تصاعدت الخلافات بين حزب الله والحكومة اللبنانية في أعقاب قيام الحزب بإضاءة صخرة الروشة بصور أمينَيه العامّين السابقين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، ومع خضوع الحكومة اللبنانية للإملاءات الصهيوأمريكية المطالبة بنزع سلاح حزب الله، حذر الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الحكومة من المضي قدما في سياساتها الداعمة للأمريكان والصهاينة، مشددا على أن الحزب لن يترك الساحات ولن يتخلى عن السلاح.
وأشار إلى سعي البعض إلى مواجهة داخلية، واصفا الخطة التي أقرتها حكومة نواف سلام مؤخرا والمتمثلة في حصر السلاح بيد الدولة، والتي يفترض أن تُنفذ على مراحل حتى نهاية العام الجاري بالخطيئة الكبرى وطالبها بتصيح موقفها قبل فوات الأوان .
كانت تداعيات إضاءة الصخرة، قد دفعت رئيس الحكومة نواف سلام لإلغاء مواعيده، واستقبال الوزراء للتشاور، وتُوجت اللقاءات باجتماع وزاري انتهى إلى التأكيد على أن ما جرى مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع، ودعا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها، حسبما أعلن نائب رئيس الحكومة طارق متري.
مواجهة كربلائية
وردا على موقف الحكومة قال قاسم -في كلمة بالضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينيْن العاميْن السابقيْن لحزب الله حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في حضور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني-: إن "الحزب لن يسمح بنزع السلاح، وسيخوض ما سماه مواجهة كربلائية لمنع تنفيذ ذلك".
وأضاف : نتقدم ونرمم وحاضرون لأي دفاع في مواجهة العدو الصهيوني، معتبرا أن الحكومة اللبنانية ارتكبت ما وصفه بالخطيئة عندما قررت نزع سلاح المقاومة، وأن عليها تصحيح ذلك.
وأكد قاسم أن الحزب حريص على الوحدة الوطنية، مطالبا بأن يكون الجميع في خندق واحد ضد العدو الصهيوني، وشدد على أن حزب الله سيواجه أي مشروع يخدم العدو الصهيوني حتى لو لبس لباسا وطنيا.
اتفاق الطائف
واعتبر أن هناك من يريد من الجيش اللبناني مواجهة أهله، متهما البعض بالسعي إلى إشعال مواجهة داخلية، قائلا : "إنهم يثقبون السفينة من ناحيتهم لكنها ستغرق بالجميع".
ودعا قاسم إلى تطبيق اتفاق الطائف الذي يدعو إلى تحرير كل أراضي لبنان من الاحتلال وبسط سيادة الجيش لافتا إلى أن لبنان نفذ ما عليه في القرار 1701، وأن على دولة الاحتلال تنفيذ ما عليها .
وشدد على أن السيادة اللبنانية تتحقق بمنع دولة الاحتلال من البقاء في لبنان ونشر الجيش اللبناني على الحدود مشيرا إلى الضغوط الأمريكية على لبنان، وقال إن واشنطن تريد أن تحقق بالسياسة ما لم يستطع الكيان الصهيوني تحقيقه بالقوة .
ولفت قاسم إلى أنه بات واضحا بعد تصريحات المبعوث الأمريكي توم برّاك أن الإدارة الأمريكية ترغب في إنهاء لبنان وإلحاقه بالعدو داعيا إلى إجراء الانتخابات النيابية القادمة في موعدها وفق القانون الحالي تجنبا لإضاعة مزيد من الوقت.
حزب الله قوي
وأكد علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن حزب الله قوي، ولا يحتاج إلى تزويده بالسلاح من أي مكان آخر.
وقال لاريجاني بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت: إن "على الولايات المتحدة ألا تنصب نفسها قيّمة على الشعب اللبناني" مؤكدا أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات إذا ما تعرضت لاعتداء صهيوني.
القرار الخطيئة
وقال النائب حسن عز الدين: إن "على من صاغ القرار الخطيئة والمتسرع والمتهور والمتمثل بسحب سلاح المقاومة وخضع لهذا القرار، أن يعيد النظر به، ويصوّب ما أخطأوا فيه، وإلا فهم سيتحملون المسئولية والتداعيات والنتائج التي يمكن أن تترتب عليه ".
وأكّد عز الدين في تصريحات صحفية تمسك حزب الله بهذا السلاح الذي لن نتركه تحت أي ظرف أو ذريعة على الإطلاق .
ووصف موقف وزراء شيعة بينهم ممثلون لحزب الله وحليفته حركة أمل، وانسحابهم من جلسة الحكومة أثناء عرض قائد الجيش خطته، بأنه "شجاع".