كتب حمدي البنهاوي:
كان اليوم الأربعاء، 14 ديسمبر حافلا في جدول محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، حيث استقبل اليوم في قصر الشاطئ بأبوظبي الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية، وتزامن ذلك مع إانعقاد "المنتدي الاستراتيجي العربي" وسجل فيه وزير شئون مجلس الوزراء، محمد القرقاوي، أثناء المؤتمر، كلاما مرسلا يسير في اتجاه تأكيد ثقة الإدارة الأمريكية الجديدة في "سيده" محمد بن زايد، فاستشرف المستقبل قائلا: "عالم ما بعد انتخاب ترامب سيشهد تطورات سياسية غير مألوفة".
ودعم الحدثين نصيحة صحفي أمريكي (جمهوري) لترامب قال فيه: "لهزيمة الإرهاب يتعين على ترامب التعاون مع محمد بن زايد".
وليد فارس
وزار اللبناني وليد فارس أبوظبي وكان أحد مستشاري حملة "ترامب" الانتخابية والتقى بمحمد بن زايد، و وزير الخارجية عبدالله بن زايد.
ونسب موقع إيلاف المخابراتي لفارس تقديمه مقترحا حول إنشاء "تحالف عربي أمريكي" خاصة خليجي أمريكي وفي المركز منه تحالف إماراتي أمريكي مستفيدا من تقاطع سياسات أبوظبي وتوجهات ترامب في التركيز على ما يسمى مكافحة الإرهاب، خاصة أن جزءا كبيرا من إدارة ترامب هم من الجنرالات وخاصة مستشاره مايكل فيلين الذي سبق أن وجه إساءات مباشرة ومحددة للقرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو بذلك يتفق مع أبرز توجهات أبوظبي التي قدمها كتاب "السراب" لمؤلفه جمال السويدي والذي فرضه مجلس أبوظبي للتعليم على طلاب الثانوية في الدولة، ويتضمن انتقادات للإسلام والإسلاميين وحتى لعقيدة التوحيد وللنبي الكريم.
تلميحات القرقاوي
وأشار وزير شؤون مجلس الوزراء في المنتدى الذي يتحدث عن "استشراف المستقبل"، وما يحمله من تغيرات وخاصة ضمن منطقة تعاني اضطرابا مستمرا واقتصادا عالميا أكثر ترابطا وتعقيدا وعالما تقنيا أسرع تغيرا.
وقال "العام القادم سيكون حافلا بتطورات غير مألوفة في الخارطة السياسية العالمية وأسماه "عالم ما بعد انتخاب ترامب"، مشيرا إلى أن المنتدى "يأتي هذا العام في وقت نرى فيه انحسارا لمفاهيم العولمة ومدا كبيرا لمفاهيم القومية والانكفاء للداخل في دول كبرى كانت تقود مفاهيم التجارة والثقافة العابرة للقارات".
واختتم كلمته بالقول إن الهدف الأكبر للمنتدى هو دعم صناع التغيير في العالم العربي ليكونوا أكثر استعدادا وأكثر جاهزية لما يحمله المستقبل من تطورات سياسة واقتصادية وبناء جيل من المستشرفين السياسيين والاقتصاديين العرب الذين يملكون المهارات في هذا التخصص المهم بغية رسم صورة دقيقة لصناع القرار للإسهام بتحسين حياة الشعوب في جميع أنحاء العالم.
تنسيق أمني
واستقبل بن زايد؛ الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأميركية الذي يزور الإمارات حالياً، وما رشح عن اللقاء تجدد الحديث عن علاقات التعاون والصداقة الثنائية بين الإمارات والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين خاصة في مجالات التنسيق والتعاون الدفاعي والعسكري، على ما أفادت وكالة أنباء الإمارات.
ولم تتحدث "وام" أي حديث عن حلب أو غيرها، وإنما قالت إن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول المستجدات والأحداث الراهنة في المنطقة إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ومما يشار إليه أن الإجتماع لم يكن عسكريا شاملا، بل حضرته باربرا ليف سفيرة الولايات المتحدة لدى الدولة والوفد المرافق لقائد القيادة المركزية الأمريكية.
يهودي جمهوري
وكتب الصحفي الأمريكي «إيلي ليك»، في مقال له على شبكة «بلومبرج»، عن كيف يمكن للرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» تحقيق النصر في الحرب على الإرهاب.
وقال إن "ترامب" لديه فرصة. يمكنه، على سبيل المثال، أن يكون واضحًا أن أمريكا سوف تكون ملاذًا آمنًا لأي شخص في العالم الإسلامي يتعرض للاضطهاد من الأصوليين، أيًّا كان انتماؤه الديني. "ترامب» يمكنه أيضًا التعاون بشكل وثيق مع قادة مثل ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد»؛ لبناء القدرة المهنية لمكافحة الإرهاب في المنطقة".
وضمن المقال يتضح أن الإرهاب والفاشية التي يتحدث عنها "إيلي" إنما تتمثل في "دول مثل المملكة العربية السعودية من الحلفاء المهمين تكتيكيًّا ضد الإرهابيين، خاصة في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فكريًّا، ما يزال السعوديون ودول الخليج الأخرى ملتزمين برؤية الإسلام السياسي في مجتمعاتهم. شن حرب أيديولوجية متهورة من شأنه أن يجنح بهم بعيدًا عن الولايات المتحدة".
ورأى إيلي أن "هناك خطرًا في اتخاذ نهج أيديولوجي بعيد جدًّا. إذا، مثلًا، بدأ «ترامب» عمليات التطهير للعناصر المشتبه بها من جماعة الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة، فسوف ينتهك الحماية الدستورية للمواطنين الأمريكيين. كما سيضع بذور الخراب السياسي الخاص به، لأن هذا هو الشيء الذي سيثير معارضة شرسة من المحاكم والصحافة والكثيرين في حزبه.
واختتم الكاتب المقال بقوله: «هناك مخاطر في احتضان حرب أيديولوجية ضد الإسلام الراديكالي، خلافًا لحرب طويلة ضد الإرهابيين. لكنها تملك ميزة تحديد شروط لتحقيق النصر. ستنتهي الحرب الطويلة عندما تهزم الفاشية الإسلامية ومصداقيتها. ما هو أكثر من ذلك، يمكن لترامب وضع أمريكا على هذا الطريق دون الدخول في دوامة تغيير النظام وبناء الدولة.