خيانة إعلام بن سلمان.. القدس والجولان إسرائيلية فلم النّواح؟

- ‎فيعربي ودولي

لا ضير من باب جلب المنافع، أن تقف المملكة السليمانية أو السعودية سابقًا صامتة، إن لم تكن راضية، عن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منح “الجولان” السورية المحتلة إلى كيان العدو الصهيوني، بعد الاعتراف السابق بمدينة القدس المحتلة عاصمة لليهود، وهو قرار لو اتُّخذ في ظرف وزمان مختلفَين لاختلفت ردود الفعل من دون شكٍّ، ولو ذرّاً للرماد في العيون.

ترامب، الذي استقبلته الرياض، في مايو 2017، وكأنها تستقبل المخلّص الذي انتخبه الأمريكيون لإنقاذ العرب من نكباتهم، ثم رفع أئمة الحرم أكفّ الدعاء له بأن يوفقه إلى إرساء السلام في العالم، لم يُلقِ بالاً لمئات المليارات من الدولارات التي ألقاها حكام المملكة تحت قدميه.

وفي مشهد يعكس استخفاف رجل الأعمال الذي لا يرى في العالم إلا ساحة قتال، كما قال عنه وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل، خرج الرئيس الأمريكي معلناً انحيازاً لإسرائيل لم يسبقه إليه أي من أسلافه، ومؤكداً أن العالم بعد وصوله للبيت الأبيض ربما لن يكون أبداً كما كان قبله.

الخيانة تغرد

وكان لابد من الآلة الإعلامية السلمانية من ان تضرب الدفوف وتطبل، وزعم الكاتب السعودي، تركي الحمد، أن القدس، والجولان، مدينتين إسرائيليتين، متسائلا عن أسباب “الصياح” العربي، على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حولهما.

وقال الحمد في تغريدة عبر “تويتر” رصدتها (الحرية والعدالة): “ويسألونك عن القدس والجولان، قل هي إسرائيلية واقعا منذ 1967، فلم كل هذا الصياح والنواح الذي لن يضر ذبابة ولن يغير علاقة”، وتابع الحمد: “كلها يومان، وتهدأ زوبعة الفنجان، ويا دار ما دخلك شر”.

وبحسب تركي الحمد، فإن “موازين القوى هي من يحدد اتجاه الريح وليس نبرات الصوت والصراخ..ويا قلب لا تحزن”، وأثارت تغريدة الحمد جدلا واسعا في مواقع التواصل، إذ اتهمه ناشطون بـ”الخيانة” والترويج للتنازل عن حقوق العرب في أراضيهم المحتلة.

الصعود للهاوية

ليست الليلة كالبارحة إذن، وليست السعودية اليوم هي نفسها التي كانت قبل سنوات؛ فبين عامي 1981 و2017، توالى رجال على الحكم، وتبدّلت مواقف، وطفت على السطح علاقات وهبطت أخرى، وجرت مياه كثيرة تحت جسر المصالح فجرفت أوهاماً، كانت حتى وقت قريبٍ ثوابت لا يجوز المساس بها.

فخلال عقود خلت، كانت المملكة تقدّم نفسها بوصفها منارة الإسلام ومهده وحاضنة حرميه الشريفين، وكان تصدّيها للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي هو درّة تاج سياساتها، وفي سبيل الحفاظ على هذه الصورة خاضت حروباً سياسية وفكرية مع العرب والغرب على حدٍّ سواء.

لكن، يبدو أن ملك البلاد المنتظر رأى -فيما رأى- أن ثمة أهدافاً يصعب الوصول إليها دون المرور على “إسرائيل”، فاتّخذ من التطبيع معها والانحناء أمام رغباتها الاستعمارية درباً من دورب الإصلاح، الذي لا يفتأ يدعو له ويبشّر به، ويعتقل في سبيله حتى ذوي القربى من أبناء عمومته.