تغريب 28 معتقلا من الصعيد لبرج العرب استمرارا لنهج القسوة والتنكيل

- ‎فيحريات

 

طالبت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وزارة الداخلية  بحكومة النظام الانقلابي في مصر بالتوقف عن سياسة العقاب الجماعي و التغريب إلى سجون بعيدة، والعمل على إيقاف كافة أشكال التنكيل ضد المعتقلين السياسيين واحترام معايير حقوق الإنسان .

جاء ذلك بعدما رصدت الشبكة حالة من الغضب لدى أسر وذوي عدد 28 معتقلا سياسيا تم تغريبهم مؤخرا من سجن أسيوط العمومي بصعيد مصر إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، حيث فوجئ أهالي المعتقلين أغلبهم من محافظات الصعيد ، سوهاج وأسيوط والمنيا ، والمحكوم عليهم و المحبوسين على ذمة قضايا  سياسية بتغريب ذويهم إلى سجن برج العرب والذي يبعد عن محافظة إقامتهم بمئات الكيلومترات، وكأنه عقاب مضاعف  لذويهم فوق عقاب الحرمان و غياب الأبناء و الأزواج لسنوات .

وأوضحت الشبكة أن إدارة سجن أسيوط العمومي قامت في نهاية شهر مايو الماضي  بتغريب 28 معتقلا سياسيا إلى سجن برج العرب بالإسكندرية وعند وصولهم إلى سجن برج العرب، في رحلة طويلة وشاقة واستغرقت وقتا طويلا داخل ما يعرف “بصفيحة” سيارة الترحيلات  .

قسوة الاستقبال  وتشريفة من الانتهاكات

وذكرت أن إدارة السجن قامت باستقبالهم بما يعرف بالتشريفة ومصادرة جميع متعلقاتهم الشخصية وتركهم فقط بملابسهم الداخلية، و تسكينهم مؤقتا فيما يعرف بالإيراد في غرفتين صغيرتين جدا لا تتسع لهذا العدد، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة و انتشار الأمراض الصيفية والخوف من الإصابة والعدوى بها، وبالرغم من مرور قرابة ثلاثة أسابيع على وصولهم إلى السجن  مازالوا في هذه الغرف الصغيرة رديئة التهوية .

ورصدت شكوى الأهالي التي أكدوا فيها أنه وبالرغم من بعد المسافة وطول فترة السفر التي تصل لعشرات الساعات ذهابا وعودة والتكاليف الباهظة للسفر والتعب والمشقة، إلا أن إدارة سجن برج العرب لم تسمح لهم إلا بدخول شخص واحد فقط ولمدة زيارة في حدود 10 دقائق وقد صعق أهالي المعتقلين من الحالة التي وجدوا عليها ذويهم من ضعف ووهن وقد بدوا  مرهقين  متعبين.

مخاوف على حياة المرضى

وأعرب أسر وأهالي المرضى منهم عن تخوفهم من عدم تمكن ذويهم من الحصول على الأدوية والعلاج اللازم، وخاصة المرضى بأمراض خطيرة  والتي تحتاج إلى رعاية صحية دقيقة لا تتوافر في التسكين المؤقت، مما يؤدي إلى زيادة الخطورة على حياتهم .

وطالبت الشبكة المصرية المسئولين بسجن برج العرب ومصلحة السجون بسرعة تسكين المرحّلين من سجن  أسيوط العمومي في غرف مناسبة والعمل على تقديم الرعاية الطبية والصحية لهم .

وكانت الشبكة في وقت سابق قد نشرت عددا من الاستغاثات والرسائل المسربة من المعتقلين السياسيين في سجن برج العرب، يشكون فيها من سوء المعاملة ومن  اضطهاد القائمين على السجن لهم والتنكيل بهم .

وكانت إدارة سجن برج العرب قد قامت بتغريب العشرات  من المعتقلين السياسيين خلال الفترة الماضية إلى سجون المنيا والوادي الجديد كعقاب لهم والآن تستقبل المرحلين من سجن أسيوط العمومي، حيث بعد المسافة بين السجون و هو يمثل عقابا للأهالي ومشقة في ظل الأزمة والظروف الاقتصادية الطاحنة .

التغريب أحد وسائل تعذيب المعتقلين

وفي وقت سابق نددت مؤسسة “جوار” الحقوقية بما يحدث من انتهاكات متنوعة لمعتقلي الرأي بينها التغريب من وقت لآخر، وأكدت أنه الوسيلة الأمثل لتعذيب المعتقلين وأهلهم في السجون.

وقالت: إن “التغريبة إحدى وسائل العقاب للمعتقلين بنقلهم من السجن المودعين به إلى سجن آخر دون سابق إنذار بعيدا عن أهله ومحافظته كلها، وذلك لزيادة التنكيل بهم وزيادة المشقة عليهم أثناء زيارته”.

 

حيث يتم تجريد المعتقل من كل أدواته ومتعلقاته من مأكل وملبس وبطاطين وأدوات نظافة وغيره ، وعند دخوله إلى السجن الذي تم تغريبه إليه يتم استقباله بـ “تشريفة” مهينة من الضرب الشديد والسباب والشتائم وسيل من الإهانات تصل إلى تجريده من كل ملابسه لفترة معينة وسكب القاذورات عليه وما إلى ذلك.

كما يتم إيداعه زنازين تسمى “زنازين الدواعي” مخصصة لزيادة التنكيل؛ حيث لا يكون بها حمام لقضاء الحاجة غالبا، ولا يخرج من هذه الغرفة إلى بعد فترة أقلها شهران وأكثرها سنة وتزيد أحيانا ، فضلا عن منع  المعتقل الذي تم تغريبه من الزيارة في أغلب الأحيان، ولا يسمح بدخول حاجاته أو أدويته إليه.