ما الذي يجمع شيخ الأزهر بمجرم حرب؟

- ‎فيتقارير

يوم سقوط شيخ الأزهر

والعجيب أن شيخ الأزهر الذي انتفض لأجل محاربة الإرهاب ونشر المحبة والسلام، لم نره ينتفض لأشياء وأمور أخرى يندى لها جبين الإنسانية جمعاء، لم يدين الطيب جريمة توني بلير بالاشتراك مع جورج بوش الابن في تدمير وسحق العراق، وقتل ملايين البشر وتدمير شعب وأرض لا يزال يئن إلى اليوم تحت سطوة الميلشيات التي خلفها الاحتلال الأمريكي البريطاني، كما أنه لم ينطق كلمة عن المعتقلين رافضي الانقلاب ولا سجناء الرأي في مصر أو سجن الشباب دون جريرة.

يقول الناشط السياسي مدحت كساب: “بعد غزو وطن عربي اسمه العراق واحتلاله وإسقاط الحاضرة العربية الجميلة بغداد؛وبعد مئات آلاف القتلى والجرحى؛ الذين لم نصل بعد لإحصائيات دقيقة وحاسمة حولهم؛ لأن الجنرال تومي فرانكس، قائد حملة الغزو على بغداد واجه الصحفيين بشأن ضحايا الحرب قائلا: “نحن لا نعد الجثث”؛وبعد تشريد مئات الآلاف وتدمير البنية التحتية وترك العراق وطنا مهلهلا متناحرا؛وبعد اعتذار سمج من توني بلير صاغه محاميه بحرفية لكي يفلت من ذمة العدالة والمحاكمة؛ شيخ الأزهر يلتقي اليوم مجرم الحرب توني بلير من أجل دعم قيم السلام والحوار والتعايش!”.

وأطلق نشطاء هاشتاج “#اعتذر_يا_شيخ_الأزهر”، لكن لا يعلم أغلب هؤلاء النشطاء أن شيخ الأزهر صوفي ليبرالي يعشق الحياة الغربية، وأنه يعاني وتلك حقيقية من ارتداء الجبة والعمة والكاكولا، وكشف في وقت سابق عن واقعة له تسببت في حرج بالغ عندما كان يعيش مع أسرة فرنسية مكونة من أم وابنتها الشابة فقط، في السبعينات من القرن الماضي، قائلا إنه في بداية معيشته مع الأسرة وضع عدة شروط حفاظًا على عاداته، مثل أنه لا يجلس على طاولة طعام بها خمر!

فتوى تدمير العراق

وولعا بالغرب وعشقاً لحياتهم وقيمهم الليبرالية المنفتحة على الآخر، أفتى الطيب بأن الأوروبيين ينطبق عليهم حكم “أهل الفترة” فلن يعذبهم الله؛ لأنهم بلغتهم الآن دعوة النبي محمد بطريقة مغلوطة ومغشوشة ومنفرة، وأوضح في برنامجه “الإمام الطيب”، أن الناس في أوروبا الآن لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يرونه على الشاشات من قتل وغيره، ولذا ينطبق عليهم ما ينطبق على أهل الفترة؛ لأن العلم لم يحصل عندهم.

وقال الناشط أبو عبد الرحمن: ”يا بخت الأوروبيين مش هيخشوا النار أخدوا الصك خلاص شكلنا إحنا بس اللي هنتحاسب”، العجيب أن السفاح “بلير” أعرب في وقت سابق عن حزنه العميق لما حدث في العراق بعد التدخل العسكري لإسقاط صدام حسين، مصرا في الوقت نفسه على أنه اتخذ قراره في العام 2003 “بحسن نية”، والسؤال للشيخ الطيب ما حكم قتل المسلمين في العراق وسوريا واليمن وليبيا ورابعة والنهضة بـ”حسن النية؟”.

ووجه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رسالة شديدة اللهجة إلى الطيب، حول تأييده الانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، وجاء في رسالة القرضاوي، التي نشرت على الموقع الإلكتروني للاتحاد، في مقال تحت عنوان “وقفات مع شيخ الأزهر وقضية الانقلاب على الشرعية”، أنه “كان ينبغي ألا تلوث عمامة الأزهر، ولحية شيخه، بمساندة هؤلاء، الذين أثبتت الأيام القليلة الماضية فساد طوياتهم، وسوء مكرهم، وظمأهم نحو السلطة، وسعيهم إلى سدة الحكم عبر دماء الشهداء، وأشلاء الأحرار، كنت أحسب أن يكون موقف صديقنا شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إذا عرض عليه مثل هذا الأمر، أن ينتفض انتفاضة العالِم الغيور، الذي يخاف على شعبه، ويخشى قبل ذلك ربه، ويقول لمن عرضوا عليه هذا الأمر: هذا لا يجوز شرعًا.. هذا عقد شرعي ملزم، بين الرئيس وبين الشعب، مؤيد بالقرآن والسنة، ويجب على الجميع رعايته وحفظه”.

ستظل لعنة العراق تلاحق توني بلير، لا لشيء سوى لأن أخطاءه أدت إلى تدمير بلد بكامله ولم تحقّق أي نتيجة إيجابية على حد تعبير والد لضابط بريطاني في الرابعة والثلاثين من العمر قتل في جنوب العراق، لن ينفع بلير أن يمسح أقدامه ويديه ومؤخرته الملطخة بدماء العراقيين في عمامة أحمد الطيب، وبموافقة من السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، والسؤال هل كان مطلوبا الخلاص من صدّام حسين، أم الخلاص من العراق وشعبه المسلم، وهو ما حققته بالفعل الحرب الأمريكية البريطانية الإيرانية؟