بعد هجوم “البشير” على دعم “سلفاكير”.. هل غضبت أبوظبي على السيسي؟!

- ‎فيأخبار

كتب أحمدي البنهاوي:

ليس من عادة الإمارات -في الأوضاع العادية- أن تسمح لضيوفها بالتصريح بأي شيء يمس علاقاتها الخارجية، ولكن أن يصرح الرئيس السوداني عمر البشير؛ لرؤساء التحرير المرافقين له في زيارته الحالية للإمارات بأن "الحكومة المصرية تدعم دولة جنوب السودان بالأسلحة والذخائر"، ما يعني ضوءًا أخضرًا إماراتيا يسمح للبشير بانتقاد عبدالفتاح السيسي، يحتاج إلى انتظار ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.

وهو ما اعتبره مراقبون التصريح الثاني من نوعه للبشير من قلب الخليج بعد تصريح قبل شهر يتعلق بتبعية حلايب وشلاتين للسودان، ويعني برأيهم، "تصعيدا كبيرا وواضحا بين السودان ونظام السيسي"، عوضًا عن معناه المبدئي بعدم رضا إماراتي عن التدخل المصري لصالح جنوب السودان، الذي يصب مباشرة في خانة المصالح الغربية وتهديدا للسودان، حيث المشاريع الإماراتية الاستثمارية والزراعية.

سلسلة الأحداث
وبات واضحا أمام أعين المحللين أن الرئيس السوداني في حوار مع قناة "العربية" أواخر يناير الماضي، نقل رسائل غاضبة للانقلابيين تتضمن: نفي إيواء معارضين للسيسي من الإخوان في السودان، ونشر صحف لاعتقال بعض الإخوان (بتهم الإقامة غير الشرعية) واتهام مصر على العكس بإيواء معارضين سودانيون وكذا "دعم دولة الجنوب ضدنا".

وطور البشير الصراع ونقله إلى داعمي مصر الرئيسيين السعودية والإمارات في زيارتيه الأخيرتين لهما، في رسالة ضغط واضحة.

وربط محللون ذلك بشعور البشير بالقوة عقب مساهمته في عاصفة الحزم ضد اليمن، وإزالة أوباما في يناير 2017، معظم إجراءات الحظر عن السودان.

وكرر الرئيس السوداني على رؤساء التحرير المرافقين له في زيارته الحالية للإمارات القول إن "هناك مؤسسات في مصر تتعامل مع السودان بعدائية"، بعدما اتهم في وقت سابق "المخابرات المصرية" وبرأ "السيسي"، كي لا يخسر العلاقات بالكامل.

حز شفرات
وناهيك عن التحركات الانقلابية الداخلية سواء في "البرلمان" أو في "الخارجية" لحز الشفرات تجاه السودان والسعي لردود فعل غير متوقعة، بعدما أعلنت لجنة العلاقات الخارجية بـ"برلمان العسكر، أنها ستناقش الرد المناسب على هذه التجاوزات، خلال اجتماعاتها التي ستبدأ اليوم الأحد، ومن المفترض أن يحضر سامح شكري، وزير "خارجية" الإنقلاب، هذه الاجتماعات لوضع تصور للرد على تكرار هجوم البشير على مصر.

فإن الخليج بات غاضبا على المنقلب.. فمرة يهاجمه البشير من السعودية والثانية من الإمارات -الراعي الرسمي للانقلاب- ولذلك توجهت أذرع في الانقلاب إلى تأكيد أن الهجوم جاء بمباركة دول الخليج التي أعطت الضوء الأخضر للبشير، عبر وسائل إعلامها، وتلك الدول تعتقد أنها بهذه الطريقة ستشكل ضغطًا خارجيًّا على مصر، عن طريق إثارة القضايا القديمة، وذهب البعض إلى أن تصريحات الرئيس السيسي خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، كانت تؤكد أن موقف مصر من القضايا الإقليمية لن يتغير، وأن مصر لن تتراجع عن موقفها تحت أي سبب.

حيث اتهم "النائب" حاتم باشات -وكيل لجنة الشئون الخارجية- البشير بمحاولة استغلال التوتر الموجود حاليًا بين مصر وبعض دول الخليج لشن هجوم غير مبرر على مصر، على الرغم من أنه التقى السيسي أكثر من مرة خلال الشهرين الماضيين، وجمعتهما قمة، لكن لا يوجد ما يبرر هذا التناقض بين تصرفاته مع الإدارة المصرية وهجومه عليها في الوقت ذاته".

وهاجم "نائب" السيسي الرئيس البشير واعتبره يحاول إلهاء الشعب السوداني عن مشكلاته الداخلية.

السيسي وإيران
وخسر السيسي السعودية، بعد سلسلة من السقطات بدءا من "فلوس زي الرز" وليس انتهاء باستضافة ودعم الحوثيين واللجوء للنفط الإيراني، إن لم يكن أقله تلويح السيسي من حين لآخر، بورقة التقارب مع إيران بل أنه مضى قدمًا في هذا التعاون والتقارب، مما أزعج دول الخليج، ومنها الإمارات.

وفي رؤية المعهد المصري للبحوث والدراسات أنه قد ترتب على هذا الموقف تغيير كبير في بعض الملفات المهمة للسعودية وحلفائها مثل الوضع في سوريا، والذي تغير لصالح إيران وحليفها بشار الأسد لعدة أمور منها، التدخل المصري الحقيقي في وضع في سوريا، ورغبة السيسي الحقيقية في بقاء بشار الأسد والدفاع عنه، لارتباط مصيرهما معًا، وكبداية تعاون بين القاهرة وطهران، هذا الموقف دلل على رغبة خليجية حقيقية لتأديب النظام المصري عبر قطع المعونات بالكامل، عنه وبداية لموقف جديد من هذه الدول تجاه السيسي".

أبوظبي تتململ
ورصد متباعون تصريحات لشخصيات تربطها علاقات بمحمد بن زايد، كمستشاره السياسي، حول أن السيسي أصبح عبئًا على كل دول المنطقة مما يعني أن الإمارات هي الأخرى باتت تغير موقفها من السيسي، بسبب تغير الموقف السعودي، فالأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، قال إن السيسي أصبح يمثل عبئًا كبيرًا على كل دول المنطقة، وهذه التصريحات التي تصدر لأول مرة من الإمارات تعطي دلالة قوية بأن دول الخليج وصلت إلى نقطة اللاعودة في وقف الدعم عن النظام العسكري في مصر بسبب موافقه التي تصب في صالح المحور المنافس لدول الخليج وهو إيران.. ومن هنا بات التقارب الحقيقي بين السيسي وإيران مشكلة وقت ليس إلا.