رامي ربيع
"احنا شعب وانتو شعب" شعار مرحلة أعلنه- بالتزامن مع انقلاب الثالث من يوليو- مطرب داعم للانقلاب، وبخلافِ ظنِّ كثيرينَ تجاوز الأمر عنادا فنيا كان موجها لجماعة الإخوان المسلمين، وطال كل المصريين بحسب ما تقول الوقائع ومجريات الأحداث.
في الحالة الصحفية، فإن شعب يوليو من الإعلاميين والصحفيين في الصحف والقنوات يتمتعون، وفي خيراتها يغرقون، وهم من التنكيل والبطش الأمني آمنون، وإذا هاجموا أحدا أو طعنوا في ذمته المالية أو الوظيفية فهم مطمئنون.
في المقابل، فإن كل الذين لم يبدوا الولاء المطلق للنظام مهددون ملاحقون، أو على الأقل تحوم حولهم الظنون، والكثير منهم بين قتيل أو مسجون، ففي مقابل براءة خالد صلاح، رئيس تحرير جريدة اليوم السابع، ورانيا السيد الصحفية بذات الجريدة، من اتهامهما بسب وقذف المستشار هشام جنينة، الرئيس الأسبق للجهاز المركزي للمحاسبات، وكذلك براءة دندراوي الهواري، رئيس التحرير التنفيذي لنفس الجريدة، من التهمة الموجهة إليه بنشر أخبار كاذبة وسب وقذف ذات المستشار، تقول التقارير المعنية بمتابعة الانتهاكات بحق الصحفيين المصريين، إن المعارضين منهم يتعرضون لانتهاكات غير مسبوقة، وملاحقة بلا دليل على ارتكابهم أي تهمة.
فعلى سبيل المثال، يقول أحدث تقرير لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، إن 164 صحفيا تعرضوا لانتهاكات مباشرة، منها المنع من أداء العمل الصحفي، بينما تم احتجاز ما لا يقل عن 62 صحفيا، كما تم التعدي على 43 آخرين بالضرب.
في ذات السياق، يقول أحدث تقرير للمرصد الإعلامي لحرية الإعلام عن الانتهاكات بحق الصحفيين، إن شهر فبراير الماضي فقط شهد عدة أحكام بالسجن، منها حكم بالحبس على الصحفي صفوت عمران، الصحفي بجريدة الجمهورية، وكذلك الحكم بمدة مماثلة على هالة البدري، رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، والصحفي سعد جلال بالمجلة ذاتها، كذلك يقول التقرير إن الصحفيين نالتهم اعتداءات من البلطجية أثناء أدائهم مهام عملهم في عدة مواقع، كذلك وقعت انتهاكات بحق عدد من المسجونين منهم داخل مقار احتجازهم.
الصورة إذن فيما يتعلق بحرية الصحافة في مصر سوداء، يلاحق فيها بطش النظام جموع الصحفيين في الجرائد والشوارع وحتى الزنازين، ولا يكلف نفسه مجرد عناء التجمل أمام مراقبي الداخل والخارج.