كتب جميل نظمي:
في كل يوم يثبت السيسي وانقلابه تلاعبه بمعاناة الشعب المصري المطحون بفقره واستبداده الذي أتى به الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، وفي مشهد يعيد البلاد إلى عصر الواق واق وعهد الغابة، بتحفيز إنسان الغابة بلقمة العيش أو العظم لكي يفعل شيئا أو يمتنع عنه.
دون إدراك لضرورة الإقناع والتعقل والوعي الثقافي الذي يعد المدخل الأساس للإقناع والتفاهم في المجتمع في عصر المعرفة وفي القرن الحادي والعشرين.
أمس، أعلنت مايسة شوقي، نائب وزير الصحة لشئون السكان، عن حملة تحفيز لكل أسرة تنظيم نسلها بإعطائها نقاط خبز من الدولة كنوع من التقديم لتعاونها.
وقالت شوفي لبرنامج "ممكن" المذاع على قناة "سي بي سي": "إن هناك مشروع قانون يدرس حاليًا في مجلس الوزراء يهدف إلى تحفيز كل أسرة نظمت الإنجاب بإعطائها نقاط خبز إضافية، كتقدير من الدولة للشخص الذي تعاون معها، والتزم بميثاق تنظيم الأسرة".
وحسب مراقبين، يعد اللجوء لنظام بـ"اللقمة" لإدارة شئون المجتمع امتهانا للشعب المصري، الذي يعيش أسوأ حالاته في ظل حكم السيسي، بعد أن وقف طوابير طويلة أمام سيارة القمامة لكي يحصل على كيس سكر، برائحة القمامة والقاذورات.
يذكر أنه في كثير من دول العالم تعالج أزمات زيادة السكان عبر برامج ثقافية وتوعوية تليق بالكرامة الإنسانية..
كما إن كثيرًا من دول العالم لا تعتبر الزيادة السكانية أزمة، بل تحولها إلى فرصة لزيادة التنمية والتصنيع والإنتاج، كما في الصين وكثير من الدول.. ولكن الانقلاب العسكري الفاشل لا يستطيع الا التلاعب بالمواطن البسيط الذي يراه أزمة أمام توسعات مشاريع واقتصاد العسكر، لأنه يطلب وظائف ومساكن وغذاء، فيما يرتع العسكر في خيرات البلاد.
وليس أدل على ذلك، مما تناقلته وسائل الإعلام المصرية مؤخرا من شكاوى أهل بورسعيد والسويس من البطالة.. في الوقت الذي تتركز مشروعات التنمية في تلك المناطق، وهو ما يرجعه الكثيرون إلى عسكرة المشروعات.