ليس مجرد إخفاق رياضي.. خروج المنتخب المبكر ضحية المنظومة السياسيةالفاسدة

- ‎فيتقارير

لم يُقرأ الخروج المبكر للمنتخب المصري من البطولة باعتباره إخفاقًا رياضيًا فحسب، بل رآه كثيرون امتدادًا لصورة أشمل من التراجع المؤسسي في مصر، حيث باتت الرياضة — في نظرهم — ضحية المنظومة نفسها التي أنهكت السياسة والاقتصاد والتعليم.

وربط عدد واسع من المعلقين بين الأداء المخيب للمنتخب وبين الفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة، مؤكدين أن ما يحدث في كرة القدم ليس ظاهرة معزولة، بل انعكاس مباشر لحالة التدهور التي تعيشها البلاد على المستويات كافة.

ودار على منصات التواصل نقاش واسع حول العلاقة بين الرياضة والسياسة؛ إذ اعتبر البعض أن الحديث عن كرة القدم بمعزل عن السياق السياسي أمر غير منطقي، لأن الفساد الإداري والمحسوبية والرشاوى التي تضرب الرياضة هي نفسها التي تحكم مسار السياسة والاقتصاد.

ووجّه متابعون انتقادات حادة لاختيارات المدربين، مشيرين إلى أن أسماء مثل حلمي طولان وحسام حسن تمتلك سجلاً تدريبيًا "متواضعًا"، وأن تعيينهم يعكس عقليات التعيين السائدة في مؤسسات الدولة، حيث يُقدَّم الولاء على الكفاءة.

ورأى فريق ثالث أن الأزمة تتجاوز اختيارات المدربين، إلى غياب مؤسسات فاعلة قادرة حتى على بناء منتخب حقيقي أو اتحاد كرة يملك أدوات الإدارة. فالرياضة — بحسبهم — تحتاج إلى رجال أكفاء يدافعون عن مصالحها بعيدًا عن "طموحات الفشلة".

وتكرر تشبيه الرياضة بمشهد السياسة، إذ تُدار كرة القدم بالطريقة نفسها: فساد، مصالح شخصية، رشاوى، "سبوبات"، وانعدام للشفافية.

وقال @imed7aat:
"يعني فساد في السياسة.. وفساد في التعليم.. وفساد في القضاء.. وتزوير انتخابات.. وفساد في الصحة والدكاترة بتهرب.. والفنانين طالعين يزعقوا للجمهور عشان مبيفهمش.. وعاوز الكورة تبقى برازيلية يعني؟ ما طبيعي.. كل حاجة لايقة على الفترة الو$خة اللي إحنا فيها.."

وفيما يخص المشاركة في كأس العرب، اعتبر محللون أن الأزمة ليست في اختيارات اللاعبين فقط، بل في غياب رؤية تستثمر في العناصر الشابة، مؤكدين أن حصيلة المنتخب غير مقبولة أيا كانت الأعذار التي سيجري تقديمها بعد العودة إلى القاهرة.

وقال @Mostafa1Ragab:
"نفس اللي حصل مع حسام حسن.. تم اختياره بناء على إيه؟ تاريخه التدريبي أقل من متواضع.. الكورة في مصر تُدار زَيّ السياسة."

وكتب محمد سعيد @saiedahly:
"لا عندنا منتخب ولا مدربين ولا لاعيبة ولا اتحاد كرة.. مصر تحتاج رجالًا يستحقون قيادة الرياضة.. في كل مناسبة بنتأكد إن مفيش فايدة طول ما مفيش قرار يحمي الكرة من طموحات الفشلة."

وأكد عبد الرحمن أشرف @Abdelrahmann232:
"الفساد متغلغل في الكورة زي ما هو متغلغل في السياسة.. مصالح شخصية ورشاوي وسبوبات.. ومحدش فارق معاه حاجة.. والحال من سيئ لأسوأ."

وقالت @samahmostafa6:
"الكورة والرياضة عندنا متتغيرش عن السياسة والاقتصاد.. كلهم راحوا في الوبا."

أما شريف @Sherifisme فكتب بعد الخسارة أمام الأردن بثلاثية:
"مع كامل الاحترام للأردن.. بس دي الأردن اللي مكانش لها في الكورة.. معقول وصلنا لكده؟ بقينا زبالة الأمم في كل حاجة: سياسة واقتصاد وإدارة ورياضة.. يا ناس شوفولنا حد يدور الماكينة عدل.. عيب والله."

وللرد على من يرفض تداخل السياسة مع الرياضة، استشهد البعض بتصريحات رئيس الفيفا جياني إنفانتينو:
"نرى صور الحرب في كل مكان ونعاني من أجل كل طفل يبكي. نبكي على كل أم فقدت أحباءها. نريد مستقبلًا ورأيت بنفسي اتفاقية السلام في الشرق الأوسط معكم."

كما قدّم الصحفي تامر @tamerqdh مثالًا على تداخل السياسة بالرياضة، مستذكرًا مشهدًا من كأس العرب:
"إحدى أجمل لقطات البطولة كانت للاعب الفلسطيني محمد صالح من غزة، وهو يرفع علم سوريا وعلم فلسطين، ويرتدي شورت المنتخب الفلسطيني وقميص المنتخب السوري، ويحتفل بتأهل الفريقين مع الجماهير المختلطة. وكأنها رسالة لكل من حاول تفريقهم.. هذه شعوب عاشت المعاناة نفسها وتشعر ببعضها البعض جيدًا.. ويستحقون التأهل بجدارة."