صحفى اقتصادي: لهذه الأسباب يروّج “ساويرس” شائعات تحويل ثروته إلى ذهب!

- ‎فيتقارير

كشف الصحفى الاقتصادي مصطفى عبد السلام، عن أسباب إعلان رجل الأعمال نجيب ساويرس تحويل نصف ثروته إلى ذهب، مشيرا إلى أن ساويرس وأمثاله يطلقون مثل هذه التصريحات المثيرة عندما يريدون الخروج من استثمار محدد وليس دخوله وضخ أموال به، وأن هؤلاء يعلنون عن مثل هذه الأمور والقرارات الجوهرية المتعلقة بشركاتهم واستثماراتهم وملياراتهم عندما يحقق الإعلان مصالحهم، ويجنون من وراء تصريحاتهم تلك عوائد إضافية.

وقال عبد السلام، في مقال له عبر صفحته على فيسبوك: “في البورصة المصرية مثلا عندما يريد كبار رجال الأعمال، أو ما يطلق عليهم (الهوامير) في الخليج، تحقيق أرباح ضخمة على حساب جثث صغار المستثمرين، كان هؤلاء يسارعون بشراء مزيد من الأسهم المطروحة في البورصة ويعطون تعليمات لشركات السمسرة وبنوك الاستثمار بشراء كميات ضخمة من الأسهم لصالحهم، خاصة في الشركات التي يستحوذون على حصة رئيسية بها، والنتيجة حدوث ارتفاعات قياسية في الأسعار بالبورصة بسبب زيادة الطلب، خاصة أن هؤلاء يضخون عشرات الملايين في عمليات الشراء لأن لديهم السيولة الكبيرة، وهو ما يعطي انطباعًا للعامة من الجمهور بأن استثمارات عربية وأجنبية طازجة وجديدة تم ضخها في سوق الأوراق المالية”.

وأضاف عبد السلام “هنا يتصور صغار المستثمرين أن البورصة “طالعة”، وأن موجة صعود ستشهدها الأوراق المالية المطروحة خلال الفترة المقبلة، ودليلهم أن كبار رجال الأعمال يشترون أسهمًا بكميات ضخمة، ولكن بعدها يسارع الصغار بشراء الأسهم المطروحة للبيع فى موجة تسمى “سياسة القطيع”، وأحيانا كان هؤلاء الصغار يبيعون كل ما لديهم من ذهب وفضة لشراء أسهم، بل ويقومون بتسييل الأموال المودعة في البنوك أو بيع الأراضي والوحدات السكنية؛ لأن الأرباح المتوقعة أكبر من عوائد البنوك والعقارات من وجهة نظرهم، وفي هذه اللحظة يستغل كبار المستثمرين ورجال الأعمال موجة الصعود، فيبيعون ما في حوزتهم من أسهم ويحققون عوائد وأرباحًا ضخمة خلال فترة زمنية قصيرة.

وتابع عبد السلام قائلا: “شخصيا أعرف عددا من كبار رجال الأعمال الذين كانوا ينشرون الشائعات حول شركاتهم حتى ترتفع أسعار أسهمها المدرجة في البورصة، وبعدها يبيعون جزءا من الأسهم التي بحوزتهم واستخدام حصيلتها لسداد مديونيات البنوك، وكان من بين هذه الشائعات التي يحرص رجال الأعمال على نشرها، إجراء مفاوضات مع البنوك تمهيدا لتسوية نزاع حول مديونيات متعثرة، أو قرب عودة رجل أعمال هارب وحذف اسمه من قوائم ترقب الوصول، أو حصول الشركة على قرض ضخم من البنوك لإجراء توسعات مستقبلية وإضافة خطوط إنتاج، أو تلقي الشركة المدرجة في البورصة عروض شراء من مستثمرين أجانب للاستحواذ عليها”.

وعبر عبد السلام عن أسفه من تضرر الصغار من هذه الشائعات، قائلا: “للأسف كان الصغار هم أكثر المتضررين من هذه الشائعات؛ لأنهم يكتشفون زيفها لكن بعد فوات الأوان، وبعدما تكون “الفأس وقعت في الرأس”، واشتروا أسهم هذه الشركات بأسعار عالية، وإذا ما أرادوا التخلص منها فسيتم بيعها بأسعار منخفضة، وبالتالي يتعرضون لخسائر، أو لينتظروا حتى أقرب موجة ارتفاع يحركها كبار رجال الأعمال”.

وأضاف عبد السلام: “أخشى ما أخشاه أن تندرج تصريحات ساويرس الأخيرة تحت بند الممارسات التي يقوم بها بعض رجال الأعمال، ليس في البورصة المصرية بل في بورصات عربية أيضا، وتستهدف تحقيق أرباح ضخمة على جثث صغار المستثمرين، خاصة أن ساويرس خرج يوم السبت 5 مايو ليعلن أن تصريحاته لتلفزيون بلومبيرغ كان المقصود منها أنه استثمر نصف ثروته في شركات متخصصة في التنقيب عن الذهب، وليس في شراء مباشر للذهب، واللافت هنا أن ساويرس علق على حواره للتلفزيون الأمريكي بعد إذاعة الحوار بخمسة أيام، فلماذا صمت الأيام الخمسة إذا ما كانت التصريحات المنسوبة له غير دقيقة؟”.

وتابع قائلا: “لو صدقت رواية بلومبيرغ يكون ساويرس قد اشترى ذهبا بنحو 2.85 مليار دولار تمثل نصف ثروته، وهو مبلغ ضخم لا بد أن يتسبب في حدوث قفزات ملحوظة في سعر الذهب في حال ضخه، وهو ما لم نلحظه في أسواق المعادن العالمية خلال الفترة الماضية”، مشيرا إلى أنه “حتى الآن لم تخرج علينا مؤسسة عالمية محايدة أو بنك استثمار له سمعة عالمية لينصح بالاستثمار في الذهب على المدى القصير والمتوسط، وبالتالي يجب أن نتعامل مع تصريحات ساويرس بالحذر، وأخشى ما أخشاه أن يؤدي هذا التصريح نحو اندفاع ملايين المستثمرين حول العالم لشراء الذهب، وبالتالي زيادة سعره، وهنا يجدها ساويرس فرصة ذهبية لبيع ما اقتناه ولكن بسعر أعلى”.