فى تنافس غير مسبوق من الحكام الخونة على التضحية بمصالح الشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى أعلنت دويلة أرض الصومال اعتراف الكيان الصهيونى بها واعتبر عبد الرحمن محمد عبد الله (عبد الرحمن سيرو) رئيس دويلة أرض الصومال الاعتراف الصهيونى «لحظة تاريخية» .
وقال " سيرو " إن هذا الاعتراف يشكل بداية لشراكة استراتيجية تعزز المصالح المتبادلة وتدعم السلام والأمن الإقليميين وفق زعمه.
تأتي هذه الخطوة في سياق أوسع من التحولات الدبلوماسية في المنطقة، ولا سيما في ظل اتفاقات أبراهام، التي أسهمت في تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونى وعدد من الدول العربية، ما يعكس تغيرات متسارعة في خريطة التحالفات الإقليمية.
كانت دولة الاحتلال الصهيونى قد أعلنت رسميًا اعترافها بـ«أرض الصومال» كدولة مستقلة ذات سيادة، لتكون بذلك أول دولة تعلن اعترافًا رسميًا بالإقليم منذ إعلانه الانفصال من جانب واحد عن الصومال عام 1991، ويأتي ذلك كتطور سياسي لافت يحمل دلالات إقليمية ودولية.
علاقات غير معلنة
يشار إلى أن هذا الاعتراف يرتبط بسياق تاريخي يعود إلى ستينيات القرن العشرين، حين كانت دولة الاحتلال من أوائل الدول التي أبدت استعدادًا للاعتراف بأرض الصومال عقب استقلالها المؤقت عام 1960، قبل قيام الدولة الصومالية الموحدة.
ويكشف هذا التطور فتح ملف العلاقات غير المعلنة التي ربطت الجانبين لعقود، لينقلها إلى إطار رسمي يعكس تحولات جيوسياسية متسارعة في منطقة القرن الإفريقي.
علاقات دبلوماسية كاملة
وتُوّج هذا المسار بإعلان وزير الخارجية الصهيونى جدعون ساعر توقيع اتفاقية اعتراف متبادل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع أرض الصومال، تشمل تبادل السفراء وافتتاح سفارات، بدعم من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس أرض الصومال عبد الرحمن محمد عبد الله.
وأكد ساعر أن مكتب رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو وجه دعوة رسمية لرئيس أرض الصومال لزيارة دولة الاحتلال .
باب المندب
فى هذا السياق قالت صحيفة «لاكروا» الفرنسية، إن الاعتراف الصهيونى يكتسب أهمية خاصة في ظل الموقع الاستراتيجي لأرض الصومال قرب مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصالح الأمنية والاقتصادية تتقاطع بين الكثير من الأطراف في منطقة تشهد تنافسًا دوليًا متزايدًا.
وأوضحت أن أرض الصومال تسعى من خلال هذا الاعتراف إلى كسر عزلتها الدبلوماسية والحصول على اعتراف دولي أوسع، في حين ترى دولة الاحتلال في الخطوة امتدادًا لسياساتها الهادفة إلى تعزيز نفوذها في البحر الأحمر وشرق إفريقيا، تزامنًا مع المتغيرات الإقليمية المتسارعة.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من أن وحدة الصومال أنهت الكيان المستقل بعد أيام قليلة من إعلان استقلاله عام 1960، فإن انهيار الدولة المركزية في الصومال عام 1991 دفع أرض الصومال إلى إعلان انفصالها من جانب واحد، ساعية منذ ذلك الحين إلى نيل اعتراف دولي.
وشددت على أن علاقات أرض الصومال بالكيان الصهيونى خلال تلك الفترة، اتسمت بالحذر والهدوء، مع اتصالات غير معلنة في بعض المراحل، لا سيما في مجالات الأمن والملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
استقرار نسبي
فيما كشفت إذاعة «آر تي إس» السويسرية أن أرض الصومال تقع شمال غرب الصومال، وتبلغ مساحتها نحو 175 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل مساحة الأوروجواي.
وأكدت «آر تي إس» أن أرض الصومال تعتمد على عملتها الخاصة وجيشها وقوات شرطتها، وتتمتع بدرجة من الاستقرار النسبي مقارنة بالصومال، الذي يعاني من تمرد حركة الشباب وصراعات سياسية مزمنة.