بعد العيد.. جورنال واحد وفضائية واحدة لكل المصريين

- ‎فيتقارير

“السيسي عمره ما شرب شاي ولا قهوة ولا حط سيجارة في بقه”، كان ذلك “مانشيت” في جريدة مصرية يعبر عن انهيار حرية الصحافة والتعبير، التي أصبحت مجرد كلمات جرت على ألسنة العسكر منذ انقلاب يوليو 1952، دون أن تجد لها تنفيذًا على أرض الواقع، بدءا من جمال عبد الناصر والسادات ومرورا بمبارك، وصولا إلى جنرال إسرائيل السفيه السيسي. مهنة البحث عن المتاعب التي يعاني أصحابها حتى اليوم من الاعتقال والمصادرة، وصل الأمر إلى إنهاء حياتهم بطلقة رصاص أو حكم بالإعدام.

وقال مصدر إعلامي مطلع، إن خريطة الإعلام والصحافة في مصر سوف تنكمش بعد أن استحوذت شركة “إعلام المصريين”، التي يرأسها رجل الأعمال والمنتج، تامر مرسي، والتي تديرها المخابرات العامة، بعد عمليات الاستحواذ الأخيرة على مجموعة من القنوات والصحف.

وأضاف المصدر أن الشركة في طريقها لتقليص أكبر عدد ممكن من الصحف الخاصة والمواقع والقنوات الفضائية، سواء بالدمج أو التقليص أو الاستغناء، وتوقع أن تبدأ بوادر تلك العملية والتي شبهها “بالمقصلة” الجديدة بعد عيد الفطر المبارك، وأنه لا مجال لأخذ أي شيء في الاعتبار، بعد قرار تقليص النفقات، والحد من عدد القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية، والصحف الورقية”.

أين النقابة؟

واتهم مقرر لجنة الحريات السابق في مجلس النقابة، خالد البلشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نقابة الصحفيين بعدم الاكتراث لما يجري، قائلا: “نقابة الصحفيين منشغلة بتشكيل هيئة المكتب منذ شهرين ونصف الشهر، من دون الاكتراث لموجة الفصل التعسفي التي تطال الصحفيين في عدد من الصحف”.

وكان عهد المقبور عبد الناصر من أكثر العهود التى شهدت تضييقا لحرية الصحافة والصحفيين، بداية من تقييد حق إصدار الصحف وتأميمها لتكون وقتها لسان حال الانقلاب العسكري، خاصة بعد صدور قرار بإلغاء الأحزاب السياسية وغلق جميع الصحف الناطقة باسمها، بعد أن كان حق الصدور قبل ثورة يوليو بالإخطار فقط.

ولم يكن ذلك الشكل الوحيد من أشكال انتهاكات حرية الصحافة، حيث كانت هناك الرقابة الصارمة على كل ما ينشر فى الصحف، ثم اعتقال الصحفيين المعارضين أو المخالفين للفكر الناصري حينها، وكان من أبرز الصحفيين الذين تم اعتقالهم مصطفى أمين، مؤسس جريدة أخبار اليوم بمشاركة أخيه علي أمين، حيث وجهت إليه تهمة “التخابر لصالح أمريكا”، وصدر ضده الحكم بالسجن 9 سنوات قضاها أمين فى السجن، حتى أفرج عنه صحيًّا عام 1974، وتقدم أمين بعد ذلك بطلب لإعادة محاكمته فقضى ببراءته.

قمع الإعلام

دشن السفيه السيسي انقلابه بقمع الإعلام، ففى 8 يوليو 2013 قُتل مصور الحرية والعدالة أحمد عاصم فى الأحداث التى عرفت إعلاميًّا بـ”الحرس الجمهوري”، وفى 14 أغسطس “فض اعتصامى رابعة والنهضة”، قُتل الصحفي فى جريدة الأخبار أحمد عبد الجواد، والصحفية بجريدة جولف نيوز الإماراتية حبيبة أحمد عبد العزير، ومصور شبكة رصد الإخبارية مصعب الشامى، ومصور شبكة سكاى نيوز البريطانية مايك دين، والمصوران مصطفى الدوح ومحمد ندا.

وفى 18 من نفس الشهر، لقي مصور التلفزيون المصرى محمد الديب مصرعه ضمن 37 شخصا قتلوا، فيما عرف بقضية “سيارة ترحيلات أبو زعبل”، وفى مساء 19 أغسطس قتل مدير مكتب صحيفة الأهرام بمحافظة البحيرة تامر عبد الرؤوف أثناء حظر التجوال، كما أصيب مدير مكتب الجمهورية بالبحيرة حامد البربرى الذى كان يرافقه.

كما قُتلت ميادة أشرف، الصحفية بموقع “مصر العربية”، وجريدة الدستور، فى 28 مارس، بالإضافة إلى إغلاق كثير من الجرائد والقنوات الدينية، وفى 14 أغسطس اعتقل مراسل قناة الجزيرة عبد الله الشامي، أثناء قيامه بتغطية أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وأفرج عنه بعد أكثر من 10 أشهر، أمضى خمسة أشهر منها مضربا عن الطعام.

وقال المرصد العربي لحرية الإعلام، إن شهر مايو الماضي شهد “هجمة قوية ضد الصحفيين والإعلاميين، استخدمت فيها السلطات المصرية مختلف أنواع الانتهاكات، وكان لافتا عدم تطبيق القانون والدستور وتقويض محاولات إيجابية لتصفير السجون من سجناء الرأي والمهنة”.

ورصد “114 انتهاكا تصدّرتها القرارات الإدارية التعسفية بعدد 65 انتهاكًا، تلاها انتهاكات الحبس والاحتجاز بعدد (15 انتهاكا)، ثم انتهاكات التدابير الاحترازية (10 انتهاكات)، وحلت قيود النشر رابعًا بعدد (7 انتهاكات)، ثم انتهاكات السجون بعدد (6 انتهاكات)، ثم المحاكمات المعيبة بعدد (5 انتهاكات)”.