ضاحي خلفان يكذب السيسي ويؤكد ثراء مصر.. ماذا قال؟

- ‎فيتقارير
Dubai's police chief Dhahi Khalfan poses at his office during an interview with Reuters in Dubai April 2, 2013. Sunni Muslim-ruled Gulf Arab states are often wary of subversion from their powerful Shi'ite neighbour Iran, but Dubai's veteran police chief Khalfan reserves most of his wrath for the "dictators" of the Muslim Brotherhood. Picture taken April 2. To match Interview EMIRATES-ISLAMISTS/POLICE REUTERS/Ahmed Jadallah (UNITED ARAB EMIRATES - Tags: CRIME LAW)

دون أن يقصد أكد ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى السابق، أن مصر دولة غنية جدا بمواردها الطبيعية وثرواتها، وقال "خلفان" فى تغريده عبر صفحته الخاصة على تويتر: "مصر تحولت من دولة مستوردة للغاز إلى دولة مصدرة، رغم أن الأرض هى نفس الأرض التى تعرفون حدودها.. لم تتغير الأرض لكن تغير القائد ومن معه من مسئولين".

وأشار "خلفان" إلى أن مصر ستصبح قوة كبيرة فى إنتاج الغاز، قائلا: "يتوقع أن يصل إنتاج مصر من الغاز إلى رقم غير مسبوق عالميا حسبما ذكر مصدر أمريكي مطلع فى الشئون النفطية، حيث أفاد بأن إنتاج مصر قد يصل إلى 100 مرة أكثر من إنتاج قطر، وقد تكون تلك صفة مبالغة إلا أن ذلك يعنى أن إنتاج مصر سيكون كبيرا فى غضون السبع سنوات القادمة على أقصى مدى".

فقرا أوي

ودعا السفيه السيسي المصريين في أكثر من مناسبة وعبر أكثر من خطاب إلى دعم اقتصاد بلادهم والصبر على الأوضاع المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار، كما أطلق صندوق "تحيا مصر" ودعا المصريين إلى التبرع من أجل بناء بلدهم عبر مبادرة "صبَّح على مصر بجنيه" وهي مبادرة ترمي لجمع تبرعات مباشرة من الناس لدعم الحكومة والاقتصاد في مصر.

وفي وقت سابق تم اعتقال الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق بعد أن احتج عبر صفحته على فيسبوك على مصادرة نسخ كتابه من قبل جهاز أمني، وصادرت سلطات الانقلاب نسخ كتاب من تأليفه بعنوان "هل مصر بلد فقير حقا؟"، وتضمن الكتاب انتقادات للسياسات التخريبية للسفيه السيسي.

وقدم فاروق في كتابه ردا على مقولة السفيه السيسي، خلال المؤتمر الوطني للشباب، الذي انعقد في 28 يناير 2017، حيث قال:"لا ياريت حد يقولكم إن إحنا فقرا أوي، فقرا أوي، هنسمع الكلام، إحنا بنقول لكم المرض، آه يبقى احنا هنصمد إحنا هنكافح ونبني وإحنا هنقولهم إن رغم فقرنا هنبقى كبار".

وأثبت الرئيس الشهيد محمد مرسي خلال عام واحد حكم فيه هو 2012، ومن خلال إدارته لمصر طيلة هذا العام من توليه الرئاسة أنه حالة استثنائية في تاريخ مصر الحديث، فقد حقق نتائج لم يستطع السفيه السيسي تحقيقها طيلة  6 سنوات، بالرغم مما توفر له من معونات مالية من الخارج ودعم من قبل فلول مبارك.

وبالرغم من سياسة الحديد والنار وقمع المعارضين وإغلاق الميادين ورمي الأبرياء في السجون، إلا أن حكم الرئيس الشهيد مرسي نجح بالمؤشرات، ورغم كل العوائق الداخلية والخارجية، في تحقيق نتائج إيجابية، لا ينكرها إلا جاحد، ولو استمر في حكم مصر لكان وضع مصر السياسي والاقتصادي والاجتماعي مغاير تماما لما هو سائد اليوم.

إنجازات الرئيس الشهيد

على المستوى الاقتصادي مثلا ارتفع معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي خلال الأشهر التسعة الأولى من حكم الرئيس الشهيد مرسي  من 1.8% إلى 2.4%، وارتفع إجمالي الاستثمارات التي تم تنفيذها خلال المدة نفسها من 170.4 إلى 181.4 مليار جنيه، وزاد الناتج المحلي بسعر السوق من 1175.1 إلى 1307.7 مليارات جنيه.

