أشار الكاتب الصحفي فهمي هويدي إلى مصطلح الإرهاب الذي يتردد كثيرا، ويردده خطيب المسجد كل جمعة دون ملل من استعراض شروره التي أصبحت ممارسات داعش في سوريا والعراق نموذجًا لها، بعد اشتداد الحملة التي دعا لها الأزهر في 3 ديسمبر الجاري لمواجهة التطرف والإرهاب في مؤتمر دولى بالقاهرة.
وقال -في مقال له نشر اليوم الثلاثاء بجريدة الشروق، تحت عنوان "شكوك في كسب المعركة ضد الإرهاب"-: لقد بشرنا الخطيب في آخر خطبة له أن نهاية الإرهاب قد اقتربت، مستدلا بآراء العلماء الذين حضروا المؤتمر"، منوهًا إلى أن هذا الخطيب يعكس إلى حد كبير التفكير الرسمى في الموضوع الذى يلجأ إلى التسطيح والتبسيط، ويشدد على إدانة الإرهاب، ويلجأ إلى الإجراءات في مواجهته إما بالتعبئة الإعلامية أو الإجراءات الأمنية، والمحاكمات القضائية، ووصل الأمر إلى تكفير الإرهابيين لمعاقبتهم.
وتابع هويدي قائلا: "لست واثقًا من العلاقة بين حملة مواجهة الإرهاب وبين الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية في مصر أخيرًا، وعبرت فيها عن غيرتها على الإيمان والأخلاق الحميدة، إلا أن عنصر التزامن وحده هو الذي أثار الانتباه، وطرح فكرة الربط بين المسارين. إذ بعد نحو أسبوع من انتهاء مؤتمر الأزهر، أعلن أن عدد الملحدين في مصر صار 866 شخصًا، كما تمت مداهمة مقهى في القاهرة بدعوى أنه مكان لتجمع الملحدين، وفي الوقت ذاته قامت الشرطة بمداهمة حمام مغربي قيل إن الشاذين جنسيا يمارسون فيه [شواذهم]".
واستطرد قائلا: "كل ما سبق له وثيق الصلة باتجاهات الريح السياسية، وباتت المعارضة إرهابًا وصار عدم طاعة ولي الأمر ينطبق عليها الوصف نفسه، وتحول الإرهاب إلى قرار سياسي يسوقه الإعلام بصرف النظر عن الشواهد والممارسات العملية، ولم يتح لنا أن ندقق في طبيعة الحرب الدائرة.. وهل هي في جوهرها صراع حول السلطة أم أنه صراع بين الأفكار التي استدعيت للتغطية على صراع السلطة؟؟ ولماذا تكاثرت التنظيمات الإرهابية في محيطنا، حيث لم تعد البيئة العربية تفرز سوى ما هو شائك ومر".
وأكد هويدي أن التبسيط والتسطيح ظل سيد الموقف، ولم تطرح هذه الأسئلة أمام ضغط الخطاب السياسي، وقوة التعبئة الإعلامية حتى استسلم الجميع لفكرة أنها الحرب التي تستهدف إنقاذ الدولة من السقوط، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
وتطرق إلى الحديث عن تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تنظيم داعش وحكاية الدولة الإسلامية الذي نشر الجمعة الماضية.
وذكر الآراء التي تدعو إلى تشديد الضربات لمواجهة الإرهاب ونجاحه في مصر، لافتًا أن هذا الرأي يمثله الصوت الأعلى والمهيمن في خطاب السياسيين والمثقفين والإعلام الذي اجتمعوا حول شعار (الإبادة هي الحل)، بما يمثل إعلانًا يجسد بؤس الحالة التي أوصلنا إليها الاستقطاب الذي أصبح يشكل العقبة الأساسية التي تعترض طريق الإصلاح المنشود، وحين ينسد ذلك الباب فإن الإرهاب يغدو بديلا مرشحًا للنمو والاستمرار، وتصبح هزيمته أملا بعيد المنال.
