كتب رانيا قناوي:
كشفت مصادر داخل حكومة الانقلاب، عن أن النظام يشعر بالخطر من انهيار شعبيته، وانقضاض عدد من أعضاء تحالف 30 يونيو الذين كانوا بطانته الأساسية في الانقضاض على السلطة من خلال الآلة العسكرية، الأمر الذي أفقده توازنه، والتهديد بنشر عدد من التسريبات التي تهدد رفقاء الانقلاب.
وقالت المصادر -في تصريحات خاصة لـ"الحرية والعدالة" اليوم الاثنين- إن حوار البرادعي الاخير رغم ضعفه بعكس التروزيج الإعلامي الذي تم له، إلا أنه كشف حالة الرعب التي يعيشها نظام الانقلاب من انقضاض مخدوميه عليه بشكل علني، الأمر الذي قام معه النظام بشكل عبثي بإذاعة تسريب مكالمة هاتفية بين الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة في أحداث ثورة يناير وبين البرادعي، الأمر الذي يتطلب محاكمة المسئولين حاليا عسكرا لإفشاء أسرار الدولة.
وأكدت المصادر أن النظام سيعتمد على التسريبات خلال الفترة القادمة، خاصة مع ارتفاع وتيرة الغضب في الشارع المصري، وخروج عدد من الإعلاميين والسياسيين عن الإطار المحدد له، في ظل أزمة التنازل عن جزيرتي " تيران وصنافير".
التسريب عمل جهات سيادية
وكان قد أكد الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، أن المكالمة الصوتية التي تم تسريبها للفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري، لن تخرج إلا بمعرفة إحدى الجهات السيادية بالدولة، وأن المذيع لا يستطيع أن يحصل عليها إلا بمعرفة جهة سيادية عسكرية.
وقال مظلوم، في تصريحات صحفية مساء الأحد، إن فكرة تسجيل مكالمة لرئيس الأركان وقت وجوده بالخدمة أمر خاطئ، ولكن ربما تم التسجيل لعنان ﻷن عليه علامات استفهام كونه كان في الولايات المتحدة الأمريكية وقت اندلاع الثورة، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية وافقت على التسريب قبل نشره.. ولم يكن يجرؤ المذيع لبثه إلا بإذنهم.
وأضاف أن الفترة التى تم فيها التسجيل كانت فترة استثنائية، ومن المحتمل أن تكون الجهات الأمنية سجلت كل المكلمات التى وقعت وقتها للصغير والكبير.
تسريبات طفولية
فيما قال الصحفي محمود سلطان خلال مقال له بصحيفة "المصرون" اليوم الاثنين، أن ظهور البرادعي على فضائية غير مصرية، وذعر النظام يمثل تصرف "طفولي" لا يليق بأدوات دولة كبيرة ومسئولة، بلغ حد نشر تسريبات ومكالمات خاصة للبرادعي مع سامي عنان، موضحا أن تسريب مكالمته "جريمة" تقتضي بلا تردد، أن يحاكم عليها من تنصت، ومن أذاع، ومن يملك الفضائية التي ارتكبت هذه الجريمة المروعة، أمام القضاء العسكري.
وأكد أنه لا توجد دولة في العالم، تسمح بهذا العبث الخطير بأمنها القومي، فالبرادعي، وعندما تُسجل مكالماته خارج القانون، وإذاعتها بهذه الأريحية والفجاجة.. فنحن -إذن- أمام دولة تعرض أمنها القومي طواعية للاختراق والإهانة ولقلة القيمة.
فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمؤتمر أقيم بالأمس في مقر حزب الكرامة بمشاركة المرشح الكومبارس السابق حمدين صباحي والسفير معصوم مرزوق.
وقال صباحي حول التهديد بنشر تسريبات قال: "لا وقت لدينا للمهاترات الصغيرة واللي بيحاولوا يدسوا علينا ويذيعولنا تسريبات بنقولهم إن الحركة الوطنية لا وقت لديها لأي مهاترات شخصية"، الأمر الذي يكشف اعتماد نظام الانقلاب في الفترةا لقادمة بشكل كبير على التسريبات لعدم خروج القطيع عن الحظيرة التي حددها لهم نظام الانقلاب.