أما اجتماعيا، فقد استفاد نحو 1.9 مليون موظف من رفع الحد الأدنى للأجور، كما استفاد 1.2 مليون معلم من الكادر الخاص بالمعلمين، كما استفاد 750 ألف إداري من تحسين أوضاع العاملين الإداريين بالتربية والتعليم، واستفاد نحو 150 ألف عضو هيئة تدريس و58 ألف خطيب وإمام من تحسين أوضاعهم.

وبالنسبة لمحدودي الدخل استفاد 1.2 مليون مواطن من العلاج على نفقة الدولة، واستفادت نحو 90 ألف أسرة من مشروع “ابنِ بيتك” واستفادت 1.5 مليون أسرة من معاش الضمان الاجتماعي، كما استفادت أكثر من 489 ألف امرأة من التأمين الصحي على المرأة المعيلة، كما استفاد 13.2 مليون طفل دون السن المدرسي من التأمين الصحي.

وتم إعفاء 52.5 ألفا من صغار المزارعين المتعثرين من المديونيات واستفاد 2793 من صغار المزارعين من مشروع تنمية الصعيد، واستفاد محدودي الدخل من دعم المواد الغذائية، وبلغ عدد المستفيدين 67 مليون مواطن، وتم توفير 74 مليار و400 مليون جنيه لدعم وتوفير المواد البترولية.

وتمت هذه الإنجازات في ظل قلاقل واحتجاجات شعبية واسعة وتضييق مالي من قبل الداخل والخارج، ومع ذلك تم تحقيق خطوات سريعة في اتجاه إرساء التحول الديمقراطي، إذ تم إصدار الدستور بموافقة ثلثي الشعب في استفتاء تمت إدارته بنزاهة وشفافية، وتم نقل سلطة التشريع إلى مجلس الشورى المنتخب.

إلى جانب حرص الرئيس الشهيد على تنفيذ أحكام القضاء فيما يتعلق بسلطاته، مثل سحب قرار عودة مجلس الشعب ووقف الدعوة للانتخابات البرلمانية، التزم الرئيس بكل ما توصل إليه الحوار الوطني والمشاركة المجتمعية، مثل تعديل الإعلان الدستوري وتعيين 90 من الأسماء المقترحة في مجلس الشورى، إطلاق سراح المدنيين المحكوم عليهم عسكريا بعد تشكيل لجنة حماية الحرية الشخصية، وإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر.

خراب السيسي

ولنقارن إنجازات الرئيس الشهيد مرسي في عام بما حققه السفيه السيسي في 6 سنوات، فعلى الرغم من أن الاقتصاد بدأ يشهد حركة انتعاشة اسمية شكلية، إلا أن الوقائع على الأرض توحي بأنه تحسن شكلي على الشاشات.

الإصلاحات التي أطلقها السفيه السيسي بدءا من 2014 والتي تمت في إطار اتفاق لنيل قرض من صندوق النقد الدولي عام 2016، شملت تعويم الجنيه ورفع الدعم تدريجيا عن أسعار الوقود زادت حجم الفقر في مصر، وأغرقتها في المديونية، وأصبحت مصر قاب قوسين من الإفلاس، لولا تدفق الإعانات السخية من بلدان الخليج، وهي إعانات مشروطة وضررها أكثر من نفعها على المدى المتوسط.

وحقوقيًّا.. شهد انقلاب السفيه السيسي أسوأ حملة قمع للحريات في تاريخ مصر الحديث، فقد تم سجن آلاف النشطاء، أغلبهم إسلاميون ومن بينهم أيضا عشرات الليبراليين واليساريين، بموجب قوانين صارمة تم سنها منذ نهاية 2013 ، وشكلت تهمة ”الانتماء لجماعة إرهابية“ ذريعة لاعتقال العديد من المعارضين.

وتردي الوضع الحقوقي في مصر، دفع أحد حلفاء السفيه السيسي و داعميه، وهو الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إلى التصريح صراحة في 2017، إلى أن حقوق الإنسان في مصر ينظر إليها بشكل متزايد على أنها في وضع أسوأ مما كانت عليه في عهد المخلوع مبارك.