"دولة فلسطين" و"حل الدولتين" و"منزوعة السلاح" 3 مصطلحات دأب الفاعلون في المشهد الدولي على ترديدها، إلا أن أحدا منهم لم يستجمع هذا العدد الممثل في 157 على رفض الفيتو الأمريكي الذي يمكن مجلس الآن من وقف قانوني دولي للإبادة الجماعية في مدينة غزة الصغيرة جدا مقارنة بالعالم، بل ويمكنهم من اعتقال من صدر بحقهم قرارات الاعتقال من محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية على أنهم مجرمي حرب نتنياهو اللعين ووزراء حربه الصهاينة وأعضاء حكومته السفلة.
ومن إرهاصات عبثة محاولات إعلان "دولة فلسطين" برأي البعض، وكونها ذات مآرب على غير ما يظهر على السطح قال د. محمد الصغير @drassagheer: "مع دخول #فرنسا على الخط، وإعلان ماكرون عن قرب اعتراف بلاده بفلسطين ساورني الشك، ثم تحولت من الشك إلى اليقين بعد اعتراف #بريطانيا، لأن القاصي والداني يعلمان أن جيش الاحتلال هو كتيبة متقدمة للغرب الصليبي، وأن بنيامين نتن ياهو هو القفاز القذر الذي يغطي يد الغدر الغربية.".
وتزامن هذا الإعلان من فرنسا (حذاء بلا خيط بيد ترامب) مع تسرب بنود الخطة الامريكية التي من أجلها اجتمع بايدن بقادة من العالم العربي والإسلامي الثلاثاء وتضمنت:
١. وقف إطلاق نار لمدة 20 يومًا
٢. إعادة المختطفين
٣. انسحاب إسرائيلي تدريجي
٤. سيطرة الدول العربية والإسلامية على قطاع غزة لمدة 3 سنوات
٥. تولي حكومة فلسطينية زمام الأمور في القطاع
٦.منع ضم الضفة الغربية.
وعادت الإعلامية اللبنانية غادة عويس (@ghadaoueiss إلى الوراء بقليل وقالت: إن "تصويت الأمم المتحدة في نوفمبر 1947 على خطة تقسيم فلسطين أدّى إلى إعلان ما سُمّي بدولة إسرائيل في مايو 1948، كل فلسطيني أو عربي رفض الاعتراف بها وُصف بالإرهابي، واليوم بعد اعتراف 156 دولة بدولة فلسطين، صارت الأمم المتحدة هي الإرهابية بعُرف النتن وكفيله!".
وأعلنت عدة دول في الأيام الأخيرة اعترافها بدولة فلسطين، ما رفع العدد إلى 157 دولة من بين 193 في الأمم المتحدة، وأكد مسؤولون فلسطينيون لمجموعة الصين للإعلام أن غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية، وأن حكمها وإعادة إعمارها بعد الحرب يجب أن تكون بقيادة الفلسطينيين.
وعن دعوة فرنسا وبريطانيا تحديدا إلى تبني إعلان دولة فلسطين علق الإعلامي معتز مطر عبر @moatazmatar قائلا: "إن من طالبوا إسرائيل بالأمس بسحق المقاومة وأمهلوها الوقت وأمدوها بالسلاح والعتاد لن يكونوا أبداً، طالبين للحق حتى وإن تعلقوا بأستار الكعبة، إنهم يحاولون أحياء الموتى، وإضافة مستحيل رابع للغول والعنقاء والخل الوفي ،، عن مؤتمر حل الدولتين أتحدث ".
وأضاف، "أنهم يريدون أن يتماهوا ويندمجوا وحل الدولتين هو مدخل التطبيع مع العدو الإسرائيلي وإعادة وصل ما انقطع بين زعماء العرب وأسيادهم في تل أبيب، استخدموها بالأمس في أوسلو واحد و اتنين ومر سفراء إسرائيل إلى العواصم العربية في حين أن حل الدولتين كان كمن يمسك الهواء بيديه".
وتابع: "ينعقد هذا المؤتمر تحت عنوان "حل الدولتين"، لكنه يحمل في طياته رائحة الماضي البائد،، نَفَس الصفقات المعتقة التي لم تنجب إلا مزيداً من الظلم والتمزق، إنه محاولةٌ أخرى لترويج الوهم، وتقديم السمّ في وعاء من ذهب.".
