تحدى مئات الآلاف من السودانيين قرار الجيش وقيادة المجلس العسكري، بعد إعلان الانقلاب العسكري على ثورة الشعب السوداني ضد حكم الرئيس المخلوع عمر البشير واختطاف الثورة، حيث اعتصم آلاف المتظاهرين السودانيين خارج وزارة الدفاع في الخرطوم للمطالبة بحكومة مدنية، في تحد لحظر التجوال، ودعوا إلى تنظيم صلاة الجمعة أمام مقر الوزارة، وذلك في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير بعد 30 عامًا من حكمه للبلاد بقبضة من حديد.
ونقلت “رويترز” عن المتظاهرين الذين خرجوا في احتجاجات شبه يومية ضد البشير، هتافهم ورفضهم قرار تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شئون الدولة لمدة عامين، وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات لحين تشكيل حكومة مدنية. ودعا النشطاء إلى تنظيم صلاة الجمعة خارج مجمع وزارة الدفاع.
وقال شاهد لـ”رويترز”، إن نشطاء يرتدون سترات صفراء تولوا تنظيم المرور حول المجمع صباح يوم الجمعة، وأداروا حركة السير من وإلى مكان الاعتصام. وأغلق النشطاء أيضا جسرًا رئيسيًّا في وسط الخرطوم.
وجاءت الإطاحة بالبشير (75 عاما) بعد 16 أسبوعًا من المظاهرات ضد حكمه، وفي كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي يوم الخميس، أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة شئون الدولة لفترة انتقالية لمدة عامين تتبعها انتخابات رئاسية.
وأكدت الولايات المتحدة وبريطانيا إنهما تدعمان انتقالًا سلميًّا وديمقراطيًّا في السودان خلال أقل من عامين.
وأعلن “بن عوف”، في كلمته، عن التحفظ على البشير ”في مكان آمن“، وقال التلفزيون الرسمي: إن بن عوف سيتولى رئاسة المجلس العسكري، وقال إنه تقرر تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور، ووقف إطلاق النار في ربوع البلاد. فيما ذكرت مصادر سودانية أن البشير موجود في قصر الرئاسة تحت حراسة مشددة.
وقال التلفزيون الرسمي، إن حظر التجوال سيكون من الساعة العاشرة مساء حتى الرابعة صباحا. ومن المقرر أن يلتقي “بن عوف” الصحفيين في وقت لاحق يوم الجمعة.
ورفض تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد البشير، خطط بن عوف، ودعا المحتجين إلى مواصلة الاعتصام خارج وزارة الدفاع.
وفي تحد واضح للمجلس العسكري، بقي عدة آلاف من المحتجين أمام مجمع وزارة الدفاع وفي مناطق أخرى بالعاصمة مع بدء سريان حظر التجول. وهتفوا قائلين ”شالوا حرامي وجابوا حرامي، تسقط بس“. و“ثورة، ثورة“.
وقال شاهد: إن بعض المتاجر في أم درمان على الضفة الأخرى لنهر النيل من وسط الخرطوم ظلت مفتوحة بعد العاشرة مساء.
ويواجه البشير اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرًا باعتقاله على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم إبادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان، أثناء تمرد بدأ في عام 2003 وأودى بحياة ما يقدر بنحو 300 ألف شخص. وينفي البشير تلك الاتهامات.
ويجيء سقوط البشير عقب الإطاحة هذا الشهر بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إثر احتجاجات شعبية أيضا على حكمه الذي دام عقدين.