كتب- جميل نظمي:
في ظل الإهمال المستشري وعدم تقدير قيمة الآثار والتاريخ في ظل القمع والعمل وفق مبدأ إرضاء البيادة وفقط، تتعرض الآثار الإسلامية بمنطقة باب الشعرية إلى انتهاكات واضحة، على مرأى ومسمع الجميع، حيث تحولت المخازن الإسلامية الموجودة بالمنطقة منذ العهد الفاطمي، إلى غرف نوم لأطفال الشوارع، والمتسولين، بعدما استغلوا انعدام الرقابة الحكومية على تلك المخازن، فاتخذوها مقار لأعمالهم الإجرامية.
بجوار سور مصر الإسلامي بمنطقة البنهاوي في وسط القاهرة، ستجد الآثار الإسلامية التي صرفت عليها الدولة مبالغ طائلة لتطويرها مرتعًا لأطفال الشوارع، الغريب أنه منذ قيام ثورة يناير حتى الآن، لم تهتم الدولة بتمشيط هذا المكان الأثري وتطهيره من المخالفات التي تحدث بداخله.
وبجانب الإهمال تاجد آثار لحرائق طفيفة على الأحجار الأثرية، وحرائق أخرى داخل السراديب السرية التي اكتشفتها الآثار في السنوات القليلة الماضية؛ وذلك بسبب نوم الشباب في الأماكن الأثرية؛ حيث يقومون بإشعال النيران في الأخشاب، ووضعها على الأحجار الإسلامية، لطهي الطعام تارة، وعمل الشاي.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد لتحيط تلال القمامة بآثار المنطقة، حتى أخفت الكثير من معالمها التاريخية، ومع ارتفاع درجات الحرارة في مصر هذه الأيام، تشتعل تلك القمامة لتنذر بما هو أسوأ؛ حيث تأثر سور المنطقة بتلك الحرائق، فبعد أن تكفل أطفال الشوارع بإضرام النيران في تلك الآثار من الداخل، قبحت القمامة منظرها من الخارج، بل واشتعلت بها النار أيضًا، كل ذلك والدولة لا تعلم شيئًا، أو ربما تعلم ولم تتحرك.