وأشار إلى أنه "تدّعي الساحة الدولية أنها تبحث عن حل، بينما هي في حقيقة الأمر تريد تخدير الضمير العالمي، وإيهامه بأن "الدولة الفلسطينية" التي يتحدثون عنها هي تحقيق للعدالة، أي دولة هذه؟ دولة بلا سيادة كاملة، بلا حدود متصلة، بلا جيش يحمي أمنها، بلا سيطرة على معابرها ومجالها الجوي وثرواتها؟ هذه ليست دولة، إنها كانتونات مشتتة، ومعازل مقسمة، هي جزء من ترتيب الشرق الأوسط الجديد الذي يكرس الاحتلال تحت مسمى آخر".
واعتبر أن ما يطلق على دولة فلسطين وحل الدولتين "صفقة القرن في ثوبها الجديد.. ثوب "الدولتين"، حيث تخرج إسرائيل من مأزقها الأخلاقي والقانوني بعد "طوفان" أكد أن الأمن لا يتحقق بالاحتلال، وأن الأرض المغتصبة لا تمنح السلام. فتأتي إنجلترا وأوروبا، بحنكة التاريخ الاستعماري ذاته، لإنقاذ الكيان المحتل من عزلته، بطرح "دولة" وهمية هي مجرد شكل بلا جوهر، مجرد صورة على الورق تُغلق به الملف إلى الأبد.".
وحذر "مطر" من الانخداع بما أسماه "العناوين البراقة، ولاترضوا بالهزائم المعلبة على أنها انتصارات، لن تكون فلسطين غطاءً لتمرير مشاريع الاستسلام، فلا تسمحوا أن يكون شعبنا بطلاً في مسرحية تم إخراجها في الرياض أو باريس، وكتاب سيناريوهاتها في لندن وتل أبيب،، ليس بعد كل تلك التضحيات ، انهار الدماء التي سالت في غزة لا تنتج مسخاً، بل تنتج حقاً وتطهر أرضاً وترفع قدراً" موضحا أنه "استسلام و ليس طريقاً للسلام، إنه تمهيد لمعارك أكثر ضراوة… فإما عدالة حقيقية.. وإما لا شيء..".
https://x.com/moatazmatar/status/1970547430786761165
وجاء قرار تقسيم فلسطين في 1948 معلنا حدود دولية للدولة "الإسرائيلية"، ووجود دولة فلسطينية مستقلّة على ما هو أشمل بكثير من الضفة الغربية وغزّة، كما يعني وضع مدينة القدس وجوارها تحت الوصاية الفلسطينية وعصمتها القدس والفرض على "إسرائيل" الانسحاب من المستوطنات التي توسعت بعد أوسلو.
ويعد عنوان حل الدولتين دولة شكلية منزوعة السلاح، مضبوط علاقتها بالدول الخارجية، وفق السقف "الإسرائيلي" والمصالح "الإسرائيلية"، وفي نفس الوقت في جزء يسير من فلسطين، بحسب عبد الملك الحوثي.
ويساند ماكرون في إعادة طرح دولة فلسطين وحل الدولتين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكان أمام انتقاد بأنه متسمر في خيانة القضية الفلسطينية، حيث ليس هناك دولتين هناك فقط فلسطين صاحبة حق الدولة و"إسرائيل" كيان معتد احتلال ليس له الحق البقاء على أرض فلسطين.
ولولي العهد السعودي وجه الصحفي نظام مهداوي @NezamMahdawi له هذه التدوينة فقال: "حين سأل وزير الخارجية الأمريكية السابق بلينكن #محمد_بن_سلمان: هل تريد دولة فلسطينية؟
أجاب: أنا لا أريد دولة فلسطينية، لكنني أحتاج ذلك لتبرير التطبيع مع إسرائيل.
وربما يلعن ابن سلمان اليوم الفلسطينيين والإسرائيليين معًا:
الفلسطينيين، لأنهم أفشلوا تطبيعه الذي كان قاب قوسين أو أدنى، ومن دون دولة فلسطينية.
والإسرائيليين، وعلى رأسهم نتنياهو، لأنه لا يريد أن يتكرم بمنحه حتى فرصة شكلية للتطبيع.
