“الغذاء مقابل الجنرالات”.. بداية لـ”عسكرة رغيف العيش” لمقايضة الغلابة

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

في ظل أزمة الخبز الحاصلة خلال اليومين الماضيين في كافة المحافظات، بعد خفض حصة المخابز على الكروت الذهبية لصرف حصص المواطنين الذين يحملون بطاقات ورقية، والحديث عن إلغاء دعم الخبز، وتخفيض حصة المواطن من 5 أرغفة يوميا لثلاثة فقط، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن قرار وزارة التموين بخفض حصة الخبز من العيش، يعتبر تجاوزا للخط الأحمر، كون "العيش" هو وجبة الفقراء الأساسية في مصر.

وتابعت الصحيفة، في تقرير لها، اليوم الجمعة، أن عددا من محافظات مصر الكبرى شهدت مظاهرات متفرقة كرد فعل على خفض كمية الخبز المدعم، ليشير التقرير إلى أن وزارة التموين قامت بتقليل حصة الخبز المدعم للمخبز الواحد من 4000 إلى 500 رغيف يوميا.

وأشار التقرير، إلى أن المئات من المواطنين الأكثر فقرًا ملئوا الشوارع في كل من الإسكندرية والجيزة وكفر الشيخ والمنيا وعطلوا المرور، كما اقتحم عدد منهم مبان حكومية كرد فعل على قرار الحكومة، مرددين هتاف "عاوزين عيش إلا رغيف العيش"، مضيفًا أن الاحتجاجات جاءت في وقت ترتفع فيه تكلفة المعيشة للمواطن العادي بشكل متزايد ومستمر.

ونوه التقرير إلى أن القرار الأخير جاء ضمن سلسلة مستمرة أخذتها سلطات الانقلاب لتحاول الخروج من الأزمة الاقتصادية الأخيرة، من ضمنها تعويم الجنيه وتقليص دعم الطاقة بهدف إصلاح الاقتصاد المصري المحتضر، وتأمين حصولها على قرض قرض 12 مليار  دولار من صندوق النقد الدولي.

في المقابل، دافعت الحكومة عن تخفيض الخبز المدعم باعتباره خطوة ضرورية لمحاربة الفساد داخل النظام، وشددت على أن تأثير القرار يرتبط بالمخابز لا المواطنين.

يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت مصادر حكومية عن سر لقاء وزير دفاع الانقلاب صدقي صبحي، خلال يوم الإثنين الماضي، ليونيد زاياتس وزير الزراعة والأغذية البيلاروسي.

وقالت المصادر إن الجيش يسعى لاستيراد القمح من دول مثل روسيا وبلاروسيا من اجل التحكم في منظومة الخبز بعيدا عن وزارة التموين، لمقايضة الشعب المصري الجائع "الخبز مقابل استمرار حكم العسكر".

وأضافت المصادر أن لقاء صدقي صبحي ووزير الزراعة البلاروسي تناول استيراد بعض المحاصيل الزراعية على رأسها القمح والإنتاج الحيواني، ليبدأ الجيش في إنتاج الخبز كما دخل في تجارة اللحوم والدواجن والألبان، ومنها يكون الجيش قد تحكم في كافة السلع الغذائية والخبز بالكامل، ليستمر الشعب المصري المطحون تحت الحكم العسكري الذي يملك مفاتح طعامه وشرابه.

من ناحية أخرى، زعمت كسانيا سفيتلوفا، عضو الكنيست الإسرائيلي،  وقوع ثورة دموية في مصر، خاصة في ظل استمرار تراجع الجنيه المصري.

وأوضحت في مقال لها بصحيفة "معاريف" العبرية "كثير من الأمور تغيرت منذ هذا الوقت، ومرت في النيل مياه كثيرة، والشعب المصري الذي يقارب عدده الآن 100 مليون نسمة مستمر في العيش، في البقاء على قيد الحياة، وأحداث الربيع العربي وقضية مبارك لا تهمه وبعيده عن واقعه المعاش هذا، البراءة هي اللحن الأخير في سيمفونية الربيع المصري". 

وتابعت: "المتظاهرون في يناير 2011 أرادوا توزيع ثروة مبارك بشكل متساو على كل الفقراء، وهناك من حلم بإعدامه في الميدان، وقتها سألت المصريين (هل هذا سيحسن حياتكم؟) ولم يعرف أحد منهم الإجابة".