أحمدي البنهاوي
في الوقت الذي طنطن فيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ومحافظ البنك المركزي الذي عينه طارق عامر، بأن يسهم الأخير في دعم استقرار الأسعار والخروج من أزمة السعر الحالي للدولار المبالغ فيه برأيه، الذي وعد به المنقلب المصريين في خطاب الخميس بذكرى المولد النبوي، كان خطاب آخر لرئيس حكومة الانقلاب يقول فيه: إن "احتياطي البنك المركزى تآكل، ولا نستطيع الإنفاق على خدماتنا، ووصلنا إلى مرحلة عدم القدرة على الوفاء بالتزاماتنا ولا أحد يقبل ذلك".
وكمن ينفض يده من مسئولياته، قال الصايع الضايع، بحسب التعبير الانقلابي للسيسي وعباس كامل، خلال كلمته على هامش ما يمسى بـ"الحوار الوطنى الشهري الأول للشباب": "دولة بها 90 مليون مواطن تنفق على كل أنشطتها هذا المبلغ، ولدينا مشروعات في الكهرباء والبترول؟".
وفي بيانات عن تطوير التعليم قال شريف إسماعيل: إنَّ تطوير التعليم يحتاج إلى موارد وتمويل وإنفاق، ونلاحظ أن الموازنة العامة في مصر 930 مليار جنيه، 300 مليار منها تذهب لخدمة الدين، ودعم 210 مليارات، وأجور 200 مليار، ويتبقى لها 200 مليار، أي 15 مليار دولار.
محللون ونشطاء
بدوره قال المحلل الاقتصادي مصطفى عبد السلام: إن ما جاء على لسان رئيس وزراء الانقلاب "كلام في منتهي الخطورة"، وأعاد قراءة الفقرة الأخيرة، بحسب الصحيفة، "أننا وصلنا لمرحلة عدم القدرة على الوفاء بالتزاماتنا"، مضيفا "لو صدق ما نقلته الصحيفة عن رئيس الوزراء، فهذا يعني وجود مشكلة في قدرة الدولة على سداد ديونها الخارجية".
وأعرب عبد السلام عن تمنيه "ألا يكون هذا التصريح دقيقا.. وأن يكون ما نقلته الجريدة خاطئا لأن نتائجه كارثية". وفسر ذلك بأن "أول مراحل إفلاس أي دولة إعلانها عدم قدرتها على سداد الديون الخارجية".
أما الناشطة صفاء أحمد عبد الحميد فقالت: "طارق عامر بيشيد بانجازاته بعد تعويم الجني .. وبيقول إنجاز فوق المتوقع.. طيب.. ورئيس الوزراء بيقول الاحتياطي النقدي تآكل، وبالبلدي بيقول إحنا غرقنا.. طيب إيه . هااا.. إيه .. نصدق مين؟."
وقال أحمد خليل الجمال: "الإفلاس جاى ألف مبروك.. وتسلم الأيادى، ومتسمعوش كلام رئيس الوزرا بتاعه، اسمعوا كلامه هو بس".
المحافظ "الإنتربرايز"
وكان محافظ البنك المركزي طارق عامر قد قال، في حوار لمجلة "إنتربرايز" الاقتصادية: إنه كلما كان يقترب موعد تنفيذ عملية تحرير سعر الصرف، فإنه كان يشعر بمزيد من التحسن.
وقال "عامر": إنه "كلما كان يقترب يوم تنفيذ القرار، كلما كان يشعر بالراحة بشكل أكبر. وكنت قلقا من النتائج، ولكنني لم أقلق بشأن ما إذا كان هذا القرار الصحيح أم لا".
وزعم "عامر" أن "ما فعلناه هو نموذج للمنطقة بأكملها. وأنا أعتقد أننا الاقتصاد الوحيد في العالم العربي الذي حرر سعر صرف العملات الأجنبية فيه. وكل هذا حدث بسبب الشباب الذين يعملون في البنك المركزي، فبدونهم وبدون الرغبة السياسية في الإصلاح، لم يكن يمكننا أن ننجح بهذا الشكل أبدا!".