أدلى المصريون بأصواتهم اليوم الثلاثاء في اليوم الثالث والأخير من الانتخابات الرئاسية، التي من المتوقع أن تمنح عبد الفتاح السيسي فوزا ساحقا في غياب منافسة حقيقية، بحسب ما ذكرت “رويترز”.
ولم يبد الكثير من المصريين اهتماما أو معرفة تذكر بالانتخابات، على الرغم من أن السلطات والمعلقين على وسائل الإعلام المحلية الخاضعة لرقابة مشددة يحثونهم على التصويت بدافع الواجب الوطني.
وقال حسام (27 عاما) سائق سيارة أجرة: “لن أصوت لأنني سئمت من هذا البلد، وإن نوعية حياته تدهورت في ظل حكم السيسي المستمر منذ عشر سنوات”.
وأضاف: “عندما يجرون انتخابات حقيقية سأخرج وأصوت”.
والانتخابات التي بدأت يوم الأحد هي الثالثة للسيسي منذ توليه السلطة في 2013 بعد الانقلاب على أول رئيس منتخب شعبيا في مصر محمد مرسي، وفاز مرسي بالرئاسة بعد عام من الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية.
وانتقد مراقبون دوليون سجل مصر في مجال حقوق الإنسان في ظل حكم السيسي واتهموا الحكومة بقمع الحريات السياسية.
وفي العاصمة الجديدة قيد الإنشاء في الجزء الشرقي من القاهرة، انطلقت الموسيقى الوطنية من مكبر صوت خارج مركز اقتراع في شارع تصطف على جانبيه البنوك المبنية حديثا والوزارات الفرعونية الجديدة.
وتجمع عمال البناء والمكاتب في الخارج ولوح بعضهم بالأعلام المصرية ورقصوا ورفعوا لافتة عليها صورة كبيرة للسيسي، واصطف بضع عشرات من الأشخاص للإدلاء بأصواتهم بينما كان ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية ينظرون إليهم.
وقالت سوزان أديس، وهي موظفة صحية حكومية تبلغ من العمر 34 عاما، إنها “جاءت للتصويت لأنها بلدنا”.
وأضافت “نحن نحب مصر، من المهم المشاركة”.
وقالت: إن “العاصمة الجديدة، التي ينتقدها البعض بسبب تكلفتها البالغة 58 مليار دولار في وقت ترتفع فيه ديون مصر، ضرورية للتنمية”.
وشارك في الانتخابات ثلاثة مرشحين آخرين غير بارزين، وأوقف أبرز منافس محتمل ترشحه في أكتوبر قائلا: إن “مسؤولين وبلطجية استهدفوا أنصاره وهي اتهامات رفضتها الهيئة الوطنية للانتخابات”.
ويقول منتقدون: إن “الانتخابات صورية وإن شعبية الجنرال السابق السيسي تآكلت وسط أزمة اقتصادية طاحنة وحملة قمع مستمرة منذ عشر سنوات على المعارضين”.
وتعرض سجل السيسي في مجال حقوق الإنسان لانتقادات مع سجن عشرات الآلاف كثير منهم من جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي على مدى العقد المنصرم، وسعت الحكومة إلى معالجة هذه القضايا، بما في ذلك فتح حوار وطني والإفراج عن بعض السجناء البارزين.
ويقول السيسي: إن “الاستقرار والأمن أمران لهما أهمية قصوى وهي رسالة لاقت صدى لدى بعض الناخبين الذين تحدثوا إلى رويترز”.
وقالت الهيئة الإعلامية الحكومية: إن “الانتخابات خطوة نحو التعددية السياسية ونفت السلطات انتهاك القواعد الانتخابية”.
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات يوم الاثنين: إن “نسبة المشاركة في اليومين الأولين من التصويت بلغت نحو 45٪ ، متجاوزة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2018 ، لكن النقاد شككوا في هذه الأرقام”.
وشهد مراسلو رويترز الذين كانوا يغطون الانتخابات في القاهرة والجيزة والسويس والعريش على مدار الأيام الثلاثة الماضية حشودا أمام مراكز الاقتراع، بعضها تم نقله بالحافلات، لكن عددا قليلا نسبيا من المواطنين يدلون بأصواتهم.
وقال تيموثي كالداس، زميل السياسات في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط: “في كل مرة يطلب من المصريين التصويت يكونون أكثر فقرا من المرة السابقة، والسيسي أقل شعبية، ومع ذلك فإن الإقبال آخذ في الارتفاع؟ لا أحد، ولا حتى مؤيدو السيسي القلائل المتبقون، يعتقدون أن هذه انتخابات حقيقية”.
رابط التقرير: هنا