لا عجب أن تكرّم الإمارات في عهد شيطان العرب؛ الكاتب الصحفي محمد سلماوي، وتجعله "شخصية العام الثقافية" للدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، وهو بالمناسبة من المعارض الرصينة التي لا تستحق أن تهبط لهذا المستوى المروع معتمدة على تقارير أمنية لا ثقافية لأحد مثقفي الحظيرة (وهو مصطلح صكته صحف محلية للمثقفين في عهد وزير ثقافة المخلوع فاروق حسني).
واستعرضت هيئة الشارقة للكتاب أسباب اختيار محمد سلماوي ليكون "شخصية العام الثقافية" تكريما لمسيرته الأدبية والثقافية التي امتدت لأكثر من 50 عامًا.
وقدمت أن له "دورا رياديا في العمل الثقافي العربي، من خلال رئاسته لاتحاد الكتاب العرب سابقًا، ومشاركته في صياغة الخطاب الثقافي المصري" كما يرأس حاليا رئاسة مجلس إدارة مؤسسة "المصري اليوم"، إحدى أبرز المؤسسات الصحفية المستقلة في مصر.
الجنس في أعماله
فضلا عن أنه تخصص في الكتابة الصحفية باللغة الفرنسية ضمن صحيفة "الإهرام إبدو" إلا أن أعماله الأدبية كان الجنس وعلاقات الزنا جزءا من فلسفته في الكتابة.
وفي كتابه "يومًا أو بعض يوم"، الذي صدر عام 2018، تناول سلماوي جوانب من حياته الشخصية والسياسية والثقافية، بما في ذلك تجاربه المبكرة، لكنه لم يقدّم رؤية فلسفية أو اجتماعية حول المثلية الجنسية، ما ورد كان في سياق سرد ذاتي، لا يتضمن تأييدًا أو رفضًا صريحًا للمثلية كظاهرة أو قضية.
وتحدث في الكتاب الأشبه بالمذكرات تجارب شبابية مبكرة خاصة وصفها بأنها "أولى تجاربه الجنسية"، دون تحديد طبيعتها أو تصنيفها.
وكتاباته بحسب نقاد تميل إلى الرمزية السياسية والاجتماعية، لا إلى الطرح المباشر للقضايا الأخلاقية أو الدينية.
والجنس في أعمال محمد سلماوي يُستخدم كعنصر سردي ضمن سياقات اجتماعية وثقافية أوسع، خاصة في رواياته التي تتناول الحب والتمرد والهوية، مثل آخر أعماله في رواية "زهرة النار" 2025، لا تطرح الجنس بوصفه غاية أو موضوعًا مستقلًا، بل توظفه في إطار علاقات إنسانية مركبة، غالبًا ما تكون مشبعة بالرمزية السياسية والاجتماعية.
الجنس يظهر كأداة لكشف التناقضات بين الفرد والمجتمع، أو بين الرغبة والسلطة.
وتدور الرواية حول علاقة بين شاب في مقتبل العمر وسيدة ناضجة، تتجاوز البعد الجنسي لتطرح أسئلة عن التمرد على الأعراف، والفروق الطبقية والعمرية ويظهر الجنس كرمز للتحرر من القيود الاجتماعية.
وفي رواية أجنحة الفراشة (2010) تتناول تحولات المجتمع المصري قبيل ثورة يناير، وفيها تظهر العلاقات الشخصية، بما فيها الجنس، كجزء من الصراع بين الحرية والقمع.
وفي رواية الخرز الملون (1991) تطرح قضايا الهوية والصراع العربي الإسرائيلي، ويظهر الجنس في خلفية العلاقات، وإن كان ليس محركًا رئيسيًا للأحداث.
ويربط سلماوي بالجنس بين العاطفة والجسد والسياسة، في سرد يهدف إلى مساءلة الواقع، ويعتبر أن ممارسته نوع من الحرية أو رمزية لها.
الجنس كرمز أو تحليل كيف يختلف توظيفه عن كتّاب آخرين في الرواية العربية.
هل "حاتم رشيد" إشارة لسلماوي؟
في بعض الأوساط الثقافية والإعلامية، كان يُتداول همسًا أو يُلمّح إلى وجود "رابط" بين شخصية حاتم رشيد في عمارة يعقوبيان وبين بعض الشخصيات العامة، ومنهم محمد سلماوي، وذلك بسبب تشابهات سطحية.
ولكن لا توجد أي تصريحات أو أدلة موثقة تشير إلى أن شخصية "حاتم رشيد" في رواية عمارة يعقوبيان هي تجسيد مباشر أو إشارة إلى الكاتب محمد سلماوي.
صحيح أن علاء الأسواني وهو يرسم شخصية حاتم وجد تشابها في بعض السمات السطحية بين سلماوي وبطل قصته أو أحد أفراد روايته، وكانت: العمل الصحفي، والثقافة الفرنسية، والانتماء للطبقة الراقية رابط لمن اختار أن تكون نهايته الشنق على يد رفيقه.
واعتبر مراقبون أن تلك مجرد تقاطعات سردية لا تكفي للربط المباشر، خاصة أن الرواية تضم شخصيات متعددة تمثل تيارات اجتماعية مختلفة.
وعمارة يعقوبيان هي عمارة حقيقية موجودة بوسط البلد بالقاهرة، وسلماوي جزء من تقاطعات علاء الأسواني الذي كان يسكن وسط البلد وحي جاردن سيتي، وفي الوسط الصحفي كان يشار إلى أن سلماوي هو شخصية علاء الأسواني في يعقوبيان.
وإن كان الدور وصم العار لخالد الصاوي، الذي جسّد الشخصية في الفيلم، وصرّح أن الدور كان صادمًا، ورفضه عدد من كبار الممثلين، لكنه لم يربط الشخصية بأي شخصية عامة.
استدعاء أمني
ويظهر محمد سلماوي مؤخرا ككاتب ومفكر مصري، وُلد عام 1945 في حضور الديكتاتور عبد الفتاح السيسي، بعد أن شارك فيما يسمى "لجنة الخمسين لصياغة الدستور المصري عام 2014." التي كان متحدثا باسمها كصحفي ذو مشارب غربية علمانية لا تخفى على أحد والليبرالية في كتابته هي حرية ممارسة الزنا، يعمل في صحيفة ناطقة بالفرنسية فكان خير معبر عن "لجنة" انقلابية لم يفده انتماؤه للطبقة الراقية إلا دناءة على ما يبدو.
وكانت بضاعة سلماوي على ما يبدو أيضا أمام السيسي هجومه على جماعة الإخوان المسلمين، وكان يريد أن يواصل ترهاته عليهم بالوصول إلى مجلة "نيويورك تايمز" إلا أنه أعلن أن الصحيفة الأمريكية رفضت مقاله لأنه ضد الإخوان، وذلك على أساس أن مالك الصحيفة الشيخ حسن البنا أو د.محمد بديع!
https://www.dailymotion.com/video/x6zxehd
وخوّل مثقف العمارات الفاخرة لنفسه أن يقود اعتصاما ل"المثقفين" باعتباره رئيس اتحاد الكتاب كان ظاهره أنه ضد وزير الثقافة في يونيو 2013 والذي استاذا بكلية الفنون الجميلة إلا أن سلماوي الذي لعب على احترام جماعة الإخوان للديمقراطية قال إن وقفتهم لم ضد وزير الثقافة الذي وصفه ب"الإخواني" بل مرسي"! وبات ليلتها في عمارته ولم يحجزه عن المبيت أي عبد ربه فيها.
ووجه اعتراض مدعي الليبرالية محمد سلماوي، خلال لقائه بقناة "إكسترا نيوز" الإخبارية، هو اختيار الشعب لدستور 2013 وجهز بيان للمطالب التي زعم أنها "شعبية"، وهي كتابة دستور جديد غير الدستور الإخواني، وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وإجراء انتخابات برلمانية جديدة؟!" وكانت مطالب ظاهرها الليبرالية كشفتها لقاءاته التالية مع قائد الدبابة المنقلب السفيه بعد أن اغرقوا الشعبية ولم تجد "الانتخابات" في قاموسهم إلى 3% من المشاركين كما "شيوخ" العسكر الأخيرة أغلبهم من عمال المصانع الذين ذهبوا للاقتراع قسرا وإلا الفصل من وظائفهم.
سلك الادعاءات كان عريانا فزعم سلماوي "الإخوان منعوني من الكتابة في الأهرام بعد 50 سنة عمل" وزعم "الإخوان خططوا لاغتيال محمد حسنين هيكل"؟!