أحمد عابدين ناشئ “الأهلي” .. في كرة القدم لا تقربوا أصحاب السلطة والنفوذ!

- ‎فيتقارير

في 8 يوليو الماضي، نشرت وزارة الداخلية بيانا على صفحتها الرسمية تعلن فيه القبض على شخص رفع لافتة في أحد مساجد محافظة الجيزة خلال عزاء اللاعب أحمد رفعت، يطالب فيها بمحاسبة المسئولين عن وفاة لاعب كرة القدم الراحل ومنهم أحمد شوبير ومسؤولون باتحاد الكرة، ولاحقًا نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة المواطن الذي رفع اللافتة وهو قيد الحبس.

وعلى غرار حالة انتقاد أصحاب السلطة والنفوذ في الرياضة وكرة القدم، كانت حالة اللاعب أحمد محمد أحمد زكي عابدين، 20 سنة، لاعب كرة قدم في النادي الأهلي والعائد من إعارة بنادي سيراميكا كليوباترا، وقبل 1 يونيو الجاري شُوهد في تدريبات الأهلي، ولكن الجهاز التدريبي تحت قيادة الإسباني خوسيه ريبيرو لم يضمه إلى الفريق الأول للنادي المشارك في بطولة العالم للأندية، رغم حصوله على جائزة أفضل لاعب في 3 مايو الماضي في مباراة مصر وزامبيا في كأس أمم إفريقيا تحت 20 عامًا، ولعل حالة أحمد عابدين تفسر تراجع مستويات كرة القدم في مصر عن مستوياتها التي كانت إبان الاحتراف الحقيقي.

ووالد أحمد عابدين الذي تركز عليه تغريدات السوشيال وتروّج له أنه من أفضل اللاعبين والده عميد في سلاح الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة وهو المسؤول عن منظومة الإعلام الرياضي في مصر، كما أن جده هو اللواء السابق بالقوات المسلحة ووزير التنمية المحلية ورئيس الهيئة الهندسية ورئيس العاصمة الإدارية الجديدة أحمد زكي عابدين.

وعابدين الحفيد من مواليد 1 يناير عام 2006، وبدأ في ناشئي وادي دجلة، قبل الانتقال إلى النادي الأهلي في يناير 2021 بعمر 15 عاما، وتم تصعيد عابدين للمشاركة في المران الجماعي للنادي الأهلي للمرة الأولى، في مايو من عام 2024 تحت قيادة المدير الفني السابق السويسري مارسيل كولر.

وشارك عابدين مع النادي الأهلي في الموسم الماضي 2023-2024، في مباراتين أمام كلا من إنبي ومودرن سبورت.

وخرج عابدين على سبيل الإعارة في سبتمبر 2024، إلى نادي سيراميكا كليوباترا، قبل أن يقرر المارد الأحمر عودة اللاعب إلى الفريق عقب نهاية الموسم الحالي.

وخاض صاحب الـ 19 عاما خلال الموسم الحالي، رفقة نادي سيراميكا 3 مباريات في مختلف البطولات، لكنه لم يتمكن من تسجيل أو صناعة أي هدف.

خسارة واحتفاء بعابدين

وقبل نحو شهر، خرج منتخب مصر للناشئين من بطولة إفريقيا تحت 20 سنة، بعد الخسارة من المغرب على أرضه ووسط الجمهور، ومُني مرماه خلال البطولة بـ 7 أهداف، 4 منهم في مباراة واحدة من منتخب سيراليون، ولكن رغم ذلك سيطر على وسائل الإعلام التابعة للحكومة المصرية حالة من الإشادة بمستوى خط الدفاع وتحديدًا اللاعب الشاب أحمد عابدين.

ونشر موقع "كورة بلس"، التابع للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تقريرًا موسعًا عن تأهل منتخب مصر للناشئين إلى نصف النهائي المؤهل لكأس العالم قبل الهزيمة من المغرب، تحت عنوان: "أحمد عابدين يقود منتخب مصر إلى كأس العالم".

الموقع ركز بشكل لافت على أداء المدافع أحمد عابدين، رغم أنه ليس القائد الرسمي للمنتخب، ولا يُعد من أبرز لاعبيه ولم يكن أفضل لاعبي الدفاع، بالإضافة إلى أن خط الدفاع استقبل 6 أهداف خلال خمس مباريات، قبل الهزيمة من المغرب لتكون المحصلة 7 أهداف في مرمانا مقابل إحراز 4 أهداف فقط، خلال البطولة المقامة على أرض مصر.

