“الخمرة تطيل العمر”.. صحف السعودية تطبل بما لا يرضي الله

- ‎فيعربي ودولي

لم تكد تمضي أربعة أيام على تعيين تركي آل الشيخ، رئيسا جديدا للهيئة العامة السعودية للترفيه، حتى بدأت آثار الرجل تظهر مثل البثور والدمامل في وجه الصحافة السعودية، حيث تعهد بأنه سيبدأ مهمة نشر الفساد من مصر في منتصف شهر يناير الجاري، وفي واقعة تمثل ترويجا علنيا للحرام نشرت صحيفة “إيلاف” السعودية والمقربة من آل الشيخ، مقالا يتحدث عن فوائد النبيذ والبيرة.

وقال آل الشيخ عبر حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك”: “سأقوم في منتصف شهر يناير القادم إن شاء الله بعدة زيارات خارجية، أبدأها بمصر العزيزة لتوقيع عدة اتفاقيات للترفيه، تشمل مسرحيات وحفلات”، وأضاف “سأقوم بعدها بزيارة للمملكة المتحدة والولايات المتحدة والبرتغال للاتفاق على فعاليات ترفيهية”.

السعودية التي تعد أكبر بلد إسلامي من حيث التأثير، ورغم انخراطها في حرب دامية باليمن، وتسبب سياستها في ضياع العراق وسوريا لصالح إيران، هو الاعلان الغريب لما يسمى رئيس هيئة الترفيه في السعودية، التي جاءت في أعقاب تهاوي دور “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بأن المملكة ستستثمر 64 مليار دولار بقطاع الترفيه في السنوات العشر المقبلة، ليكون بذلك الغناء والرقص ربما من وسائل مقاومة المد الشيعي الصفوي، وربما لاستكمال تحرير فلسطين من الصهاينة، بعد أن سقط الرهان على البندقية وبقي الرهان على شرب الحشيش والشيشة وعلى العلاقات الغرامية.

تطبيل للحرام

من أقصى اليمين المتحفظ والفتاوى والخطب الى اقصى الانفتاح حيث حفلات الرقص والطرب، هكذا يصف المراقبون حال المملكة المتحولة الان وكانها قطعة تخرج من جليد متجمد لترمى نارا مستعرة، ويبدو أن صحيفة “إيلاف” بدأت التطبيل باكرا في مساعدة لرئيس هيئة الترفيه الجديد، وأصبحت تتحدث عن مثل هذه الأمور بلا حرج منذ قدوم ولي العهد محمد بن سلمان.

وقالت للسعوديين الذين تعودوا على الشرب من ماء زمزم المقدس، أنّ كأسا من النبيذ أو قدحا من البيرة في اليوم لا يؤذي كبار السن، بمن فيهم المصابون بعجز القلب، بل يساعد في الحقيقة على إطالة عمرهم.

بركات ابن سلمان المعروف في أرض الحجاز بلقب الأمير المنشار، بعد تورطه في قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، بدأت بالظهور في كل نواحي الحياة في بلاد الحرمين، من بداية إنشاء هيئة الترفيه التي جاءت بدلا من هيئة الأمر بالمعروف التي كانت تمنع الفاحشة في أرض الحرمين، والترفيه يهطل على الشعب بزخات كبيرة متتابعة لم يعد المواطن السعودي يتحملها.

ففي مشهد مثير وغير مألوف في بلاد الحرمين يعكس ما هي مقبلة عليه السعودية في عهد محمد بن سلمان ورؤيته للانفتاح والتحول لبلد علماني يتبرأ من دينه وعاداته الاجتماعية المتحفظة، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطع فيديو لشابة سعودية مرتدية عباءة مفتوحة من الجانبين، ليتضح أنها لا ترتدي بنطالا، حيث اكتفت بهوت شورت.

غيروا العلم

وشن الداعية التونسي المعروف الشيخ بشير بن حسن هجومًا عنيفًا على محمد بن سلمان، وطالب بتغيير شعار العلم السعودي بعد وضعه مع كلمة التوحيد على زجاجات الخمر، ودون “بن حسن” في منشور له عبر صفحته الشخصية بفيس بوك، ما نصه: “نطالب المملكة العربية السعودية بتغيير شعار رايتها الوطنية؛ نظرا للتغيير الجذري الذي انتهجته منذ ولاية العهد الجديد للمدعو “بن سلمان” فقد رأينا تلك الراية وقد التحفت بها امراة شبه عارية! واستعمل ذلك الشعار أيضًا في ألعاب ضوئية في استقبال عدو الله “ترامب” وقل مثل ذلك في مهرجان الكاتش الأخير وغيرها من السفه والانحراف الأخلاقي بدعوى الترفيه!!”

وتبرز ظاهرتان بعد لقاء الأمير محمد بن سلمان وترامب في البيت الأبيض: الظاهرة الأولى هي السعي السعودي المحموم للتطبيع مع إسرائيل حيث تحولت الامور والاشارات من السرية التامة إلى العلانية التي لا تخفيها السعودية أو إسرائيل، ويتم الآن الترويج لهذا الأمر بصورة مدروسة بدأت بانور عشقي ثم دخل الأمير تركي الفيصل على الخط، وأقحم إعلاميون في معركة الترويج التدريجي لكي يتم جس نبض الشارع، وايضا جعله يتقبل الجرعة الأخيرة قوامها فتح العلاقات العلنية رسميا بين الشقيقين الحميميين الصهيوني والسعودي.

تطبيع منحلّ

الجانب الآخر هو التطبيع الثقافي والتحول من التحفظ في الخطب إلى الرقص على الأنغام والطرب وها هي المملكة بقيادة بن سلمان الرافض للتيار المحافظ، يقود حملة كبيرة من أجل إدخال الانحلال والحفلات الراقصة وتستسيغها شرائح كبيرة في المجتمع السعودي، كانت تمارس خلف الكواليس في مضافات سرية، لكن بن سلمان سمح لها أن تكون هذه المرة في العلن ورغم أنوف كبار علماء المملكة الذين تم تغييبهم خلف القضبان.

وبينما تستمر المجازر المروعة التي لم يشهد لها العالم المعاصر مثيلاً في سوريا الجريحة، حيث تباد الإنسانية علاوة على المسلمين الموحدين، بمشاركة وتواطؤ دوليين، وبينما تقرر واشنطن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ينخرط الحكام العرب جميعهم بلا استثناء في لعبة دس الرؤوس في التراب على شاكلة النعام، في حين يزايد بعضهم على هذه الحالة الساخرة، بأن يبحثوا لأنفسهم وشعوبهم المقهورة، على الترفيه في زمن الهزيمة، والغناء في زمن الردة، ليحققوا بذلك المثل الجزائري القائل “سيدي مليح وزادو لهوى والريح.