أثارت وفاة العميد وليد حمدي بليغ، رئيس فرع البحث الجنائي بمحافظة بني سويف، جدلًا واسعًا في الأوساط الأمنية والسياسية، بعدما ترددت روايات غير مؤكدة عن تعرضه للتسمم. وبينما لم تصدر بيانات رسمية توضح الملابسات، انتشرت تكهنات حول وجود صراعات داخلية بين أجنحة السلطة، وارتباط الحادثة بملف الفساد المتنامي داخل الأجهزة الأمنية والقضائية.
وقالت منصة "حزب تكنوقراط مصر" إن وفاة العميد وليد حمدي تثير الجدل حول سلسلة الوفيات غير الطبيعية التي تضرب مؤخرًا صفوف القضاة والضباط ومسئولي الأجهزة المختلفة في مصر، وسط صمت رسمي يثير الأسئلة أكثر مما يقدّم إجابات. فالعميد بليغ، الذي أُعلنت وفاته بشكل مفاجئ وسط روايات متضاربة وتكتم على أسباب رحيله، ينضم إلى قائمة متزايدة من حالات "الموت الغامض" التي لا تجد رواية رسمية واضحة.
واشارت إلى أنه "تتنوع بين حوادث طرق مفاجئة، وسكتات غير مبررة، وحالات يصفها البعض بأنها أقرب لعمليات تصفية محسوبة".
وأوضحت أنه "رغم تداول مزاعم عن تعرضه لمادة سامة، لم تُصدر وزارة الداخلية أو النيابة العامة أي بيان يوضح حقيقة ما جرى، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول أسباب تغاضي السلطات عن كشف ملابسات وفاة قيادات أمنية وقضائية بارزة. وخلال الأشهر الماضية، تكررت حالات رحيل مفاجئ لشخصيات تشغل مناصب حساسة داخل أجهزة الدولة، ما أثار تكهنات حول احتمالات صراع أجنحة داخل المؤسسات السيادية، أو تصفية حسابات داخلية، أو محاولات للتخلص من شخصيات يُعتقد أنها عبّرت عن رفضها لممارسات فساد أو تجاوزات في بعض الملفات".
https://x.com/egy_technocrats/status/1997978659672502275
ومثل هذه التحليلات السياسية تشير إلى أن وفاة بليغ قد تُقرأ في سياق أوسع من الصراع بين أجنحة داخل النظام. فبعض المراقبين يرون أن هناك تيارات متباينة داخل الأجهزة الأمنية: تيار يسعى إلى تشديد القبضة الأمنية مهما كانت التكلفة، وآخر يفضل التهدئة وإعادة بناء الثقة مع المجتمع. في مثل هذه البيئة، يصبح أي حادث غامض مادة خصبة للتأويل وربطه بصراع النفوذ.
خلفية شخصية ومهنية
العميد وليد بليغ كان يُعرف بين زملائه بصرامته المهنية ورفضه الانخراط في ممارسات غير قانونية. تولى مسئوليات حساسة في إدارة البحث الجنائي، وكان له دور بارز في ملفات مكافحة الجريمة المنظمة. بحسب مصادر غير رسمية، عبّر في الأشهر الأخيرة عن تبرمه من بعض السياسات الأمنية التي اعتبرها "تجاوزًا للحدود"، وهو ما جعله في موضع حساس داخل المؤسسة.
وبينما التزمت الجهات الرسمية الصمت، انتشرت على منصات التواصل روايات تزعم أن وفاة بليغ لم تكن طبيعية، بل نتيجة تسميم متعمد. هذه الروايات ربطت الحادثة بما وُصف بـ"حملة تصفية" تستهدف ضباطًا وقضاة أبدوا اعتراضهم على استمرار النهج الأمني الحالي. ورغم غياب الأدلة الموثوقة، فإن انتشار هذه المزاعم يعكس حالة من فقدان الثقة بين الجمهور والمؤسسات الرسمية.
الفساد المؤسسي
ملف الفساد داخل الأجهزة الأمنية والقضائية ليس جديدًا، لكنه يتجدد مع كل حادثة مثيرة للجدل. تقارير سابقة تحدثت عن نفوذ رجال أعمال وشبكات مصالح داخل المؤسسات، ما يخلق تضاربًا بين الواجب المهني والمصالح الخاصة. وفاة ضابط بارز مثل بليغ، في ظل هذه الأجواء، تُفسر لدى البعض كإشارة إلى أن من يرفض الانخراط في هذه الشبكات يصبح عرضة للتهميش أو الاستهداف.
والرأي العام المصري يعيش حالة من الانقسام الحاد. فبينما يطالب البعض بانتظار نتائج تحقيق رسمي، يرى آخرون أن الصمت الحكومي دليل على وجود ما يُراد إخفاؤه. منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة لتبادل الاتهامات، بين من يتحدث عن "تصفية داخلية" ومن يصف هذه المزاعم بأنها "شائعات مغرضة".
وقال مراقبون إن مثل هذه الحوادث لا تبقى محلية فقط، بل تثير اهتمامًا خارجيًا، خاصة في ظل تقارير حقوقية عن أوضاع القضاء والأمن في مصر. وفاة ضابط بارز في ظروف غامضة قد تُستخدم كدليل إضافي على هشاشة المؤسسات، وتغذية سرديات عن غياب الشفافية والمساءلة.
وأضاف البعض أنه سواء كانت وفاة العميد وليد بليغ طبيعية أو نتيجة فعل متعمد، فإنها سلطت الضوء على قضايا أعمق: الصراعات داخل الأجهزة الأمنية، وتفشي الفساد، وانعدام الثقة بين الجمهور والمؤسسات. في غياب تحقيق شفاف ورسمي، ستظل هذه الحادثة مادة للتأويل والجدل، وربما تُستخدم كرمز على أن أي محاولة لمعارضة النهج السائد قد تُواجه بعواقب وخيمة.
حساب @AboOmar2471395 علّق "بدأت حملة تصفية للقضاة والضباط الرافضين الاستمرار في هذا الاجرام والذين ابدوا تبرمهم من الوضع الحالي".
https://x.com/AboOmar2471395/status/1997599451549241608
ويرى محللون أن تكرار مثل هذه الحوادث في وقت قصير قد يعكس اضطرابات داخلية أعمق مما يبدو على السطح، في ظل تقاطع المصالح داخل الأجهزة المختلفة وتنامي نفوذ بعض الدوائر على حساب أخرى. وفي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع رواية رسمية تقطع الشك باليقين حول وفاة العميد بليغ، يبقى السؤال الأكبر معلقًا: هل ما يحدث مجرد مصادفات متتابعة، أم أن مصر تشهد بالفعل موجة تصفيات داخلية وصراعات مكتومة لا يُسمح للرأي العام بمعرفة تفاصيلها؟
وقالت نسرين نعيم @nesrinnaem144 ".. شائعات عن أن التصفية لها علاقة بشبهة انتحار القاضى سمير بدر عبد السلام ضمن قائمة أسماء معرضة لنفس المصير".
https://x.com/nesrinnaem144/status/1997651855883604153
وقال حساب @Drsamydiab1 "مقتل العميد وليد حمدي بليغ رئيس فرع البحث الجنائي بالجنوب.. فى محافظة بنى سويف ضمن عمليات تصفية يقوم بها جهاز الامن الوطنى .. دافع عن نفسك قبل أن تتحول إلى ضحية من ضحايا السيسي ونظامه ".
