رانيا قناوي
أبرز الكاتب الصحفي وائل قنديل أوجه الشبه بين محادثتي نقيب الباعة الجائلين في مصر والباحث الإيطالي الشاب، جوليو ريجيني، ومكالمة عبد الفتاح السيسي، طاغية مصر الذي يحكم بموجب الرضا الأمريكي والحماس الإسرائيلي، ودونالد ترامب، حيث روى السيسي ما دار في المكالمة التي تلقاها بكل فخر قائلاً "كان فيه اتصال امبارح مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقالي الاقتصاد بتاعكم أخباره إيه، قولتله إحنا بنقاتل وحدنا منذ 40 شهراً، والمصريين صامدين وقادرين، وبسجل الكلام ده، دلوقتي العالم كله عارف بنعمل إيه".
وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، أن نقيب الباعة الجائلين الذي سلم ريجيني للأمن المصري، بعد أن سجل له محادثةً بينهما، ظهرت على أثرها جثة الإيطالي ممزقةً ومشوّهة المعالم، قال للشاب ريجيني إن أحواله الاقتصادية بائسة، وإنه لا يجد نفقات علاج ابنته وزوجته المصابة بالمرض "الوحش"، ويريد المساعدة، فيما يتحرّك السيسي كبائع متجول في شوارع وأزقة الاستبداد والعنصرية، يعرض سلعاً رديئة مغلفة بعبارة "للاستعمال في تجارة الحرب على الإرهاب"، بعد أن أبلى بلاءً حسناً في تلبية طلباتٍ لليمين الصهيوني، بشكل كامل، وقدّم عينات مجانية لليمين المهووس بالإسلاموفوبيا في كل مكان في العالم.
وأشار إلى ان السيسي خلال كلمته بالأمس، في ذكرى الخامس والعشرين من يناير، لم يذكر ثورة المصريين في هذا اليوم، قبل ست سنوات، إلا باعتبارها أحداثاً للوقيعة بين الشعب والشرطة، وبين الشعب والجيش، فيما انصرف باقي كلامه إلى اختصار التاريخ كله في التفويض الذي طلبه في يوليو 2013، لكي يرتكب سلسلة مجازره ضد المصريين، وثورتهم، تحت شعار مواجهة العنف والإرهاب المحتمل.
وأوضح أنه في الوقت الذي يمضي السيسي في طريقه، بينما روح الثورة تُزهٓق في مجموعات الشاتنج المغلقة على أفراد مغلقين على أوهام الزعامة الثورية، فيتصارعون حول الشعار و"الأفيش" ومن يتصدّر الصورة، ومن يمسك بالميكروفون، ومن الطبيعي أن تمعن وسائل إعلام الانقلاب في السخرية من عجز معسكر يناير عن فعل أي شيء، حيث تنشر نقلاً عن هيئة الأرصاد الرسمية أن طقس الخامس والعشرين من يناير مشمس، وملائم جداً للخروج إلى المتنزهات والحدائق.