مراقبون: القرار الأممي إدانة للضحية وتبرئة للجلاد .. ومحاولات تصفية المقاومة ستبوء بالفشل

- ‎فيعربي ودولي

 

يتفق المراقبون على أن القرار الدولي الذي طرحته الولايات المتحدة بخنوع عربي إسلامي هو مؤامرة لتصفية المقاومة وإدانة الضحية، وأن الرد الأمثل هو الرفض والثبات، وأن النصر سيأتي بفضل الإيمان، الإرادة، والصمود الأسطوري للمقاومة في غزة، الذي يمثل امتدادًا لروح الأجيال الأولى.

وشدد المراقبون على أن المقاومة هي جوهر القضية، وأن محاولات تصفيتها ستفشل وربطوا صمود غزة بالإيمان واليقين، وأن النصر وعد إلهي محتوم.

وحثوا الأمة إلى أن تتحول من موقف المتفرج إلى موقف الفاعل، بالوحدة والدعم الحقيقي.

وجاء هذا أيضا بمناسبة معاودة الاحتلال الصهيوني  قصف غزة  لتندلع النيران مجددًا في غزة دون سابق إنذار حيث أعلن جيش الاحتلال نيته ضرب أهداف لحركة حماس في أنحاء القطاع، خصوصًا في خان يونس.

 

الذريعة الإعلامية كانت أن عناصر أطلقت النار باتجاه قواتهم، مما اعتُبر خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

فور ذلك، مكتب نتنياهو صرّح للجيش بضرورة قصف أهداف في غزة، ووزير الدفاع أصدر تعليمات بالتحرك بريًا.

 

حتى لحظة كتابة هذه السطور، ينفذ جيش الاحتلال غارات جوية وضربات مدفعية متواصلة على مناطق متفرقة.

 

كما أعلن الاحتلال عن اغتيال قائد كتيبة حي الزيتون ورئيس الوحدة البحرية في حماس بعد استهداف اجتماع لقيادات عسكرية شرقي غزة.

 

كل ذلك يحدث رغم وجود اتفاقية وقف إطلاق نار متوقعة، ورغم قرار صادر عن مجلس الأمن بالأمس.

 

وصاية دولية

وفي مقال للكاتب الأكاديمي السعودي د.أحمد بن راشد بن سعيّد (@TheLoveLiberty)رأى أن قرار مجلس الأمن يمثل "وصاية دولية" جديدة على غزة، ويعتبرها المتسبب في المشكلة لا الاحتلال، مبررًا ضمنيًا "حرب الإبادة".

وعن القرار الغاشم، أضاف "بن سعيد" في مقاله الذي جاء بعنوان: " الهجمة “الأمميّة” على غزّة القويّة"، أن القرار يدين غزة ويطالبها بأن تكون "خالية من التطرّف والإرهاب"، في حين لا يدين الكيان المحتل.

 

ويجرم مفهوم المقاومة ويطالب بنزع سلاحها، ويعرض العفو على أعضاء حماس الذين يسلمون أسلحتهم ويغادرون غزة. كما يمتدح القرار الوصاية على الشعب الفلسطيني، حيث يدان على انتخابه لحماس سابقاً، ويُحرم من اختيار ممثليه مستقبلاً.

 

واعتبر أن القرار خادع ولكنه كشف تواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية معتبرا أن الوعد بـ "إقامة دولة فلسطينية" هو خُدعة جديدة أضيفت إليها كلمة "قد" لتبرير قبول الأنظمة العربية المتواطئة.

وأضاف، أن الوضع يكشف "الانحطاط والهوان" الذي وصلت إليه الأنظمة العربية والإسلامية التي سارت في الركب المخزي.

وتوجه بن راشد بتحية للمقاومة التي ترفض  القرار الذي صُمم ليكون بمثابة "استسلام للمقاومة" وإعلان هزيمتها، وربط الإعمار باغتيال المقاومة وتسليم السلاح.

وأضاف، "رفضت المقاومة (حماس والجهاد) القرار بصوت واحد، واصفة كلمة "لا" بالـ "مقدسة"، لأن القرار يكلّف القوة الدولية بنزع سلاحها، ما يجرّدها من الحياد.

واختتم بتفاؤل بأن الله سيثبت المقاومة رغم شدة الابتلاء والمناورات، وأن القضية منصورة، وأن "دوام الحال من المحال".

سر صمود حماس

الكاتب عز الكومي (Ez Elkomy) على فيسبوك أكد أن القرار، الذي وصفه السفير الأمريكي بـ "التاريخي والبناء"، هو مجرد حلقة جديدة في سلسلة مؤامرات سابقة (242، كامب ديفيد، أوسلو، صفقة القرن) هدفها تصفية القضية، ولكنها تحطمت جميعاً على "صخرة المقاومة في غزة".

وشدد على فشل المكائد ليس لقوة حماس المادية، بل لأنها تؤمن يقيناً بأن النصر من عند الله، وتمتلك المقاتل "الذي باع نفسه لله". 

 

موضحا أن حماس تعيش "بروح الصحابة" وتضحياتهم، مُثبتة أن الأمة قادرة على كسر أغلالها.

ووصف الكومي في مقاله بعنوان (لا تقلقوا على غزة ولا على حماس، فالنصر آتٍ بإذن الله) حماس بأنها "مشروع نهضة" يمتزج فيه الإيمان بالعمل وأن هذا المنحى المقاوم أذهل العالم بصموده وإذلال جيوش هي الأقوى (من حيث القوة المادية والتسليحية) وفي صدارة الإذلال "جيش الاحتلال في "طوفان الأقصى"، الذي كان رسالة بأن "الإرادة المؤمنة قادرة على قلب موازين القوى".

وأكد أن القوة ليست في العدد والعتاد، بل في "القلوب التي تخفق بالإيمان"، والجمع بين العزيمة العسكرية والحكمة السياسية.

وعن مسؤولية الأمة حث المتابعين أن يتحول الإعجاب بالمقاومة والمقاومين إلى "عمل جاد" ودعم ووحدة، ونبذ الفرقة وأن إجابة سؤال  "ماذا أفعل؟": هو: غزة لا تحتاج دموعاً، بل تحتاج أن يكون كل فرد في مكانه "مجاهداً بنفس الروح: يرفض الذل، ويأبى التطبيع، ويدافع عن أرضه". معلنا أن حماس هي رمز لأمة ترفض الخضوع ودعوة لها لتستيقظ.

معاودة قصف غزة وجولة سوريا

وعلاوة على معاودة قصف غزة نشر الإعلام العبري صورًا لنتنياهو وهو يتجول داخل الأراضي السورية، مرتديًا زيًا رسميًا عسكريًا، برفقة وزير الدفاع، وزير الخارجية، رئيس الأركان، قادة المخابرات ومسؤولين كبار.

ووُصفت الجولة بأنها "تفقدية لتأمين الحدود"، رغم أنها داخل أرض عربية محتلة حيث تعامل إعلام الاحتلال مع الأمر وكأنه طبيعي، باعتباره جزءًا من "تأمين حدود الدولة".

ورأى مراقبون أن دلالات قرار مجلس الأمن الجديد سارع نتنياهو لإبرازها، مشيرين إلى أن ما جرى في غزة وسوريا يعكس أن الدم العربي والكرامة العربية لم يعد لهما وزن أو اعتبار حيث يتصرف كيان العدو بثقة (وخوف في آن) لأنها تدرك أن المنطقة فقدت تأثيرها، وأن الانقسامات والصراعات الداخلية تجعلها فوق القانون والمحاسبة.