٍ خيريةٍ في ميزان حسناته، فقد كان – رحمه الله – مثالًا للأخوّة والخلق والخير، سابقًا إلى كل عمل نافع، ولا نُزكِّي على الله أحدًا.".
قتلوه داخل سيارته
وبحسب علي عبدالرازق الباحث في شئون المسلمين الجدد فإن استهداف الدعاة في الفلبين ليس جديدًا، إذ شهدت البلاد خلال العقود الماضية سلسلة من الاغتيالات بحق دعاة وأئمة ومعلمين إسلاميين، أبرزها مذبحة مسجد «مانيلي» عام 1971 التي راح ضحيتها 70 مسلمًا بينهم دعاة، إضافة إلى حوادث متفرقة في السبعينات والثمانينات. هذه الأنماط المتكررة تستهدف دعاة ناجحين في مناطق تشهد إقبالًا متزايدًا على الإسلام، ما جعل الفلبين خلال العقدين الأخيرين من أكثر الدول نموًا في عدد المسلمين الجدد عالميًا.
وقال: "اقترب منه مسلح واحد يستقل دراجة نارية، أطلق عليه عدة رصاصات من مسدس داخل السيارة مباشرة، ثم لاذ بالفرار. . سُجل الحادث بالكامل عبر كاميرات المراقبة.. وصل الشوادفي إلى المستشفى متوفيا إثر إصابات متعددة بالرصاص.".
وأشار عبدالرازق إلى أن "الداعية السعودي جمال خليفة، اغتيل في مدغشقر عام 2007 بعد أن أسلم على يديه مئات الآلاف في الفلبين، أو كما قال هو قبل مقتله أن مليون إنسان أسلموا على يديه".
ولفت إلى ".. أنماطًا متشابهة في استهداف الدعاة الناجحين تحديدًا في مناطق تشهد إقبالًا متزايدًا من النصارى والسكان الأصليين على الإسلام، مما جعل الفلبين خلال العقدين الأخيرين من أكثر الدول نموًا في عدد المسلمين والمُسلمين الجدد عالميًا.".
وحادثة اغتيال الشوادفي (ديسمبر 2025) برصاص مجهولين في مدينة زامبوانجا جنوب الفلبين أثناء قيادته سيارته. كونه يعمل في مجال الإغاثة ورعاية الأيتام والفقراء، ويشغل منصب مدير مؤسسة الإنسان للتنمية الاجتماعية والتعليمية ومدرسة آسيا الأكاديمية الإسلامية. واستهدف دعاة مسلمين محليين بسبب نشاطهم الدعوي أو ارتباطهم بجماعات إسلامية.
وطالت الاغتيالات شخصيات بارزة في العمل الخيري أو التعليمي الإسلامي، نتيجة الصراع بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، أو بسبب توترات طائفية.
واشارت تقارير حقوقية إلى أن العاملين في المجال الدعوي والإغاثي في تلك المناطق غالبًا ما يكونون عرضة للتهديدات أو العنف، خصوصًا إذا ارتبط نشاطهم بتنظيمات إسلامية ذات طابع سياسي.
وفي يناير 2019 قتل شخصان في هجوم بقنبلة داخل مسجد في الفلبين، ويعتقد أن السلطة الحاكمة وراء الحادث حيث ترفض اعطاء المسلمين في الفلبين حكما ذاتيا في مينداناو جنوب الفلبين.
وفي 31 اغسطس 2020 قال مسئولون في إدارة "الحكم الذاتي لشعب بنغسامورو في مينداناو المسلمة" إنهم سيحققون بشكل مستقل في مقتل 8 مدنيين مسلمين كانوا يستقلون دراجات نارية في حادثة إطلاق نار في إقليم كوتاباتو الشمالية.
وفي 3 ديسمبر 2023 تمركز جنود سريين داخل جامعة ولاية مينداناو بمدينة ماراوي لتأمين المؤسسة الأكاديمية في أعقاب تفجير صالة محمد علي ديمابورو للألعاب الرياضية ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 50 آخرين أغلبهم مسلمون ونسب الحادث لتنظيم داعش.