كتب- سيد توكل:
لم يبد عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، موقفه الحقيقي من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المحتلة، على الرغم من الرفض العربي الفلسطيني، لكنه اكتفى بقول، "اليوم مصر تسعى لمنع تعقد موضوع السفارة الأمريكية في إسرائيل، بعد أن وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بنقلها من تل أبيب إلى القدس".
ووصف سياسيون تصريحات السيسي، بأنه بدأ بفروض الطاعة لترامب، ولم يعلن صراحة رفضه نقل السفارة، لكن كان رده "عائما"، لان موقفه يتوافق مع سيده "ترامب"، مشيرين إلى أن المكالمة الأخيرة من ترامب للسيسي قبل يومين كانت بخصوص السفارة، وأنها ليست المرة الأولى التي يطيع فيها السيسي ترامب.
تسوية لصالح الاحتلال
وكانت رئاسة الانقلاب الشهر الماضي، أعلنت موافقتها على تأجيل التصويت على مشروع قرار ضد الاستيطان الصهيوني، في مجلس الأمن الدولي، بعد اتصال تلقاه السيسي من دونالد ترامب، تناول مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الصهيوني.
وكشفت صحف دولية، أن السيسي وترامب "اتفقا على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية، بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية، وأن ترامب وعد نتنياهو بحل الأزمة، ورفض التصويت.
وقال مختار غباشي، خبير الشأن العربي، أن مكالمة ترامب للسيسي كانت عبارة عن ضغوط أمريكية من الجانب الاسرائيلي لتأجيل مشروع الاستيطان، موضحاً أن السيسي وافق لينتظر ليعرف سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في المنطقة، مؤكداً أن واشنطن مارست تلك الضغوط لحماية وحفظ أمن إسرائيل في المنطقة.
وقال موقع واشنطن إكزامينر الأمريكي، أن السيسي في أواخر ديسمبر قام، بطلب من ترامب، بتجميد مشروع قرار مصري، في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي، قبل أن تقدمه دول أخرى ويتم تمريره.
اتفاق مشبوه
وجاءت المكالمة الثانية من ترامب للسيسي بعد تنصيبه رسميا كرئيس لأمريكا، أم فيها ترامب السيسي بدعم أمريكا في قرارها بنقل السفارة الأمريكية لإسرائيل من تل أبيب للقدس، لذلك جاءت تصريحات السيسي عائمة ولم يبين موقف مصر الحقيقي.
وقالت صحيفة ذا هيل الأمريكية، إن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عبد الفتاح السيسي، تأتي في وقت يدرس فيه الأول نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس، مشيرة إلى أن اتصاله بالسيسي جاء بعد يوم من اتصال ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ورأى سياسيون، أن السيسي، يطيع ترامب في كل أوامره مقابل دعمه في محاربة الإخوان المسلمين، خصوصا أن ترامب يبدي عدائه للإسلاميين بشكل عام، وأن السيسي الشترط على ترامب دعمه في محاربة الإخوان المسلمين.
التضييق على الجماعة
وقال د. سامي عاشور القيادى بحزب مصر القوية، أن ترامب سيحاول التضييق على الجماعة بالتدريج داخليا وخارجيا، مشيرا إلى أنه سيتعاون مع كل الحكومات التى تعادى الإخوان، لأن الإخوان أعداء تقليديين للصهاينة أكبر الداعمين له، وهو ما يعجب السيسي بالطبع.
وقال موقع "نيوز وان" الإسرائيلي، أن القيادة المصرية تعتقد أن إدارة ترامب ستعمل على تكثيف تعاونها مع مصر في الحرب على الإرهاب، وتساعد الجيش عبر التعاون الاستخباراتي، فضلا عن أنها ستمنح مصر مجموعة من المعدات التقنية لمساعدتها في مكافحة الإرهاب.
وأضاف، كما أنه وفقا للسياسة الأميركية الجديدة مصر تستعد للاستفادة من الحرب السياسية ضد الإرهاب التي تنسجم مع سياسات الرئيس ترامب، وبناء على تعليمات من السيسي بدأت وزارة العدل المصرية إعداد ملف مفصل عن جميع أنشطة الإخوان في البلاد.
"عضمة للكلب"
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد أوقفت المساعدات العسكرية لمصر وقيمتها 1.3 مليار دولار سنويا عام 2013 وذلك عقب إطاحة الجيش بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، الأمر الذي جعل السيسي يتقرب من ترامب، لعودة المعونات من جديد.
وقال شون سبايسر المتحدث باسم ترامب إن الرئيس الأمريكي "أكد التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية بين البلدين التي ساعدتهما على مواجهة التحديات في المنطقة لعقود"، فيم قال المتحدث باسم رئاسة الانقلاب، إن الرئيس الأمريكي "أبدى تقديره لما تحملته مصر من صعاب خلال حربها ضد الإرهاب" وأكد التزام الإدارة الأمريكية بدعم مصر.
وتعد مصر ثاني أكبر دولة تتلقى المساعدات العسكرية سنويا من الولايات المتحدة، لكن بعد وقف المعونات والدعم، تم تجميد تسليم مصر مساعدات عسكرية، تشمل مقاتلات إف 16 وطائرات أباتشي وصواريخ هاربون ودبابات، وجعلتها رهنا بإحراز تقدم ملموس نحو الديمقراطية.
وفي عام 2015سُمح بتسليم مصر طائرات أباتشي فقط، لمساعدتها في العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب في سيناء.