رغم أن قطر هي الوسيط الرسمي بين الاحتلال وحماس، إلا أن المصريين حاضرون بقوة في الصورة، بحسب ما أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، حبست دولة الاحتلال أنفاسها لعدة ساعات يوم السبت، بعد أن قررت حماس تأجيل إعادة الرهائن إلى دولة الاحتلال، مدعية أن سلطات الاحتلال انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر.
وقالت الصحيفة: إن “الذين تدخلوا في القصة في خضم الأزمة هم المصريون، الذين أرسلوا ضباط المخابرات إلى قطاع غزة من أجل الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن”.
ومن أجل فهم ما هي مصلحة مصر، وكيف يمكنها العمل ضد حماس من أجل تحقيق الصفقة بالكامل؟ تحدثت معاريف مع الدكتور شاي هار تسفي، رئيس الساحة الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية (IPS) في جامعة ريتشمان.
وقال هارتسفي: “تتمتع مصر بنفوذ كبير على حماس، لأن مصر هي بوابة الخروج الوحيدة والاتصال البري بقطاع غزة الذي لا يمثل إسرائيل”، مضيفا “هم يريدون أن يظهروا أن لديهم دورا رئيسيا، وأن يظهروا أنهم لاعب منتج ورائد في المنطقة، وبهذه الطريقة يحصلون على مكانة أكبر بكثير”.
وأشار إلى أن المصريين يقولون لأنفسهم: “هؤلاء الصغار لا يمكن إعطاؤهم قاطرة لقيادتها، وتدرك مصر أن ما يحدث في غزة، وبالتأكيد في اليوم التالي للحرب يعطيها مكانة بارزة”.
وفي إشارة إلى اهتمام قطر، أكد هار تسفي أن “قطر دولة وضعت نفسها في السنوات الأخيرة كدولة تعرف كيف تتحدث مع الجميع، وأفضل مثال على ذلك هو من الأسابيع القليلة الماضية، الاتفاق بين الأمريكيين والإيرانيين على إطلاق سراح السجناء مقابل 6 مليارات دولار تم تجميدها، وبعبارة أخرى، تضع قطر نفسها كلاعب رئيسي، ومن ناحية أخرى، كانت أيضا ناجحة جدا في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة”.
وذكر هار تسفي أنه “على أراضي قطر تقع أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة مع 11000 جندي وتحسن كبير جدا في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة واضح، بالإضافة إلى ذلك، تتوسط مع إيران وتريد أيضا حماية حماس بالمليارات من المساعدات بموافقة إسرائيلية، وقطر ترعى وتستضيف أيضا كبار مسؤولي حماس، لذلك هناك نوع من الاهتمام المزدوج هنا”.
وكان عبد الفتاح السيسي قد وجه الشكر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الأحد على عمله في التوسط في هدنة لغزة وتبادل الأسرى بين حماس ودولة الاحتلال.
وقال السيسي على وسائل التواصل الاجتماعي: “أتطلع إلى مزيد من التعاون الذي يمكن أن يساعد في تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، وإقامة سلام شامل في المنطقة”.
https://www.jpost.com/middle-east/article-775171