نجا من الخسارة بفارق بسيط.. هكذا أعلن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتيناهو الانتصار والفوز بالانتخابات البرلمانية داخل الكيان، لينال فترة ولاية خامسة قياسية، ومع فرز 96% من الأصوات حصل حزب الليكود اليميني المتطرف بقيادة نتنياهو على 37 مقعدا في الكنيست، في حين حصل حزب “أزرق أبيض” الذي يقوده الجنرال السابق بيني غانتس على 36 مقعدا، في حين تأتي الانتخابات في دول حصار قطر أو دول صفقة القرن على هو الديكتاتور الجاثم على أنفاس الشعب، بنسب فوز تصل في بعض الأحيان إلى 99%.

وفور فوزه تواصل نتنياهو مع رؤساء الأحزاب الدينية والحريدية وحزب كولانو، حول إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي جديد، يصبح بموجبه أكثر رؤساء وزراء العدو الصهيوني حكما، بعدما أغلقت صناديق الاقتراع للانتخابات التشريعية في كيان العدو الإسرائيلي، والتي قُدِّم موعدها عقب أزمة داخل الائتلاف الحاكم، بسبب مشروع قانون للتجنيد، واستقالة وزير الجيش، أفيغدور ليبرمان.
الدم الفلسطيني
وفي كل مكان يبحث نتنياهو، عن طوق نجاة يتعلّق به يساعده في عبور نهر الانتخابات الداخلية الجارف الذي امتلأ بالكثير من العقبات والحفر التي يمكن أن تُسقطه في منتصف الطريق وتُنزله عن كرسي الحكم، واعتمد طوال السنوات الماضية، في حملاته الانتخابية بشكل كبير على “الدم الفلسطيني”، وتسخين الجبهات، واللعب بمصطلحات الحرب والتصعيد، إلا أنه هذه المرة قد وجد طريقا مختصرا وسهلاً آخر سيُبقيه سنوات إضافية على كرسي الحكومة.
علاقات عصابة “إسرائيل” بعصابة دول الخريف العربي، التي شهدت طفرة تاريخيه وتجاوزا لكافة الخطوط الحمراء خلال الشهور الماضية، باتت ورقة نتنياهو الأقوى التي أقنع بها الصهاينة بالتصويت لحزب الليكود الذي يترأسه، رغم رياح المعارضة الشديدة التي تضربه من كل جانب.
فبعد أن ملأ كلتا يديه بالعلاقات الوطيدة مع السعودية والإمارات والبحرين وتشاد والصومال، غير الدول العربية والإسلامية السابقة التي يُقيم معها علاقات رسمية كعصابة العسكر في مصر والأردن، أضاف نتنياهو إلى قائمته دولة عربية جديدة لتكون وورقته الرابحة في الانتخابات.
أوراق محروقة
المغرب هي الدولة التي وُضعها نتنياهو في حساباته الانتخابية، فقبيل الانتخابات التي فاز بها عجّت كافة وسائل الإعلام الصهيونية بالحديث عن هذه الزيارة الهامة، وفي وقت حساس للدار البيضاء، والتي تأتي ضمن خطط نتنياهو لإغراء الشارع الصهيونية، بدعم حزبه في الانتخابات التي تمت.
القيادي في حركة “حماس”، فتحي القرعاوي، أكد أن نتنياهو خاض معركة انتخابية شديدة وشائكة مع الأحزاب المعارضة التي باتت لغة التصعيد والتهديد والدم الفلسطيني لا تُقنعها كثيرا، وبالنسبة إليها “أوراق محروقة”، ويؤكد أن ورقة التطبيع والعلاقات مع الدول العربية والإسلامية باتت الأقوى التي في يد نتنياهو، والتي تتحدّث لغة الأرقام والإنجازات بأنه حقّق “سابقة تاريخية” في علاقاته مع الدول التي فتحت ذراعيها له خلال الشهور الماضية، وتجاوزت القضية الفلسطينية وضربَتها في مقتل.
واعتبر أن الدول العربية والإسلامية كانت المُنقذ لنتنياهو وحزبه الحاكم الذي ترنّح في معركة الانتخابات، وأنه بدأ يتغنّى بها خلال كل جولاته وصولاته الانتخابية، الأمر الذي قد يرجّح كفته ويُقنع الصهاينة بأنه “في عهد نتنياهو ستكون إسرائيل في قلب الدول العربية والمتحكّم بها”.