أزمة مالية بنادي الزمالك بعد سحب الحكومة أرض أكتوير.. وجنرالات الجيش يوزعون أراضي الدولة مقابل سهرات خاصة !؟

- ‎فيتقارير

الزمالك في ورطة غير مسبوقة

 

 بعد سحب أرضه لصالح تتصاعد أزمة نادي الزمالك إلى مستويات غير مسبوقة، بعدما تسببت حكومة الانقلاب العسكري في إدخاله نفق الإفلاس، إثر قرار وزير الإسكان بسحب أرض النادي في حدائق أكتوبر لصالح شركات تابعة للمؤسسة العسكرية، في خطوة وُصفت بأنها “ضربة موجعة” لأحد أكبر الأندية في مصر وأكثرها جماهيرية.

 

القرار الذي جاء بعد توقيع إدارة النادي شراكات استثمارية مع عدد من رجال الأعمال لتطوير المنطقة المحيطة بالأرض، فجّر صدمة في الأوساط الرياضية، إذ مثّلت تلك الأرض شريان الحياة المالي للنادي، وكانت تدرّ عليه أكثر من 8 ملايين دولار سنوياً من الاستثمارات العقارية والخدمية.

 

وأكد مراقبون أن ما جرى لا يمكن فصله عن سياسة النظام العسكري في الاستيلاء على الأراضي والمشروعات الخاصة، مشيرين إلى أن الحكومة تسحب أرض نادٍ يضم عشرات الآلاف من الأعضاء والمشجعين، بينما تمنح ضباطاً في الجيش آلاف الأفدنة من أراضي الدولة الذين يقوموا بتوزيع هذه الاراضي مقابل رشاوى مالية وجنسية، كما كشفتها الفيديوهات المسربة مؤخرا لأحد لواءات السيسي،  وهو يساوم سيدة علي موافقات لشركة شيل أوت مقابل سهرة خاصة ورشاوي مالية، وبالفعل  قام اللواء وهو بجهاز الخدمة المدنية  التابع للقوات المسلحة  بمنحها أراضي لكل فروع الشركة بعد الفيديو المسرب ،في واحدة من أبرز مظاهر الفساد المستشري داخل منظومة الحكم العسكري  الحالية.

 

وبات الزمالك اليوم في مواجهة خطر الانهيار المالي الكامل، إذ يحتاج النادي إلى 250 مليون جنيه بشكل عاجل لسداد مستحقات لاعبيه في الموسم الجاري، إضافة إلى 50 مليون جنيه أخرى متأخرة للاعبين القدامى.

 

ونتيجة غياب السيولة، لوّح عدد من المحترفين الأجانب بفسخ عقودهم، من بينهم المغربي محمود بن تايك، والبرازيلي خوان بيزيرا، والأنغولي شيكو بانزا.

 

كما يواجه النادي مطالبات مالية من أندية أوروبية، بينها سانت إتيان الفرنسي وأوليكسندريا الأوكراني، بعد تأخر سداد أقساط صفقة شراء اللاعبين، بإجمالي 4.6 ملايين دولار. ولم تقف الأزمة عند حدود الفريق الكروي، إذ اضطر الزمالك للاعتذار عن المشاركة في بطولة إفريقيا لكرة اليد في المغرب هذا الشهر، بسبب عجزه عن تغطية تكاليف السفر والإقامة، وسط تهديدات من لاعبي الصالات بالرحيل أيضاً.

 

إلى جانب ذلك، يرزح النادي تحت وطأة مديونيات بمئات الملايين من الجنيهات لرجال أعمال وممولين، أبرزهم ممدوح عباس الذي دعم الزمالك خلال العامين الماضيين بنحو 300 مليون جنيه من ماله الخاص لتسديد رواتب اللاعبين. ويرى محللون أن ما يجري يعكس منهجاً واضحاً لدى السلطة في تدمير المؤسسات المدنية والمجتمعية المستقلة، عبر تجفيف مواردها وإجبارها على الخضوع أو الإفلاس، مؤكدين أن سحب أرض الزمالك يمثل “نموذجاً فجّاً لهيمنة المؤسسة العسكرية على مقدّرات البلاد،.