ورصد "صحيح مصر" اهتمامًا استثنائيًا باللاعب منذ انضمامه لناشئي الأهلي، إذ حظي بتغطية إعلامية موسعة من منصات النادي، والجهات الإعلامية التابعة للشركة المتحدة المملوكة للدولة، وصولًا إلى تصعيده للفريق الأول بالنادي الأهلي، ثم انتقاله معارًا، وسط أخبار عن قرب عودته مجددًا إلى الفريق الأحمر.

 في الموسم الأول مع الأهلي لم يلعب سوى مباراة واحدة مع الفريق المتوج ببطولة الجمهورية، وظهر الفريق الأساسي على قناة النادي الأهلي مع الكابتن أسامة حسني، في برنامج "الأشبال" للاحتفال بإنجاز البطولة، ولم يكن من بينهم "عابدين".

 ولكن بداية من الموسم التالي 2022، ومع تغيير المدير الفني للفريق، انتظمت مشاركة "عابدين"، وحصل الفريق أيضًا على بطولة الجمهورية للمرة الثانية على التوالي، ولكن هذه المرة لم يظهر الفريق كاملا على قناة النادي مع أسامة حسني للاحتفال بالدوري، ولكن ظهر فقط "عابدين" وحده، مع مدرب الفريق.

فريق "مواليد 2006" يضم عددًا من أبناء نجوم الكرة السابقين، مثل عبد الرحمن عماد (نجل عماد النحاس)، وعمر سيد (نجل سيد معوض)، وعيسى ماهر (نجل علي ماهر)، لكن "عابدين" حظي بحضور إعلامي يتفوق عليهم جميعًا.

في يناير 2024، تم تصعيد "عابدين" إلى الفريق الأول بالأهلي، وشارك في معسكر الفريق بمدينة عجمان بالإمارات، حيث حظي بتغطية إعلامية استثنائية من قناة النادي وموقعه الرسمي، إذ حرصت صفحات النادي على السوشيال ميديا، على نشر صورة اللاعب يوميًا وفيديوهاته إلى جانب نجوم الفريق الكبار، وهو اهتمام لم يحظَ به خماسي الناشئين الصاعد وقتها للفريق الأول.

ورغم عدم مشاركته في أي مباراة رسمية مع الفريق حتى حينه، وقّع عابدين، في فبراير 2024، عقدًا احترافيًا مدته خمس سنوات، وقد أفردت المواقع التابعة للشركة المتحدة وصحفها تغطية واسعة للخبر، وخصصت تقارير لعرض مزايا اللاعب وإمكاناته.

ولم يشارك اللاعب مع الفريق الأول سوى في مباريات كأس الرابطة التي خاضها الأهلي بالناشئين، كما ظهر فقط في آخر مباراتين من الدوري بعد حسم اللقب، حيث لعب أمام إنبي (تعادل 1-1)، وفيوتشر (خسارة 2-1). وتشير مصادر فنية إلى أن المدير الفني السويسري مارسيلكولر لم يكن راضيًا عن مستواه، ولم يلق قبول يسمح له بالانتظام بالمشاركة خلال الموسم التالي، بل وطالب وقتها بالتعاقد مع مدافعين جدد عقب رحيل محمد عبد المنعم، أهم مدافعي الفريق.

ورصدت المنصة أنه رغم المستوى المتراجع للدفاع المصري في البطولة، نشرت جميع المواقع التابع للشركة "المتحدة" المخابراتية، مثل اليوم السابع وكورة بلس بخلاف موقع صدى البلد التابع لنفس مالك نادي سيراميكا كليوباترا، أخبار عن تألق اللاعب وإجادته في البطولة، وأن صاحب الفضل الأول في وصول المنتخب إلى نصف النهائي، وأخبار عن عودته للنادي الأهلي بعد مستواه الرفيع.

 ونقلت المنصة عن مصدر فني متصل بالعمل في قطاعات الناشئين، أن الدوري المصري يفترق للمواهب بالأساس بسبب التدخلات والمحسوبية في اختيار الناشئين في المراحل العمرية المختلفة، مما يتسبب في استبعاد الكثير من المواهب لصالح لاعبي متوسطي المستوى، منهم أبناء لاعبين قدامى أو ذو نفوذ وسلطة.

وأشار المصدر إلى أن "عابدين" حصل على تغطية مميزة في الإعلام المصري، لم يحصل عليها أي من زملائه في المنتخب المصري للناشئين، وامتيازات أخرى داخل الملعب وخارجه، بسبب نفوذ والده وعائلته.