اتهامات متبادلة وتوترات عسكرية على الحدود المشتركة… هل تشتعل الحرب بين إثيوبيا وإريتريا ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

 

تشهد منطقة القرن الأفريقى تصاعدا فى التوتر بين إثيوبيا وإريتريا ما يهدد بعودة الصراع بين البلدين بعد فترة من السلام والاستقرار .

هذا التوتر كشف عنه التصعيد الإعلامي الذى يشير إلى أن العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا تشهد عودة لخطاب العداء بعد سنوات من السلام الهش، في ظل اتهامات عسكرية خطيرة واستقطاب إعلامي واضح.

ويبدو أن الطرفين يتجهان إلى مرحلة جديدة من التنافس السياسي والأمني في القرن الإفريقي، ما يجعل المنطقة أمام اختبار صعب قد يحدد شكل التحالفات الإقليمية خلال المرحلة المقبلة.

وحذر مراقبون من أن البلدين يتجهان إلى مرحلة جديدة من التنافس السياسي والأمني في القرن الإفريقي، ما يجعل المنطقة أمام اختبار صعب قد يحدد شكل التحالفات الإقليمية خلال المرحلة المقبلة.

وتوقعوا أن يؤدى هذا التصعيد إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية خاصة مع دور السودان والصومال في المعادلة الأمنية

فيما أعربت منظمات دولية عن تخوفها من أن يؤدى أي صراع جديد بين إثيوبيا وإريتريا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في منطقة شهدت نزاعات قاسية خلال العقدين الماضيين.

 

رسالة إثيوبيا إلى الأمم المتحدة

 

تعود بداية التصعيد إلى رسالة رسمية وجهتها وزارة الخارجية الإثيوبية إلى الأمم المتحدة في أكتوبر 2025، اتهمت فيها إريتريا بـ:

التحالف مع فصيل متشدد من جبهة تحرير تيجراي (TPLF).

التخطيط لشن عمليات عسكرية داخل إقليم أمهرة الإثيوبي.

تمويل وتوجيه ميليشيات مسلحة بهدف تمديد النزاع داخل الأراضي الإثيوبية.

وقالت الحكومة الإثيوبية إن هذه الأنشطة تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار البلاد، مطالبةً الأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح تجاه ما وصفته بـ "الأنشطة المزعزعة للأمن الإقليمي".

 

إريتريا تتهم أديس أبابا بالتضليل

فى المقابل نفت الحكومة الإريترية الاتهامات، ووصفتها بأنها:

تصريحات متهورة

حملة تضليل سياسي

محاولة لصرف الأنظار عن أزمات داخلية في إثيوبيا

وأكدت أسمرة أنها لا تخطط لشن أي هجوم، وأن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، معتبرةً أن الحكومة الإثيوبية تستخدم الملف الإريتري لتبرير اختلالها الداخلي وتصاعد الاحتجاجات في أقاليم عدة.

هذا التراشق الإعلامي أعاد إلى الواجهة التوتر التاريخي بين البلدين، رغم التحسن النسبي الذي شهدته العلاقات منذ اتفاق السلام عام 2018.

 

اضطرابات أمهرة وتيجراي

 

وقال مراقبون إن التصعيد الإعلامي الإثيوبي يأتي في سياق:

1. ضغوط داخلية على الحكومة الإثيوبية

إثيوبيا تواجه تحديات أمنية معقدة، أبرزها:

اضطرابات في إقليم أمهرة

نشاط مسلح متجدد في تيجراي

توترات مع قوميات أخرى

2. محاولة لخلق تهديد خارجي

توظيف ملف إريتريا قد يكون محاولة لصياغة رواية أمن قومي موحدة داخل إثيوبيا.

3. إعادة تموضع إقليمي

تشهد المنطقة تحركات عسكرية وسياسية متسارعة تشمل السودان، الصومال، وجيبوتي، ما يجعل أي خلل بين أديس أبابا وأسمرة مصدر قلق واسع.

الإعلام الإثيوبي يدخل المعركة

لم يقتصر التصعيد على البيانات الرسمية، بل امتد إلى الإعلام الإثيوبي الذي شن حملات مكثفة ضد إريتريا

وفي هذا السياق نشر موقع "نيلوتيك بوست" عدة تقارير حادة، من أبرزها:

كيف حولت عقيدة إسياس إريتريا إلى بندقية إيجار ضد إثيوبيا

وجه الموقع في هذا التقرير اتهامات لأسمرة منها:

أن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي يتبع "عقيدة عدائية" تجاه إثيوبيا.

أن إريتريا تحولت إلى "قوة تعمل بالوكالة" من خلال دعم مجموعات مسلحة وإضعاف الاستقرار في الشمال الإثيوبي.

أن أسمرة تستغل هشاشة الوضع الداخلي في إثيوبيا لتعزيز نفوذها الإقليمي.

هذه التقارير تشير إلى أن الإعلام الموالي للحكومة الإثيوبية أصبح جزءًا من استراتيجية الضغط على أسمرة، عبر تكوين صورة سلبية للرأي العام الداخلي والخارجي تجاه القيادة الإريترية.

 

تحالفات إقليمية

 

وحذر محللون من أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى:

زيادة التوترات العسكرية على الحدود المشتركة

تأثير مباشر على أمن إقليم أمهرة ومنطقة تيجراي

تعميق الانقسام داخل القرن الإفريقي

إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية خاصة مع دور السودان والصومال في المعادلة الأمنية

كما تخشى منظمات دولية من أن أي اشتعال جديد بين إثيوبيا وإريتريا قد يُفاقم الأوضاع الإنسانية في منطقة شهدت نزاعات قاسية خلال العقدين الماضيين.