“واشنطن بوست”: رهان أمريكا والصندوق على السيسي الفاشل والفاسد “خاسر”

- ‎فيأخبار

تحت عنوان "رهان خاسر على الرجل القوي في مصر"، نشرت هيئة تحرير صحيفة واشنطن بوست تقريرًا مطولا حول قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، انتقدت فيه هذه المرة صندوق النقد الدولي وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ بسبب ما وصفته بـ"الرهان بعيد المنال" على حزمة الإنقاذ التي بلغت 12 مليار دولار.

وقالت الصحيفة إن الرهان خاسر؛ "نظرًا لأمية السيسي من الناحية الاقتصادية، والفساد المتأصل في نظامه والجيش، وكذلك تاريخ مصر المليء بالانتفاضات الشعبية ضد الإجراءات التقشفية".

تقرير هيئة تحرير الصحيفة الأمريكية قال بالنص إنه "منذ قيام عبد الفتاح السيسي بقيادة انقلاب عسكري ضد الحكومة الإسلامية المنتخبة ديمقراطيا قبل ثلاث سنوات، يأمل المدافعون عنه في الغرب، ومنهم وزير الخارجية جون كيري، أن يبدأ إصلاحات اقتصادية لإنعاش الاقتصاد".

وقالت إن تفكير الساسة الغربيين كان يدور حول احتمالات أن يؤدي إلى رخاء متوقع بفعل سياسة السوق الحرة، وتدفق الاستثمارات الأجنبية، في نهاية المطاف، للمساعدة على استقرار مصر بعد سنوات من الاضطراب، و"التغاضي عن قمع السيسي الوحشي للمعارضة في الداخل".

وقالت هيئة تحرير الصحيفة، إن السيسي تجاهل لمدة ثلاث سنوات توسلات جون كيري والمستشارين الغربيين الآخرين، وأهدر عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها السعودية وحلفاء آخرين بالخليج، عن طريق الإسراف في مشاريع ضخمة، مثل فرع جديد لقناة السويس، وعلى دعم العملة المصرية.

وقام بحملة قمع هي الأكثر وحشية وعنفا ضد المعارضة في التاريخ الحديث للبلاد، وسجن ليس فقط الإسلاميين، ولكن الليبراليين العلمانيين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، ومواطنين معهم الجنسية الأمريكية مثل الناشطة "آية حجازي".

وتقول الصحيفة "أخيرا تبنى السيسي الإصلاحات الليبرالية التي أوصى بها صندوق النقد الدولي، بعدما قلصت السعودية سخاءها معه، ونقصت العملة الأجنبية، ما انعكس على اختفاء المواد الغذائية مثل السكر وزيت الطهي من المحال التجارية، وقام بتعويم الجنيه وخفض قيمته 50%، وخفض دعم الوقود أيضا مضطرا بسبب شروط صندوق النقد الدولي".

وسخرت هيئة تحرير "واشنطن بوست" من تصريحات جون كيري حول اتباع السيسي سلسلة قرارات صعبة "لنقل البلاد نحو الازدهار"، قائلة "يبدو أن الخارجية الأمريكية تراهن على نموذج آخر من الديكتاتور أوغستو بينوشيه في تشيلي، في صورة "السيسي"، يجمع بين تحرير الاقتصاد، والانخراط في القمع الدموي".

وعقبت على هذا قائلة "يبدو الرهان بعيد المنال؛ نظرا لأمية السيسي الاقتصادية، والفساد الواسع الذي يعد جزءا لا يتجزأ من نظامه والجيش، وتاريخ مصر المتواصل من الانتفاضات الشعبية ضد تدابير التقشف التي يمكن أن تطال حكم السيسي أيضا".

وحذرت من قانون الجمعيات الأهلية الجديد، وقالت "هذا القانون الجديد سيدمر أي برامج اجتماعية لإنقاذ أطفال الشوارع في القاهرة، ويمكنه أن يحظر أي جماعة على أساس أن نشاطها يتعارض مع الأمن القومي والنظام العام، ويسجن لمدة خمس سنوات أي شخص يتعاون مع منظمة أجنبية أو إجراء استطلاعات الرأي دون موافقة مسبقة".

وختم التقرير بقوله "إن القمع الشديد وقلق المصريين من أي اضطرابات سياسية، بعد نحو ست سنوات من الاضطراب، قد ينقذ السيسي على المدى القصير من اندلاع اضطرابات يتوقعها البعض ضده".

وتابعت "وعلى المستوى الدبلوماسي قد يحصل (السيسي) على دعم أقوى من إدارة ترامب، و"لكن من غير المحتمل أن ينجح في تحقيق استقرار الاقتصاد المصري، بينما يقوم بخنق المجتمع المدني، ما يعني أن الرهان عليه من صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة لن يؤتي ثماره على الأرجح".