القمة العربية الروسية 15 أكتوبر.. استبيان نتائجه قوة المشاركة لا يكفيها “روسيا اليوم” و”لادا”

- ‎فيتقارير

 

رأى مراقبون أن القمة الروسية العربية في 15 أكتوبر المقبل ربما تكون محددا لتنامي العلاقات بين الطرفين، التي تشمل اتصالات مختلفة بين الاتحاد الروسي ودول جامعة الدول العربية يحافظ فيها الاتحاد الروسي على اتصالات مختلفة فضلا عن دور الوسيط في الصراع "العربي-الإسرائيلي".

ومجلس الأعمال الروسي العربي هو منظمة تعمل على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والدول العربية ويقدم المساعدة في إقامة اتصالات تجارية بين رجال الأعمال. وقد أنشأ بالفعل محطة تلفزيونية مقرها روسيا تسمى روسيا اليوم وهي أول محطة روسية يتم بثها باللغة العربية.

وأعلنت السفارات العربية في موسكو ومنها السورية، التي لها موقف خاص من العلاقات مع روسيا، أنهم تلقوا دعوات للرؤساء العرب للمشاركة في القمة التي دعا لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دولة يشكل الأرثوذكس المسيحيون فيها نحو73% والمسلمون 14%.

الرئيس السوري أحمد الشرع أعلن أنه سيترأس وفد سوريا إلى أول قمة روسية عربية المزمع عقدها في موسكو 15 أكتوبر.

ويشارك في القمة ممثلون عن الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول شرق إفريقيا الأعضاء في جامعة الدول العربية.

الباحث والأكاديمي د.رضوان جاب الله رأى أنها #التلويح_بالعلامة_الصفراء وأن التلويح هو "بفك الارتباط والتنوع تدريجيا".

إلا أن فك الارتباط أو التلويح به يثير الغضب الأمريكي الذي سبق وانصب على رئيس وزراء باكستان عمران خان  بسبب رفضه طلبها إقامة قواعد عسكرية في باكستان وتقاربه مع روسيا والصين، فضلا عن محاولتها إثارة الفوضى في داخل باكستان لقطع الطريق على تنامي العلاقات الباكستانية – الروسية –الصينية.

ورغم عمالة حفتر والسيسي للأمريكان إلا أن محاولة تنشيط العلاقة مع روسيا وضعت كليهما في موضع مساءلة أو عقوبات بسيطة مثل تخفيض المساعدات الامريكية والتقارير عبر الصحف الامريكية عن استبدال الحليف الامريكي بالروسي.

وخلال وقت طويل ربطت روسيا علاقات مع حفتر، خصوصًا بعد أن استضاف مرتزقة فاجنر في صفوف مليشياته خلال عامي 2019 و2020.

وهو ما ضاعف قلق الولايات المتحدة مع بدء زيارات نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، المتكررة إلى بنغازي، وكانت زيارة حفتر الأخيرة لموسكو الأكثر إزعاجا لواشنطن.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن معظم الدول العربية أبدت اهتماما بالمشاركة في هذا الحدث السياسي البارز، وقال بوتين في برقية نشرت على موقع الكرملين: «السادة رؤساء الدول والحكومات الأعزاء! أحييكم بحرارة، بمناسبة افتتاح القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية… إننا عازمون على الاستمرار في تطوير الحوار البناء مع جامعة الدول العربية والعلاقات الودية مع جميع أعضائها»، بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

 

وتابع: «في هذا الصدد، أود دعوة جميع قادة الدول الأعضاء في جامعتكم، وكذلك الأمين العام للجامعة، للمشاركة في القمة الروسية – العربية الأولى التي نعتزم عقدها في 15 أكتوبر».

وأعرب بوتين عن ثقته بأن «الاجتماع سيسهم في تعزيز التعاون المتعدد الأوجه ذي المنفعة المتبادلة بين جميع البلدان، وسيساعد في إيجاد السبل لضمان السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

وأشار الرئيس إلى أن القمة تنعقد في وقت بالغ الصعوبة، حيث أدى تصاعد الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، إلى تصاعد حاد في التوتر، وتفاقم العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية في البلدان المجاورة وفي الشرق الأوسط ككل. وشدد على أنه في مثل هذه الحالة يصبح دور جامعة الدول العربية كآلية فعالة للحوار والتفاعل المتعدد الأطراف ضرورياً بشكل خاص.

 

وأضاف بوتين أن روسيا، من جانبها، تدعم بشكل ثابت الجهود السياسية والدبلوماسية الجماعية التي تبذلها الدول العربية – سواء داخل الجامعة أو في صيغ أخرى – لحل التناقضات القائمة في المنطقة. وتم التأكيد على أن جميع القضايا الخلافية يجب أن تحل على أساس قواعد القانون الدولي القائمة على الاحترام الصارم لسيادة البلدان وسلامة أراضيها.

العلاقات الروسية المصرية

وتأسست العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوڤيتي ومصر في 26 أغسطس 1943. وشهدت العلاقات بين البلدين تغيرات جدية، كما تغيرت أولوياتها على الصعيدين الخارجي والداخلي. أصبحت روسيا ومصر اليوم شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي. وتمت الخطوة الأولى للتعاون المصري الروسي في أغسطس 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوڤيتي.

وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو 1952 حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي. وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينات – الستينات من القرن العشرين حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومعمل الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية اسوان – الإسكندرية.

وأنجزت روسيا في مصر نحو 97 مشروعا صناعيا بمساهمة من الاتحاد السوڤيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوڤيتية. كانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوڤيتي عام 1991.

وتطورت العلاقات السياسية على مستوى رئيسي الدولتين والمستويين الحكومي والبرلماني. وجاءت الزيارة الرسمية الأولي لرئيس من نصيب مبارك إلى روسيا الاتحادية في سبتمبر 1997، وقع خلالها البيان المصري الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.

أما بالنسبة للميدان الاقتصادي فقد تقلص نطاق التعاون العملي في التسعينات. ولكن من الملاحظ أنه ينمو باطراد في السنوات الأخيرة.

وبلغ حجم تبادل السلع والخدمات بين البلدين في عام 2006 حوالي مليار و950 مليون دولار. ويشكل التبادل التجاري منه قرابة المليار و200 مليون دولار.

وازداد حجم التبادل التجاري في السنوات الأربع بحوالي 5 امثال. وهو يشكل الآن أكثر من ملياري دولار. وبلغ التبادل السلعي بين البلدين في عام 2008 حوالي 2.065 مليار دولار.

ووقعت شركة" كاماز" في مارس عام 2004 مع شركة "تاكو يوروماتيك" المصرية مذكرة التفاهم حول إنشاء معمل تجميع السيارات " كاماز". وفي فبراير عام 2006 تم افتتاح معمل تجميع السيارات "لادا" في مصر.