كانت هناك فرصة لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ليثب للعالم العربي والإسلامي انه سفير السعادة والإنسانية كما يزعم في إعلامه، لكن كأس أسيا اظهر الوجه المظلم والظالم والحاقد في نظام الإمارات؛ فطريقة تعامله مع جارته قطر التي يحاصر أرضها وسمائها، والفجور في الخصام الذي تعرض له القطريون، جعل العالم يتعاطف مع قطر وحصارها ضد عصابة الخليج.
١٥ مليون جنيه إسترليني دفعتها الإمارات والسعودية، لمسئولين بريطانيين لتشويه سمعة قطر حتى يتم سحب بطولة كأس العالم٢٠٢٢ من الدوحة، وهذا دليل على الحسد والخوف أن تفوز دولة قطر بكاس العالم، وتصبح أول دوله عربيه وإسلامية تفوز بكاس العالم.
يقول الناشط إبراهيم المصري:” هل تعلم أن الإمارات دفعت أموالا طائلة لإفشال إقامة كأس العالم في قطر أكثر من تكلفة استضافة قطر للبطولة؟ فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة .. ثم يُغلَبون”.
ويقول الناشط سلمان محمود:” الإمارات ودول الحصار خلقت العذر للحصار لقطر كي تفشل فى استضافة كاس العالم لكن أراد الله أن تستضيفه وقبل الاستضافة حصدت كاس آسيا هذه إرادة الله في إذلال عيال زايد أمام الشعوب العربية”.

دلالات كأس آسيا
الإمارات استنزفت كل السبل لسحب كأس العالم من قطر، تبقى لها آخر شئ وهو غزوها أو حتى إرسال عدد قليل من الصواريخ لتجعل من المنطقة غير أمنه، وبالتالي لا تصلح لإقامة تظاهره يحتشد ويتابعها كل العالم، وعلى قطر الخفة وسرعة الحركة الاستخباراتية أولا ثم الدبلوماسية الرادعة.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن تسريبات ووثائق وشهادات جديدة، تكشف عن مساعي غانم نسيبة ومؤسسته كورنرستون للاستشارات، لتحريك الصحافة الغربية والرأي العام ضد فوز قطر باستضافة مونديال 2022، والتشكيك في قدرتها على احتضان هذا الحدث في ظل خلافاتها مع جيرانها، وبدعم من الإمارات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن التشكيك في قدرة قطر على استضافة حدث ضخم بقيمة نهائيات كأس العالم، يعود إلى العام 2010، حين راسلت مؤسسة استشارات بريطانية مغمورة تدعى “كورنرستون غلوبال أسوشياتس” المسؤولين القطريين عارضة عليهم المساعدة في الترويج للملف القطري، باعتبار أن هذه الدولة “صغيرة، ترابية وساخنة، ويعتبرها كثيرون من المحللين غير مؤهلة لاحتضان الحدث الأبرز في عالم كرة القدم، في ظل تزايد مشاكلها في مجال العلاقات العامة”.
جني ملايين الدولارات
الإمارات فشلت في جولاتها لتأجيج الكراهية ضد قطر، وانقلب الوضع لزيادة حب قطر أرضا وشعبا وحكومة وأميرا ، وكأس آسيا كان اختبارا لمصداقية قيادة ابوظبي أمام العالم، خطتهم لنشر الفوضى في العالم الإسلامي فشلت، وقد يتراجعون قليلا لتنفيذ أجندتهم من تحت الطاولة لكن فكرهم لن يتغير أبدا.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن القطريين رفضوا حينها عرض المؤسسة البريطانية، لكن سيل الهجمات على الملف القطري تواصل، مع طرح عدة تساؤلات حول قدرة هذه الإمارة الصغيرة على إنجاح حدث عالمي، ووصل الأمر إلى التشكيك في عملية التصويت التي نالت على إثرها قطر شرف التنظيم، وطريقة معاملتها للعمال المهاجرين، وظهرت تقارير صحفية، أبرزها ما ذكرته شبكة الـ بي بي سي، تتحدث حول وجود خطر سياسي يحيط بتنظيم كأس العالم في قطر، بسبب الخلافات السياسية مع جيرانها.

وأوضحت الصحيفة أن ما نشرته الـ بي بي سي حينها خلف سيلا من الجدل في الصحافة البريطانية والدولية، وكان الجميع يناقشون هذا الموضوع الذي يركز على قطر ويتساءل حول ما إذا كانت دورة كأس العالم قطر 2022 في خطر، وقد نقل عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنهم لا يعلمون ما إذا كانت الدورة ستجرى كما هو مبرمج لها أم لا، ولكن ما كان مثيرا للانتباه حينها ليس الخلاصة التي توصلت إليها هذه التقارير الصحفية، بل المصدر الذي يقف وراء نشرها، وهو مؤسسة كورنرستون جلوبال أسوشييتس.
استغلال
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن نسخة 2022 من كأس العالم ستكون الأولى من نوعها التي تنظم في العالم العربي، وقد أثار حصول قطر على هذا الشرف الكثير من الجدل منذ الإعلان عنه. ولكن منذ أن فرضت المملكة العربية السعودية وإلى جانبها الإمارات حصارا على قطر منذ 19 شهرا، أصبحت هذه الدورة جزءا من الصراع الجيوسياسي الذي تشهده منطقة الخليج، وكان الهدف هو إفشال الدورة، أو في أسوأ الحالات إجبار الدوحة على تقاسم تنظيمها مع خصومها في المنطقة.
وأضافت أن مؤسسة الاستشارات استغلت هذا الوضع لصالحها، إذ يتسابق هذا النوع من الشركات لعرض خدماته على مختلف أطراف الأزمة. وتعمل هذه الشركات على توجيه الرأي العام وإقناعه بموقف ما، سواء بمشاركة التنظيم بين قطر وجيرانها أو باستئثارها به، وفي المقابل فهي تجني ملايين الدولارات نتيجة للعمل الذي تقوم به.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق، إلى أن هذه الأنشطة عرفت تاريخيا بقدرتها على التأثير على الرأي العام، إذ إن حرب التسريبات وفضح الأسرار وكشف الولاءات يمكن أن تؤثر على مسئولين رفيعي المستوى، وحتى الرئيس دونالد ترامب، مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة.