أثار مقطع مصوّر من داخل الحرم المكي جدلًا واسعًا، بعد أن ظهر أحد عناصر الأمن، وهو يدفع سيدة ومعتمرًا مصريًا بقوة أثناء أداء المناسك، ما اعتبره كثيرون سلوكًا مسيئًا لمكانة الحرم وروح الطواف.
المعتمر المصري — المقيم في السعودية — خرج لاحقًا ليؤكد أن “القضية انتهت”، موضحًا أنه توجه بعد الحادثة مباشرة إلى مكتب الأمن الخاص بالحرم، حيث تم إنهاء الموقف خلال دقائق دون أي رغبة منه في تصعيد أو تقديم شكوى، قائلاً: إنه “جاء فقط لأداء العمرة لا أكثر“..
ويُظهر الفيديو لحظة دفع الشرطي للسيدة، قبل أن يتدخل المعتمر المصري مطالبًا بالتعامل باحترام داخل المسجد الحرام، ما أدى إلى دفعه هو الآخر، واقتياده إلى مكتب الأمن للتحقيق معه.
في المقابل، أعلنت القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة حينها أنها باشرت ضبط مخالف للتعليمات، وبدأت الإجراءات النظامية بحقه، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
قراءة في السياق العام
تأتي الواقعة في وقت تتصاعد فيه حساسيات التعامل بين الزوار الأجانب والأمن السعودي، لا سيما بعد تداول حوادث مشابهة في الأعوام الأخيرة داخل الحرمين الشريفين.
ويرى مراقبون أن سرعة احتواء الحادثة وتصريحات المعتمر المصري بعدم التصعيد تعكس رغبة رسمية في تهدئة الموقف ومنع تحوّله إلى أزمة إعلامية بين مواطنين من دولتين ترتبطان بعلاقات سياسية دقيقة.
كما لفتت الواقعة الأنظار إلى سلوك بعض عناصر الأمن داخل الحرم، وضرورة مراجعة آليات تدريبهم على التعامل مع الزحام واحترام خصوصية الزائرين، خصوصًا في المشاعر المقدسة.
ورغم أن الحادثة انتهت رسميًا، إلا أن موجة الغضب التي أثارها المقطع على المنصات — خاصة بين المصريين — سلطت الضوء على ما اعتبره البعض تمييزًا أو تعاملًا فظًا مع غير السعوديين، فيما رأى آخرون أنها مجرد تصرف فردي لا يمثل المؤسسة الأمنية في الحرم.