يعاني كثير من المنتمين لصاحبة الجلالة في مصر من الانتهاكات والتنكيل؛ بعدما قُصفت أقلامهم، وصودرت كامراتهم، ومُزّقت أوراقهم، ويقبع كثير منهم في السجون تحت وطأة تنكيل نفسي وجسدي غير مبرر، فضلاً عن حرمانهم من ذويهم وأعمالهم.
فى هذا الإطار، كان نموذج الزميل الصحفى احمد زهران ممن وقع عليهم الأمر فى دولة الانقلاب العسكرى، حيث كشفت مروة عزام زوجة الزميل الصحفى عن تدهور حالتة الصحية من خلال منشور عبر” فيس بوك” .
وعلقت “عزام” على الأمر فقالت:”أحمد كان عرضه يوم الثلاثاء وكان يوم ميلاده يوم الخميس21/2 لم أستطع أن اكتب شئ بسبب الحزن والقهر ،لم أستطيع رؤية أحمد والاطمئنان عليه لثامن شهر علي التوالي .
وأضافت:”يوم الجمعة الماضية جائتني رساله من أحمد .رغم مرور سنتين علي إصابتة وعدم إمكانية معرفة حالتة الصحية والاطمئنان عليه أو التواصل معه. علمت أنه لايزال يعاني من إصابته وأنه يعاني من الإهمال الطبي داخل العقرب وحالته ليست جيدة.

وأكد أن الزميل الصحفى ما زال يعاني من الدوار والدوخه التي تأتيه كثيرا يصل به الأمر الي الإغماء لساعات طويلة،وأن مكان الإصابة لم يلتئم حتي الآن ولم يلتئم العظم جيدا ورأسه مجوف علي حسب وصفه..طلب العرض علي طبيب السجن أكثر من مرة ولم يستجب له.
وتابعت والكلام لزوجتة:طلبنا من المحكمة أكثر من مرة عرضة علي الطبيب لم يستجب لنا .ثم اردفت:لا أعلم كيف حالة وكيف يعيش وهو في هذه الحالة ،فلا يسمحوا لنا بدخول أدوية خاصة بالمخ والاعصاب.وعبرت عن حزنها بقول:لا أعلم ماذا أفعل ولا كيف أتصرف وأنا أعلم هذا عن زوجي ولا أملك أن أفعل له شئ.
أعوام قهر صاحبة الجلالة
وتباينت الإحصاءات في رصد عدد الصحفيين المعتقلين بالسجون المصرية؛ ففي الوقت الذي أشار تقرير للمرصد العربي لحرية الإعلام إلى أن عدد الصحفيين المعتقلين بلغ 94 معتقلاً، لفت تقرير لجنة الحريات والدفاع عن الصحفيين بنقابة الصحفيين إلى أن عدد المعتقلين الممتهنين للصحافة يزيد على 25 صحفياً، ويندرج الباقون تحت بند سجناء الرأي وقضايا النشر.
أسوأ وضع
من جانبه، أكد عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، خالد البلشي، أن الفترة الحالية هي الأشد سوءاً في أوضاع الصحافة والصحفيين والانتهاكات التي يتعرضون لها، وكذلك هي أسوأ أوضاع يمر بها الإعلام بمصر من محاولات للسيطرة عليه.
وفي حديث له ، أشار البلشي إلى أن لجنة الحريات والدفاع عن الصحفيين “رصدت في آخر تقرير لها أن عدد الصحفيين المعتقلين والذين يمارسون مهنة الصحافة يزيدون على 25 صحفياً”، لافتاً إلى أنه “تم اعتقال عدد من الصحفيين بالفترة الأخيرة ولم يتم حصرهم بالتقرير”.
وتابع البلشي: “البعض يوثّق العاملين بالمؤسسات الإعلامية على أنهم صحفيون، لكن الواقع أنهم سجناء رأي ومواطنون صحفيون؛ فالصحفي هو من يمارس مهنة الصحافة”.

استهداف الصحفيين
وفي السياق نفسه، لفتت مسؤولة الملف المصري بمنظمة هيومان رايتس مونيتور، سلمى أشرف، أن المنظمة رصدت اعتقال نحو 100 صحفي بالسجون المصرية منذ انقلاب يوليو 2013 وحتى الآن.
وقالت أشرف إلى أن “الصحفيين بمصر يواجهون سياسة تكميم الأفواه؛ فلا تكاد تجد صحفياً يكتب عن مواضيع سياسية يعبر فيها عن رأيه أو ينقل آراء المواطنين بحرية إلا وجدته خلف القضبان”.
ولفتت إلى أن “السلطات المصرية تستهدف الصحفيين بهدف إيقاف إيصال الحقيقة للعالم وتقويض حرية الرأي والتعبير”، مشيرة إلى أن “الإعلام هو أحد الأدوات القوية لنقل الصورة عن حقيقة ما يجري في البلاد التي تحظى بحكم عسكري كمصر”.
وتابعت: “لا يعتقل فقط من يكتب في السياسة إنما يعتقل كل من كان له رأي مؤثر ومستقل، وقد تتجاوز فترات الحبس الاحتياطي السنتين وأكثر.
وأردفت مسؤولة الملف المصري بهيومان رايتس مونيتور: “فيُمنع الصحفيون أحياناً من التواصل مع العالم الخارجي أو من زيارات الأهالي، وتصادر الأقلام والأوراق؛ وهذا انتهاك جسيم لأبسط حقوقهم في حرية الرأي والتعبير وحقوقهم كسجناء”.
341 انتهاكًا
جدير بالذكر أن التقرير السنوي للمرصد العربي لحرية الإعلام، الذي صدر مؤخرا،كشف عن 341 انتهاكًا وقع في العام 2018، نرصدها كما يلى:
استمرار حجب 509 موقعا إلكترونيا وإدراج 37 صحفيا وإعلامياً ضمن قوائم مايطلق عليها”الإرهاب” وحبس 89 صحفيا بينهم 6 صحفيات و57 انتهاكاً تمثل قيوداً على النشر ،فضلا عن 36 انتهاكاً ترتبط بفرض قرارات إدارية تعسفية و24 انتهاكاً عبر المداهمات والاعتداءات على الإعلاميين وصدرو قرارات بالفصل التعسفى لأكثر من 298 إعلامياً وصحفيا.