ورأى "مهداوي" أن "ابن سلمان يكتفي بوعدٍ بسيط من نتنياهو بالدخول في أوسلو جديدة لمناقشة الدولة، حتى لو لم تُفضِ إلى شيء. لكنه لم ينل حتى هذا.".
وأضاف أن "نتنياهو ليس بحاجة ملحّة إلى التطبيع مع #السعودية، بعكس ابن سلمان الذي رسم مشاريعه كلها على أساس تحالفات مع إسرائيل.
فجاء الطوفان ليغرق أحلامه في كوابيسه، ويصطدم بتعنت نتنياهو ورفضه حتى البراغماتية التي كان يمكن أن تساعد ابن سلمان في تسويق تطبيعه.".
وعما يروجه الذباب الإلكتروني علق الصحفي الفلسطيني "ومن هنا نفهم هذه الاحتفالات المصطنعة، ومحاولة نسب فضل الاعتراف بالدولة الفلسطينية لابن سلمان، هو بحاجة ماسّة لهذا الإنجاز الوهمي داخليًا، أمام شعبه الرافض للتطبيع والمتعاطف مع فلسطين، رغم أنفه ورغم عمالته.".
منزوعة السلاح
ولم يصبر مجددا رئيس سلطة رام الله محمود عباس المنتهي ولايته على رزقه، بل سابق لكشف حقيقة ما يدافع عنه ماكرون وينشط بن سلمان في تبنيه في ردهات الولايات المتحدة، حيث أعلن عباس أن رؤيته للدولة الفلسطينية وحل الدولتين قائم على إقصاء الآخر وإهدار تضحياته ومقاومته إلى بحر غزة، فقال "أبو مازن" على العتبة الرخامية للأمم المتحدة:
قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ولن يكون لحماس دور في حكمه.
لن يكون لحماس دور في الحكم وعليها تسليم سلاحها ولا نريد دولة مسلحة.
تولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة بدعم عربي ودولي وتنفيذ خطة التعافي وإعادة الإعمار.
مستعدون للعمل مع الرئيس ترمب والسعودية وفرنسا والأمم المتحدة وجميع الشركاء، لتنفيذ خطة السلام التي أقرها المؤتمر المنعقد في 22 سبتمبر.
نرفض ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر من أعمال استهدفت المدنيين "الإسرائيليين".
سنذهب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال عام بعد انتهاء الحرب.
أنشأنا نظاماً موحداً للرعاية الاجتماعية وألغينا نظام المدفوعات لعائلات الأسرى والشهداء وهو جاهز للتدقيق.
وقالت المحللة إنانا نعيم عبر @EnanaNejem: "المدعو زورًا وبهتانًا رئيس دولة فلسطين، يعود فيؤكد في خطابه للمرة الثانية من على منبر الأمم المتحدة عن رغبته بإقامة دولة منزوعة السلاح جنبًا إلى جنب مع دولة نووية مدعومة بأعتى الترسانات العسكرية، وتجاهل في كلمته حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين فلا حق له في دولته المزعومة.".
وتوافق كلمات عباس مع إرادة نتنياهو التي سبق وأدلى بها في حوار مع القناة 14 الصهيونية وسئل عن موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية؟ فقال رئيس حكومة الاحتلال: "بالتأكيد، خصوصًا بعد السابع من أكتوبر؟! هل تعرف ماذا يعني ذلك؟ كانت هناك دولة فلسطينية، اسمها غزة. غزة تحت حكم حماس كانت بمثابة دولة فلسطينية، وانظر إلى النتيجة – المجزرة الأكبر منذ المحرقة، إقامة دولة فلسطينية بعد السابع من أكتوبر سيكون مكافأة هائلة للإرهاب، انتصار ليس فقط لحماس، بل لإيران أيضًا، وهزيمة ضخمة لنا ولحلفائنا".
وعن دولة فلسطينية في الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية؟ أضاف النتنياهو: "موقفي واضح منذ أكثر من عشر مرات، بل أكثر من ذلك، أكثر من ألف مرة! لطالما قلت: يمكن للفلسطينيين إدارة حياتهم، لكن لا يمكنهم تهديد حياتنا.
لذلك، هناك سلطات سيادية ستبقى بأيدينا. وأهم هذه السلطات هي الأمن، ولن يتم نقلها إلى أي طرف آخر. لن أفعل شيئًا يعرض أمن “إسرائيل” للخطر.